لاعبو المنتخبات الأوروبية..بين مطرقة الإفطار برمضان وسندان التدريبات القاسية

14 يونيو 2016
نجوم بين الكرة والصيام (العربي الجديد)
+ الخط -

 
تتزامن مباريات النسخة الخامسة عشرة من بطولة أمم أوروبا لكرة القدم، "يورو 2016"، التي تدور فعالياتها في ملاعب كرة القدم الفرنسية، خلال الفترة ما بين العاشر من شهر يونيو/حزيران الجاري وحتى العاشر من شهر يوليو/تموز المقبل، هذا العام مع حلول شهر رمضان المبارك، مما جعل لاعبي المنتخبات الأوروبية المسلمين بين مطرقة إفطار شهر رمضان، وسندان التدريبات القاسية وجدول المباريات المزدحم، مما قد يُؤثر بشكلٍ كبيرٍ على مستواهم الفني.

ويصوم المسلمون في أوروبا هذا العام أطول رمضان من حيث عدد ساعات الصيام منذ 33 عاماً، وذلك كون الشهر المبارك في هذا العام يتوافق مع الانقلاب الصيفي للشمس، مما يعني زيادة عدد ساعات النهار، الأمر الذي دفع بعض لاعبي كرة القدم إلى الامتناع عن الصوم، ولعل أبرزهم: صانع ألعاب فريق أرسنال الإنجليزي، الدولي الألماني، مسعود أوزيل، الذي أعلن عن عدم نيته صوم شهر رمضان المبارك، وذلك بسبب تزامنه مع موعد بطولة أمم أوروبا لكرة القدم.

وأشار أوزيل في تصريحات، نقلتها صحيفة "إكسبريس" الألمانية، إلى أنه لن يستطيع صيام شهر رمضان المبارك هذا العام، وذلك بسبب تزامن الشهر الكريم مع موعد بطولة أمم أوروبا لكرة القدم، "يورو 2016"، التي يُشارك فيها اللاعب الألماني مع منتخب بلاده، حيث يُواجه لاعب أرسنال، البالغ من العمر 27 عاماً، صعوبات كبيرة في الصيام في ظل الطقس الحار السائد، والوحدات التدريبية المكثفة التي يخوضها مع منتخب بلاده خلال مباريات بطولة يورو 2016.

ولم تكن هذه هي التحديات الوحيدة، التي تُواجه اللاعبين المسلمين، الذين يُشاركون في بطولة أمم أوروبا لكرة القدم، إذ سيُواجه اللاعبون الأوروبيون المسلمون تحديات جمة خلال شهر رمضان المبارك، لخصها اللاعب الإنجليزي السابق، ناثان إلينغتون، الذي سبق له الدفاع عن ألوان أندية ويغان أثليتيك ووست بروميتش ألبيون وديربي كاونتي وواتفورد، في عدة نقاط خلال مقابلة أجراها مع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي.

وقال اللاعب، الذي اختتم مشواره الكروي في عام 2013 رفقة نادي ساوث بورت الإنجليزي، إن صيامه في شهر رمضان كان يُسبب له مشكلات كبيرة مع بعض مدربيه، وذلك لاعتقادهم أن صيام شهر رمضان والامتناع عن الشرب والأكل لفترات طويلة من الممكن أن يُؤثر بشكل كبير على لياقته البدنية، هذا ناهيك عن الضغوط الأخرى، التي كان يتعرض لها في حال لم يصم شهر رمضان.

وفي ما يتعلق برأيه باللاعبين، الذين أعلنوا عن عدم نيتهم صوم شهر رمضان بداعي عدم القدرة على خوض مباريات بطولة أمم أوروبا لكرة القدم وهم صائمون؛ منح اللاعب الإنجليزي السابق لاعبي المنتخبات الأوروبية رخصة الإفطار خلال شهر رمضان المبارك، مُوضحاً أن الله عز وجل قد منح رخصة الإفطار في حالة السفر أو المرض امتثالاً لقوله تعالى : "فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر."

ويتفق المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا وهيئات كرة القدم للاعبين المسلمين المحترفين في الدوري الألماني مع ما قاله اللاعب الإنجليزي السابق، ناثان إلينغتون، حيث قاموا بترخيص تناول الطعام خلال شهر رمضان للاعبين المحترفين، وذلك بناء على قرار من جامع الأزهر في القاهرة، والمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، الأمر الذي جعل المدير الفني للمنتخب الألماني، يواخيم لوف، يتنفس الصعداء، لا سيّما وأن المنتخب الألماني لكرة القدم يضم في صفوفه خلال الوقت الحالي أربعة لاعبين مسلمين هم: سامي خضيرة، ومسعود أوزيل، شكوردان موصطفي، وإمري جان، وهم جميعاً من الركائز الأساسية للناسيونال مانشافت.

على النقيض تماماً، يختلف رأي مدير مسجد يافوز السلطان سليم، طلعت كامران، والذي يعمل أيضاً مع معهد تكامل وحوار الأديان بمدينة مانهايم الألمانية، مع رأي المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا وهيئات كرة القدم للاعبين المسلمين المحترفين في الدوري الألماني، حيث يرى كامران أن هؤلاء اللاعبين ليس لهم أي عذر في عدم الصيام، وأنه من الخطأ أن يُفسر هؤلاء النص القرآني على مزاجهم الشخصي.

دلالات
المساهمون