الجزائر: "حرب كلامية" بين رابطة الدوري والتلفزيون الحكومي

30 يناير 2019
الأندية رفضت عرض مبارياتها هذا الأسبوع (Getty)
+ الخط -
يعيش الدوري الجزائري للمحترفين على وقع أزمة جديدة، ستزيد حتماً من المشاكل التي يعيشها أصلاً، منذ انطلاق الموسم الكروي الجاري، إذ اشتعلت "حرب كلامية" بين رئيس رابطة الدوري، وإدارة التلفزيون الحكومي بسبب حقوق البث التلفزيوني لمباريات الدوري.

وكشف رئيس رابطة الدوري، عبد الكريم مدوار، أن أندية الدوري طلبت منه إيقاف بث مبارياتها على التلفزيون الحكومي، بسبب عدم حصولها على مستحقاتها من البث التلفزيوني، بينما ردّت إدارة التلفزيون ببيان صادم يكشف الكثير من الحقائق المثيرة.

وعلى هذا الأساس، فإن الجماهير لن تتمكن بالتالي من مشاهدة المباريات القادمة للدوري الجزائري، ما سيمثّل مشكلة حقيقية لها وللتلفزيون الذي سيجد نفسه في حرج شديد تجاهها.


وقال مدوار في تصريحات صحافية إن إدارة التلفزيون تماطل في دفع الأعباء المترتبة عليها منذ الموسم الماضي، ولم تقم لحد الساعة بتوقيع الاتفاقية الخاصة بنقل المباريات الخاصة بالموسم الكروي الحالي.

وبرمج رئيس رابطة الدوري، اجتماعاً مع رؤساء الأندية المحترفة بالعاصمة الجزائرية، قصد مناقشة بعض المسائل الخاصة بالدوري، لكن أغلبهم تغيبوا عن الاجتماع وأرسلوا ممثلين عنهم، رغم إلحاح رئيس الرابطة على حضورهم بشكل شخصي.

وقام ممثلو أندية الدرجة الأولى والثانية خلال الاجتماع الذي انعقد بمركز تحضيرات المنتخبات الوطنية بسيدي موسى غربي العاصمة، بمطالبة رئيس الرابطة بمنع التلفزيون من نقل مباريات أنديتهم في الدوري خلال الجولة الـ20 التي ستجرى نهاية الأسبوع الحالي، وذلك احتجاجاً على عدم وفائه بالتزاماته المالية تجاه الأندية منذ الموسم الماضي.

وبعد نهاية الاجتماع، أدلى رئيس الرابطة عبد الكريم مدوار بتصريحات للصحافيين قال فيها: "الطرف الذي يملك حقوق البث التلفزيوني لمباريات الدوري عليه أن يتحرك ويفي بالتزاماته تجاه الرابطة التي ستقوم بتحويلها للأندية، لا يجب أن يتم تجاهل هذا الأمر، فالأندية من حقها المطالبة بحقوقها".

وأضاف: "رؤساء الأندية طلبوا منا منع التلفزيون من برمجة مباريات الجولة المقبلة من الدوري، ونحن بدورنا مطالبون بالدفاع عن حقوقها، وأشعرنا إدارة التلفزيون بذلك".

وتابع: "مباريات الجولة القادمة لن تكون منقولة على التلفزيون، لأننا لم نحصل على الشرطين الثالث والرابع من مستحقات البث من إدارة التلفزيون، والخاصة بالموسم الماضي، كما أن الاتفاقية التي كانت بيننا وبين التلفزيون انتهت منذ شهر يوليو/ تموز من العام المنصرم، وإدارة التلفزيون تماطل لأجل توقيع الاتفاقية ونحن في نصف الموسم، الأندية تضغط علينا للحصول على مستحقاتها المالية وهذا من حقها".

وختم مدوار قائلاً: "في حال استمرار الوضع على حاله، فإننا سنفتح الباب أمام القنوات التلفزيونية الخاصة قصد التفاوض معها لبيعها حقوق بث مباريات الدوري".


بدوره، أصدر التلفزيون الحكومي بياناً رد فيه على الانتقادات الموجهة له من طرف رابطة الدوري، وجاء في البيان الذي نشره التلفزيون على حسابه الرسمي بـ "فيسبوك": "رداً على بيان الرابطة الذي لم يخاطبنا بصفة رسمية، نود التأكيد أن المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري التزمت دائماً بواجباتها التعاقدية رغم الظروف الصعبة".

واشتكت إدارة التلفزيون من تقاعس القائمين على الكرة الجزائرية إزاء حماية حقوقها من "القرصنة"، من طرف قنوات تلفزيونية خاصة داخل الملاعب التي تجرى فيها المباريات، رغم أن النقل الحصري للمباريات مكفول للتلفزيون وفق العقد المبرم مع رابطة الدوري سابقاً.

وعبرت إدارة التلفزيون أيضاً عن تفاقم قرارات الرابطة ببرمجة عدد كبير من المباريات دون حضور الجماهير، بسبب العقوبات التي تسلطها على الأندية بسبب شغب جماهيرها، وأكد أن ذلك يؤثر سلباً على المادة المقدمة للجمهور الكروي.

وأضاف البيان: "بدون أدنى شك أن ارتفاع عدد المباريات بدون جمهور وأيضاً البرمجة العشوائية تسببا في خسائر مالية معتبرة سيتم كشفها للرابطة بالتفصيل".

وتماشياً مع التطورات والتغييرات الحاصلة في البلاد في ميدان السمعي البصري مع ظهور الكثير من القنوات التلفزيونية الخاصة، دعا البيان إلى فتح مناقصة لمنح حقوق البث التلفزيوني لمباريات الدوري بكل شفافية.

المساهمون