القصة المؤثرة...كيف خسر النجم الفرنسي قريبته في هجمات باريس

16 نوفمبر 2015
ديارا يعود ليودع قريبته في باريس (العربي الجديد)
+ الخط -

 خمس سنوات من الانتظار انتهت بكارثة إنسانية. عاد إلى باريس ليلعب من أجل الوطن. غدره الإرهاب وخطف حياة إحدى قريباته في الهجمات الإرهابية. خاض 90 دقيقة في مواجهة ألمانيا، وسط الانفجارات وصوت الرصاص. وفي نفس الوقت كانت قريبته تحارب من أجل الحياة. أطلق الحكم صافرة النهاية. سقطت قريبته ضحية الإرهاب، تلقى الخبر بعد نهاية المباراة وتحولت فرحة العودة إلى أرض الوطن إلى فاجعة. إنها قصة النجم الفرنسي لاسانا ديارا الذي فقد قريبته في اعتداءات باريس الإرهابية.

غاب لاسانا ديارا عن منتخب فرنسا منذ العام 2010، وعاد لتمثيل المنتخب الفرنسي أمام ألمانيا في ملعب فرنسا الدولي، أمام 75 ألف متفرج، لم يكن ديارا يعلم أن الحياة ستكون قاسية عليه في هذا اليوم الأسود. دخل المباراة بمعنويات مرتفعة من أجل تقديم كل ما لديه على أرض الملعب، مرر الكرات، تلاعب بلاعبي الخصم، وفجأة دوى صوت انفجار كبير هز الملعب ومدرجاته، بعد دقائق دوى الانفجار الثاني، لتبدأ ليلة الرعب في باريس.

ديارا لم يعرف أن مسلحين اجتاحوا باريس وأسقطوا 132 شخصاً ومئات من الجرحى، وديارا لم يعرف أن أحد الشهداء هي قريبته التي لطالما انتظرت رؤيته في باريس بعد طول غياب، لتتحول لحظة الفرح عند ديارا بالفوز بهدفين نظيفين إلى مأساة، خصوصاً أن ديارا كان اللاعب الفرنسي الوحيد الذي فقد أحداً من عائلاته.

تلقى ديارا الخبر بعد المباراة بوفاة قريبته، أستا دياكيتي. لم يصدق في بادئ الأمر، لكنه مع مرور الوقت أيقن أن الخبر صحيح وأن الإرهاب قتل قريبته، ليرثيها بنفسه عبر صفحته الرسمية على تويتر رثاء الشهداء، "قريبتي أستا كانت من بين الشهداء الذين سقطوا في هذا الهجوم الإرهابي على باريس، كانت بالنسبة لي شخصاً قوياً، وأختاً كبيرة".

وكان ديارا منذ العام 2010 يعاني من مشاكل جمة حرمته المشاركة مع فرنسا والعودة إلى باريس، واحدة منها نشر "داعش" فيديو لإرهابي ملثم زاعمةً أنه ديارا وهو قاتل في سورية مع "داعش"، ليظهر ديارا على الإعلام وينفي كل هذه التهم غير الصحيحة، ليتضح بعد ذاك أن الملثم برتغالي الجنسية، ويُدعى سيلسو رودريغيز دا كوستا، بحسب ما أكدته صحيفة "ذا غارديان".

لكن ديارا اللاعب الذي يستحق التقدير عاد إلى المستطيل الأخضر بعد هذه الضجة الكبيرة، ولعب مع أنزي ماخشكالا الروسي، ثم انتقل إلى لوكوموتيف موسكو، وقال آنذاك: "عليك أن تتعود أن يوماً ما ستتعرض مسيرتك لضربة قوية تطيح بكل ما تملك، وعليك أن تبدأ من جديد. اللعب مع أندية صغيرة في الوقت الحالي هو أفضل حل أملكه لكي أعود أقوى من السابق. وفعلاً كان ديارا محقاً لأنه وقع في العام 2015 مع مارسيليا الفرنسي ليبدأ رحلة جديدة في فرنسا، البلد الذي ترعرع فيه وقضى طفولته فيه، الأمر الذي أجبر مدرب "الديوك" ديديه ديشامب على استدعائه إلى المنتخب.

وفي أول عودة إلى أرض الوطن والعاصمة باريس، التي تعرفه جيداً، شارك مع فرنسا وقدم كل ما يملك على أرض الملعب. قاتل على الكرة من أجل الحفاظ على مركزه، وهو لم يعد إلى فرنسا لأنه يريد المشاركة فقط، بل لأنه يريد أن يلعب من أجل فرنسا. لعب مع فرنسا وعاد إلى الأضواء بعد طول غياب، لكن عودته الجميلة لم تكتمل لأنه زف قريبته وشارك في دفنها بعد أن ذهبت ضحية الإرهاب. سقط من سقط وجرح من جرح ووقعت الكارثة، لكن رسالة ديارا بقيت رغم الإرهاب: "هيا بنا جميعاً نحمي الحب والاحترام والسلام، لم أعد إلى فرنسا لكي ألعب فقط، بل لأن الهدف هو لمن كنت ألعب".

 اقرأ أيضاً: لاعبون مسلمون يتضامنون مع فرنسا بعد "أحداث باريس"

المساهمون