استمع إلى الملخص
- بعد استقلال الجزائر، عاد إلى سانت إتيان، حيث لعب 217 مباراة وسجل 85 هدفاً، وفاز بلقب الدوري الفرنسي ثلاث مرات وكأس فرنسا، وحقق إنجازات فردية مميزة.
- بعد اعتزاله، قاد المنتخب الجزائري للفوز بميداليات ذهبية، ودرب أندية في تونس ولبنان، وشارك في الجهاز الفني للمنتخب الجزائري في كأس العالم 1982.
توفي، مساء الجمعة، النجم الجزائري السابق رشيد مخلوفي عن عمر ناهز الـ88 عاماً، وهو الذي يُعد أحد أبرز أساطير الكرة الجزائرية، عطفاً على ما حققه في مسيرته الاحترافية، خاصة مع نادي سانت إتيان الفرنسي ومنتخب الجزائر، لكن يبقى المنعطف غير المتوقع في مسيرته هو تخليه، مع بعض اللاعبين، عن حلم المشاركة رفقة منتخب الديوك في كأس العالم 1958 بالسويد، واختياره الانضمام لمنتخب جبهة التحرير الوطني الجزائري، الذي كُوّن لدعم الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي.
ويُعد رشيد مخلوفي من مواليد الـ12 أغسطس/آب 1936 بمدينة سطيف، شرقي الجزائر، وفي تلك المقاطعة بدأ مسيرته الكروية عام 1952 مع فريق اتحاد سطيف، الذي لعب له عامين، قبل أن يقرر عام 1954، عندما كان يبلغ من العمر 18 عاماً، المغادرة صوب فرنسا للبحث عن عقد احترافي مع أحد الأندية، وهو ما حدث بانضمامه إلى فريق سانت إتيان، الذي لعب له أربع سنوات (1954-1958)، وسجل بقميصه 25 هدفاً وتوج بلقب الدوري الفرنسي سنة 1957.
وحدث التحول البارز في مسيرة الراحل رشيد مخلوفي عام 1958، حين كان مدرب المنتخب الفرنسي بصدد اختيار اللاعبين الذين سيسافرون للمشاركة في كأس العالم صيف العام ذاته بالسويد وكان من بينهم مخلوفي، لكنه وعلى نحو مفاجئ تنقل رفقة بعض الأسماء الجزائرية الأخرى التي فارقت الحياة خلال السنوات السابقة، مثل مختار لعريبي وعبد الحميد كرمالي ومصطفى زيتوني، إلى تونس بسريّة تامة، وهناك جرى الاتفاق على تكوين منتخب جبهة التحرير الوطني وبالضبط في 15 إبريل/نيسان 1958، وهذا للترويج ودعم القضية الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، عبر إجراء مباريات ودية في مختلف أرجاء العالم ضد فرق ومنتخبات مشهورة، وبالأرقام لعب مخلوفي لفريق جبهة التحرير الوطني 40 مباراة سجل فيها 42 هدفاً.
وبعد استقلال الجزائر عام 1962، ونهاية مهمة منتخب جبهة التحرير الوطني، قرر رشيد مخلوفي استئناف مسيرته الاحترافية في عالم كرة القدم، وخشية غضب الجماهير الفرنسية من خطوته السابقة، قرر اللعب في سويسرا مع نادي سيرفيت جنيف، الذي مثله في 14 مباراة سجل فيها 12 هدفاً، إلا ان نادي سانت إتيان لم يتأخر في إعادته إلى صفوفه إدراكاً لقيمته وموهبته الكبيرة في خط الهجوم، وهو ما حدث في العام نفسه (1962)، وكانت أيضاً عودة ناجحة لأبعد حد، إذ لعب بقميص الفريق الأخضر 217 مباراة وسجل 85 هدفاً، كما توج معه بلقب الدوري الفرنسي في ثلاثة مواسم (1964 و1967 و1968)، إضافة إلى لقب كأس فرنسا سنة 1968، وقبل ذلك حقق مع الفريق كأس شارل دارغو عام 1957، وكأس الأبطال الفرنسي سنة 1957.
وخاض رشيد مخلوفي تجربة أخرى في فرنسا مع نادي باستيا (1968-1970) كانت الأخيرة له لاعباً، إذ شارك معه في 77 مباراة سجل فيها 22 هدفاً، مع التذكير أنه حقق العديد من الإنجازات الفردية، على غرار كونه ثاني أحسن هداف في نادي سانت إتيان لكل الأوقات ويحتل المرتبة الـ11 لأحسن الهدافين في الدوري الفرنسي، كما لم يسبق أن تلقى أيّ بطاقة خلال مسيرته الكروية.
رشيد مخلوفي المدرب
وبعد أن قاد باستيا الفرنسي لاعباً ومدرباً عام 1970، انتقل رشيد مخلوفي عام 1971 لتدريب المنتخب الجزائري وقاده للفوز بالميدالية الذهبية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 1975، والميدالية الذهبية في الألعاب الأفريقية سنة 1978، إضافة إلى أنه كان ضمن الجهاز الفني للمنتخب الجزائري الذي قاده محي الدين خالف، وتألق في بطولة كأس العالم 1982 التي احتضنتها اسبانيا.
وسبق للراحل رشيد مخلوفي أن درب نادي المرسى التونسي على فترتين، الأولى موسم (1982/1981) والثانية في موسم (1993/1992)، إضافة إلى تتويجه بلقب كأس لبنان مع نادي النجمة عامي 1997 و1998 وكأس النخبة اللبناني مرتين (1996 و1997). وبعيداً عن المستطيل الأخضر، يُعد رشيد مخلوفي إحدى الشخصيات الرئيسة في الفيلم الوثائقي لنجم الكرة الفرنسية إيريك كانتونا، بصفته مكافحاً من أجل استقلال الجزائر بالوسائل السلمية، وفي عام 2013 عُيّن سفيراً للتنمية الأفريقية ومصدراً للتضامن والسلام في العالم، كما اختارته مجلة "سو فوت" الفرنسية ضمن أفضل ألف لاعب في الدوري الفرنسي باحتلاله المركز الـ25.