ويليامز وهبوط كبير لأفضل فريق فورمولا 1 بالثمانينيات والتسعينيات

28 ديسمبر 2023
ويليامز كان أحد أبرز فرق الفورمولا 1 (باول هنري/Getty)
+ الخط -

يتميز فريق ويليامز، بأنه أحد الفرق التاريخية في عالم سباقات فورمولا 1، والتي دخلت تاريخ الاتحاد الدولي للسيارات، من خلال 114 انتصاراً في سباق الجائزة الكبرى، و9 بطولات للصانعين، و7 بطولات للسائقين.

وتعكس أرقام الفريق الفرْق في وضع ويليامز بين الأمس واليوم، حيث يعود آخر انتصار له إلى عام 2012، وجاء بمثابة مصادفة في سباق الجائزة الكبرى الإسباني.

كيف وصل فريق ويليامز إلى هذا الوضع؟ 

وفقاً لتقرير صحيفة "سبورت" الإسبانية، الأربعاء، فقد عانى الفريق من تراجع تدريجي، ولم يعد فريقا مؤثرا على مستوى الابتكارات أو المحركات التوربينية التي تتحدى المنطق، حيث اختفى كل ما جعلهم مختلفين بمرور الوقت بسبب مزيج من الرضا عن النتائج، ونقص الإبداع، وأيضًا نقص الميزانية مقارنة بمنافسيهم.

والحقيقة هي أنه عندما اقتحم ويليامز عالم الفورمولا 1 في عام 1977، لم يعتقد أحد أنه سيتم الحديث عن هذا الفريق الإنكليزي بهذه السرعة.

وافتتح الفريق سجل الانتصارات بعد عامين، وفاز ويليامز بأول ثنائية له، متمثلة في بطولة السائقين والصانعين في العام 1980، وكانت هذه بداية العقد الذي كانوا فيه يتحدون بانتظام فيراري والفرق الكبيرة الأخرى.

وكان المنافس الرئيسي للفريق، هو المحركات التي لم تسمح له بالمنافسة في كثير من الأحيان، على الرغم من كل شيء، فتمكنوا من الفوز مع فورد وهوندا، وكان اتفاقهم مع شركة جود للمحركات بمثابة فشل حقيقي.

عقود بنتائج متباينة

وقع الفريق اتفاقية مع رينو في عام 1989 كانت من شأنها أن تعيدهم إلى المقدمة، إذ فازوا بما مجموعه خمس بطولات للصانعين مع الفرنسيين في التسعينيات.

وبدأوا بالتعثر في العام 1997، لكن الفريق استعاد بريقه القديم مع بداية العقد الجديد، حيث وقع تحالفاً استراتيجياً مع "بي أم دبليو" حتى عام 2009، حيث تضافرت جهود العملاقين، وفقط فيراري منعهم من الفوز ببطولة الصانعين والسائقين عامي 2002 و2003.

وتراجعت الشراكة طويلة الأمد مع "بي أم دبليو" في العام 2004 بعد تحقيق فوز واحد في ذلك الموسم في السباق النهائي، وتم تأكيد الانفصال عام 2005 عندما اشترى الفريق الألماني "ساوبر".

الوقوع في الهاوية

دخل الفريق في مرحلة تراجع لم يتمكن من الخروج منها، حيث تسببت النتائج السيئة في قيام الرعاة الكبار المعتادين بإدارة ظهورهم له، وكان ويليامز على وشك الإفلاس حتى قرر الاتحاد الدولي للسيارات منحهم دعما، من خلال "اقتراح" أن تقوم مرسيدس بتشغيل الفريق بدءًا من عام 2014 مع بداية عصر الهجين.

وتألق الفريق البريطاني مرة أخرى، وعادوا إلى منصة التتويج وتجاوزوا فيراري وريد بول في بعض المواسم على مستوى الصانعين، ومع ذلك، شعر مهندسو الفريق بالرضا عن النفس عندما رأوا أنهم ما زالوا قادرين على المنافسة ولم يبتكروا شيئاً جديداً بدءًا من عام 2016 فصاعداً من خلال تقديم سيارات "رتيبة" بشكل متزايد.

وسقط الفريق حتى عام 2018، إذ سجل أسوأ نتائج له، واستخدم الراعي الرئيسي في السنوات الأخيرة، وباء كورونا كذريعة للتخلي عن الفريق وأجبر عائلة ويليامز على بيعه لمجموعة دوريلتون كابيتال المالية الغارقة في الديون.

والآن يحاول ويليامز العودة إلى ما كان عليه من قبل، ولكن للقيام بذلك عليه أن يجتهد كثيراً ويوظف مهندسين جيدين، كون الاسم لم يعد كافياً في عالم فورمولا 1.

المساهمون