يوسف المساكني.. ميسي الذي تحوّل لكواريشما العرب

23 فبراير 2022
المساكني واحد من أفضل المواهب العربية (مادي ميير/Getty)
+ الخط -

الموهبة الخام والحقيقية يُمكنك رؤيتها ومشاهدتها حتى لو كنت متابعاً عادياً للعبة كرة القدم، في بلادنا العربية قد ترى آلاف اللاعبين الذين يمتلكون قدرات كبيرة لكن في نهاية الأمر يبقون مكانهم ولا نعرف حتى بأسمائهم.

في السنوات الماضية برز العديد من اللاعبين الذين ربما كانوا يستحقون فرصة اللعب في أوروبا، لنقل مثلاً عمر عبد الرحمن المعروف بعموري وحتى أكرم عفيف وبغداد بونجاح، لكن الأكثر موهبة كان بالنسبة لي، يوسف المساكني، اللاعب الأعلى اكتمالاً بين هؤلاء، وربما أفضل من كثر لعبوا في القارة العجوز.

في عام 2015 خلال مقابلة أجريتها مع إيهاب المساكني، الشقيق الأكبر ليوسف، يوم كان لاعباً في نادي العهد اللبناني، طرحت عليه سؤالاً كان في بالي، أي قبل 7 سنوات من الآن تقريباً، لماذا لم يحترف يوسف في فريقٍ أوروبي كبير رغم كلّ هذه الإمكانيات الهائلة.

قال لي يومها: "حين كان يوسف في صفوف الترجي حقق كلّ شيء مع الفريق، وظفر بلـقـب دوري أبطال أفـريـقـيا وأراد حينها الرحيل، لكن الترجي تمسّك به، لأن العروض الأوروبية التي وصلت، لم تكن مناسبة له، فحتى لو كـان العقد المقدّم من نادٍ كبير، والمقابل المادي ضئيل فلا يمكن للاعب بقيمة كبيرة أن يقبل ذلك، عند وصول العرض القطري كان بالفعل محترماً من الناحية المالية فجرت الصفقة بنجاح".

بالعودة إلى تلك الفترة، كان يوسف نجم الترجي وتونس الأول، واحد من المواهب العربية الاستثنائية، كانت الجماهير تلقبه بميسي تونس، كان محطّ اهتمام من أندية في الدوري الفرنسي خلال فترة عام 2012 تقريباً، أهمها باريس سان جيرمان وليل وموناكو ولوريان، لكنه في نهاية الأمر التحق بنادي لخويا (الدحيل حالياً) بعقد يمتدّ لأربع سنوات، وأبدع في الملاعب القطرية.

لم يصبح المساكني ميسي، لكنه بنظري كواريشما العرب، النجم البرتغالي الذي يعتبر واحداً من أفضل المواهب التي أنجبتها البرتغال، صحيحٌ أنه بلغ العالمية لكنه لم يصبح يوماً مثلاً كريستيانو رونالدو، بسبب حزمة من العوامل والظروف التي عاندته في الكثير من الأوقات.

قد لا تشبه شخصية المساكني كواريشما، لكنه كان سيئ الحظ، ولم يساعده القدر في العديد من الأوقات، فبعد تألقه في قطر، وصل إليه عرض للانضمام إلى نادي مرسيليا بطل أوروبا 1993، وكذلك كان لديه عقد من أندية في الليغا، لكنه فضّل البقاء مكانه كي يكون مستقراً من الناحية الذهنية والنفسية والبدنية لمونديال روسيا 2018، لكن سوء الحظ شاء أن يتعرّض لإصابة في الركبة أبعدته عن الحدث الكبير.

ذكرنا حتى اللحظة وفي أكثر من حقبة زمنية خلال مسيرته رغبة أندية في ضمّه، لكن لم تسرّ الأمور مع تلك الموهبة التي تتفوق حقيقة من الناحية الفنية على نجوم معروفين حالياً في عالم المستديرة، إن كانوا عرباً أو أجانب حتى، لا أعلم لماذا سارت مسيرة المساكني على هذا النحو، ففي شهر ديسمبر/كانون الأول 2018 ارتبط اسمه بنادي برايتون الناشط في الدوري الإنكليزي الممتاز لكن الصفقة لم تتم.

يوم رحل إلى أوروبا من بوابة نادي أوبين البلجيكي، شعرت بالخيبة، لم يكن حلمي أنا كمحبٍ له أن أراه هناك، وأنا الذي أرى إمكانياته المميزة، فكيف هو الذي يعرف قدراته جيداً؟ لم تكن التجربة المثالية في دوري بعيد عن الأضواء، ربما لو ذهب لليغا أو الكالتشيو أو الليغ 1 أو البريميرليغ أو حتى البوندسليغا، لكان الآن في فرق المقدمة.

أقولها وأنا أشعر بالارتياح، لولا الإصابة والظروف وربما الاختيارات الشخصية، التي نحترمها جميعاً، لكان المساكني الذي يبلغ من العمر حالياً 31 عاماً، موضع مقارنة دائمة إلى جانب المصري محمد صلاح والجزائري رياض محرز والمغربي حكيم زياش في أوروبا ومن الصحافة هناك، وليس منا فقط، لأنّه لا يقلّ عنهم موهبة...

المساهمون