اللعب العمودي والتسديدات.. أسلحة الريال في مواجهة الكتلان

20 نوفمبر 2015
هل ينجح ريال مدريد في تخطي برشلونة؟ (العربي الجديد)
+ الخط -

لا صوت يعلو فوق صوت الكلاسيكو، المواجهة الأهم في إسبانيا، والأشهر على مستوى أوروبا والعالم خلال السنوات الأخيرة. إنها مباراة تكسير العظام بين الغريمين الكبيرين، ريال مدريد، زعيم العاصمة الإسبانية، وبرشلونة فارس إقليم كاتلونيا، لذلك يحظى هذا اللقاء باهتمام خاص، وسط آمال كبيرة بعرض فني محترم يليق بقيمة الفريقين، والبداية مع ريال مدريد.

شخصية الملكي
ريال مدريد مع رافا بينيتيز مختلف هذا الموسم، فقد الصدارة بعد الهزيمة أمام إشبيلية في الجولة الماضية، سجل 26 هدفاً ودخل مرماه 7 أهداف حتى الآن، 3 أهداف منها خلال هزيمة الأندلس، بغياب حارسه الأساسي نافاس، مما يعني أن الريال أصبح فريقاً متوازناً تحت قيادة مدربه الجديد.

وإذا بدأنا بالحديث عن إيجابيات المرحلة الحالية بالنسبة للفريق الملكي، فيجب أن نركز كثيراً على وفرة الأسماء داخل تشكيلة الفريق، فرافا يملك مجموعة تساعده على اللعب بأكثر من أسلوب في المباراة الواحدة، فهو يستطيع تجهيز فريق قائم على الحيازة والسيطرة، بتواجد نجوم بقيمة خاميس رودريغز، إيسكو، كروس، ولوكا مودريتش.

كذلك من الممكن قلب الآية، والتحول إلى فريق يلعب على المرتدات، نتيجة تواجد أسماء بقيمة غاريث بيل، فاسكويز، خيسي، وكاسيميرو، مع الضرب في الأمام بثنائي متنوع، بنزيما المتحرك باستمرار، ورونالدو الذي يعرف كيف يلدغ داخل وخارج منطقة الجزاء. لذلك "التنوع" هو أكبر نقاط قوة "الميرينغي" هذا العام.

نقاط القوة
يعتبر اللعب السريع المباشر أحد أهم إيجابيات الريال، فالفريق العاصمي يستطيع الوصول إلى مرمى الخصوم، بأقل عدد ممكن من التمريرات، لكن مع حركة مستمرة في الثلث الأخير. لذلك نشاهد أهدافاً عديدة للفريق بدقة عالية، عن طريق تحركات لاعبي الشق الهجومي، وفتحهم المساحات أمام رونالدو الهارب من الرقابة، ومباراة سيلتا فيجو الأخيرة في البالاييدوس خير دليل، في لقطة أعادت إلى الأذهان كلاسيكو الموسم الماضي بين الريال وبرشلونة.


يلعب الريال بخطة 4-3-3، مع استخدامه جناحين سريعين، خيسي وفاسكويز هما الرهان في أكثر من مباراة، مع عدم جاهزية خايمس رودريغز وغاريث بيل، كانت الفرصة مواتية لرافا من أجل تنفيذ أفكاره الدفاعية، بالاعتماد على مجموعة تدافع جيداً أثناء التحولات، لذلك عادت الأجنحة كثيراً للخلف. وبعد عودة نجوم الفريق، من الممكن وضع بيل أو رودريغز في التشكيلة الأساسية، مع الحفاظ على نفس قواعد الهجمة المرتدة القاتلة، من الخلف إلى الأمام.



اللعب العمودي السريع والمرتدات القاتلة أسلحة قوية للريال، لكن اللعب الهجومي لا يتوقف أبداً على هذه المقومات، فهناك أيضاً خيار التسديد من بعيد، المفاجأة التي يجهزها بينيتيز لبرشلونة "وفق تقرير فني صدر مؤخراً لأكثر من صحيفة إسبانية"، ونتيجة امتلاك نجوم بقوة رودريغز، بيل، وحتى رونالدو، من الوارد جرح برشلونة بتسديدة صاروخية من خارج مناطق الجزاء!

 نقاط الضعف
لا يوجد على الإطلاق فريق متكامل، خصوصاً خلال الموسم الحالي، فكل أندية أوروبا بلا استثناء تعاني في بعض المباريات، حتى بايرن الرهيب مع بيب غوارديولا، تلقى هزيمة غير متوقعة من قبل أمام آرسنال في ملعب الإمارات، لذلك يستطيع خصوم "الملكي" أيضاً مباغتة دفاعات الفريق، والوصول إلى شباكه عن طريق أكثر من فكرة.

يعطي رافا بينيتيز أدواراً جديدة للثنائي كروس ومودريتش، من خلال قيامهما بالضغط المتقدم على دفاعات الخصم، مع عودتهما السريعة إلى الخلف لمساندة كاسيميرو، وتضييق الفراغات التي يتركها الأجنحة المتقدمة على الأطراف، ويعتبر هذا الدور مرهقاً بشدة، بالأخص على النجم الألماني، الذي لم يعتد من قبل على هذه الواجبات الدفاعية، لذلك تزيد الفراغات في وبين الخطوط، أمام كاسيميرو وعلى يمينه ويساره، مما يعطي لاعبي المنافس حرية أكبر في التحرك أمام منطقة الجزاء.

 ​

يعاني الريال أيضاً بعض الشيء في عملية الاختراق المنظم أمام الأندية، التي تدافع بشكل قوي، لكن بكل تأكيد في الكلاسيكو وأمام برشلونة، لن يلعب لويس إنريكي بدفاع عميق، لكن هناك أيضاً نقطة ضعف بدأت في الظهور مؤخراً داخل تكتيك فريق بينيتيز، وهي عدم قدرة النجوم الكبار على القيام بالدور الدفاعي مثل الأسماء الشابة.

وهذا يعني أن كلاً من فاسكويز وخيسي لهما أدوار دفاعية مضاعفة، وقد وضح ذلك في مباراة سيلتا فيغو، حينما عاد فاسكويز في أكثر من كرة لمراقبة نوليتو، بينما في ظل غيابه أمام إشبيلية، فشل الثنائي بيل وإيسكو في القيام بنفس الدور، فظهر كونوبليانكا حراً طليقاً، ولعب مباراة العمر في السانشيز بيثيخوان. لذلك في حالة اللعب بالقوة الضاربة أمام برشلونة، من الوارد اكتشاف فراغات خطيرة أمام أظهرة الريال.

 ​

في النهاية، تبقى الكلمة الأخيرة بين أقدام اللاعبين، بعد اختيار التشكيلة الأساسية من جانب المدير الفني، ومن المؤكد أن الكلاسيكو لن يكون متوقعاً في أدق تفاصيله، خصوصاً أن كل جانب يريد الثلاث نقاط من أجل مواصلة المشوار نحو اللقب الثمين.

اقرأ أيضاً: ذاكرة الكلاسيكو...معركة (إنريكي - فيجو وزيدان)

المساهمون