لم يكن يحلم لاعب فريق الوداد الرياضي، يحيى جبران، أن يقوده حظه للمشاركة في منافسات بطولة كأس العالم 2022 مع المنتخب المغربي، فصاحب الـ31 سنة عانى كثيراً من أجل تمثيل المغرب بعدما صنع لنفسه اسماً خاصاً في بطولة الدوري المغربي لكرة القدم.
انطلقت حكاية يحيى مع كرة القدم وهو صغير السن، فرغم أن والده الذي كان يشتغل مدرساً، ظل يطالبه بضرورة التحصيل العلمي وترك هواية كرة القدم، إلا أنه ظل متعلقاً بالمستديرة الساحرة ويمارسها مع أبناء حيه في مدينة سطات المغربية.
تفوق جبران على عدد من منافسيه وجذب إليه الأنظار وهو شاب يافع، لذلك اتصل به مسؤولو فريق نهضة سطات لكرة القدم داخل الصالات كي يعزز صفوفهم، ومع الأزمة المالية التي ضربت النادي، اضطر لمغادرته إلى فريق آخر في مدينته دائماً، وهو الفتح الرياضي لسطات، الذي بزغ نجمه معه سنة 2012، ليُدعى إلى صفوف المنتخب المغربي من طرف المدرب المغربي هشام الدكيك، كي يشارك في كأس العالم للصالات في تايلاند قبل 10 سنوات.
وفي عام 2013، اتخذ يحيى جبران قراراً بتجريب حظه في منافسات كرة القدم بالدوري المغربي، فجرب حظه مع فريق رجاء بني ملال بعدما اجتاز معه كل الاختبارات بنجاح ولعب معه موسمين، قبل أن ينتقل بعد ذلك للعب في صفوف مولودية وجدة، ثم حسنية أغادير وفريق الفجيرة الإماراتي، ثم يعود إلى المغرب لخوض تجربة مع فريق الوداد الرياضي منذ سنة 2019 لغاية الآن، إذ تُوج معه بعدة ألقاب أبرزها منافسات الدوري المغربي ودوري أبطال أفريقيا، ثم وجد لنفسه مكانا في قائمة المنتخب المغربي الأول، بعدما كان دائم الحضور في صفوف المنتخب المغربي المحلي أيضا، حيث خاض معه 7 مباريات وسجل له هدفين.
وبحضور يحيى جبران، نجم فريق الوداد الرياضي، في كأس العالم قطر، ومشاركته سابقاً في منافسات مونديال كرة الصالات، سيكون ثاني لاعب عربي يحظى بهذا الشرف، بعدما سبقه الجزائري لخضر بلومي، الذي حضر برفقة منتخب بلاده في مونديالي 1982 و1986، وشارك في كأس العالم لكرة الصالات في هولندا عام 1989.
يؤكد المقربون من اللاعب يحيى جبران حسن أخلاقه، كونه تلقى تربية جعلت منه رجلا يتحمل المسؤوليات ويعرف كيف يتجاوز المطبات، ومع استدعائه لحضور مونديال قطر مع منتخب أسود الأطلس، يأمل أن يجد اللاعب لنفسه مكاناً في تشكيلة المدرب وليد الركراكي، الذي كان من وراء دعوته إلى صفوف منتخب بلده ومنحه شرف المشاركة في أكبر حدث كروي في العالم.