توجد مجموعة من العوامل التي لا بد وأن تتوافر في أي رياضي ناجح، مثل الالتزام، وبذل الجهد، وقبول التحديات، والسعي دائماً وراء التفوق على النفس أولاً قبل الخصم، ولكن في النهاية فإن أي رياضي، سواء أكان لاعب كرة قدم أو تنس أو سلة، هو في النهاية بشر، ويحتاج دائماً إلى وجود لمسة ناعمة في حياته، والتي في بعض الأحيان قد تقوده نحو الهلاك، ولكنها كثيراً ما تدفعه نحو الأمام والتفوق.
كثيرة هي قصص النساء اللواتي ساهمت في تغيير مسيرة الرياضيين نحو الأفضل، بفضل الاستقرار الذي يفرضه وجودهن، خاصة إذا ما اكتسب الأمر طابعاً جدياً، وكانت تتفهم طبيعة عمله الصعبة، وأحياناً تكون هي الهدف الذي يدفع الرياضي إلى الأمام فقط ليحقق أمل الاقتراب منها.
لويس سواريز.. الفتى المتهور وصوفيا
تنطبق حالة الأوروجواني، لويس سواريز، الذي انتقل مؤخراً إلى برشلونة الإسباني، على نظرية أن تكون محبوبته، ولاحقاً زوجته، هي الهدف الذي دفعه نحو الأمام في مسيرته الكروية، وحوله من لاعب مستهتر إلى نجم محترف، ربما لا يعيبه سوى تكرار أفعال عض المنافسين، المشينة، التي يعالج منها حالياً، ويعود سببها غالباً إلى الطفولة الصعبة التي مر بها.
صوفيا بالبي كانت الحب الأول والوحيد في حياة سواريز، والذي ساهم في تحويله من مجرد لاعب مستهتر بقدراته، كما اعترف بنفسه، إلى واحد من صفوة مهاجمي العالم في الوقت الحالي.
كانت البداية برحيل صوفيا نحو برشلونة للعيش مع عائلتها، حينها كان سواريز يلعب في صفوف ناسيونال الأوروجواني، ورأى أن الطريقة الوحيدة حتى لا تضيع من بين يديه هو السفر إلى أوروبا للاحتراف، ليعمل على تطوير مهاراته، ويحصل على أول فرصة للاحتراف في الدوري الهولندي مع جرونينج في 2006.
كانت فكرة سواريز أن يكون قريباً منها في أوروبا، ويقنع عائلتها بقدومها للعيش معه في هولندا، وهو ما تحقق بالفعل، لتبدأ مرحلة التطور الكبرى التي ساهمت في انتقاله إلى أياكس، الذي لعب له في الفترة بين 2007 و2010، وسجل خلالها معه 111 هدفاً، ومن بعده إلى ليفربول الإنجليزي، ليتقاسم الموسم الماضي مع كريستيانو جائزة الحذاء الذهبي، وينتقل مطلع العام الجاري إلى برشلونة.
رحلة الحب بدأت من أوروجواي، وعطّلتها برشلونة، لتستأنف في هولندا، وتتوهج في إنجلترا، قبل أن ينتهي بها المطاف مجدداً في المدينة الكتالونية في فصل جديد، سيتوجب على سواريز إثبات نفسه مجدداً، خاصة وأن صوفيا ستبقى إلى جانبه.
كريستيانو رونالدو والنساء الثلاث
بالنسبة لحالة البرتغالي كريستيانو رونالدو، نجم ريال مدريد الإسباني، فإنها خاصة للغاية، فالأمر هنا لا يتعلق بامرأة واحد بل بثلاث، تُعرف منهما اثنتان، أما الثالثة فعلى الرغم من الدور الذي لعبته في تحول شخصيته فإنها مجهولة بالنسبة للجميع.
الأشهر طبعاً بالنسبة للجميع هي رفيقته الحالية، العارضة الروسية إرينا شايك، التي منذ أن ارتبط بها وهو في حالة استقرار تام، فلا حديث عن سهرات ليلية أو أي علاقات عابرة، كما كان الحال عندما لعب في صفوف مانشستر يونايتد الإنجليزي.. شايك دائماً ما وقفت في جانب الـ"دون"، في مشاكله سواء عندما ظل يخسر الكرة الذهبية لصالح غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة، أو عندما تضطر على الدفاع عنه أمام انتقادات البعض، حققت له المعادلة المثالية التي تناسبه: الحب والجمال والتفاهم.
دور البطولة الأنثوي الآخر في مسيرة رونالدو، ولكن هذه المرة قبل انطلاقها، يخص بالطبع والدته دولوريس، التي أعلنت مؤخراً أنها فكرت في إجهاضه أثناء الحمل بسبب الأوضاع المادية الصعبة التي كانت تمر بها، ولكنها لم تفعل ذلك وظلت تقف إلى جانب ابنها في قراراته، وعملت على الاعتناء به بعد وفاة والده، ليصبح أحد أيقونات النادي الملكي.
المرأة الثالثة التي لعبت دوراً في حياة رونالدو مجهولة الهوية، ولكن مهمتها كانت شبيه بما فعلته شايك، إنها أم ابنه، التي لا يعرف أحد سوى "صاروخ ماديرا" وربما والدته من تكون.. كثرت الروايات حول الأمر البعض يقول إن الطفل جاء ثمرة علاقة عابرة، فيما تقول تقارير أخرى إن كريستيانو استأجر رحم إمرأة للحصول عليه، ولكن على أي حال فإن وصول هذا الابن في بداية مسيرة رونالدو مع الملكي كانت بداية في مرحلة الاستقرار، والبعد عن التهور بدرجة كبيرة.
إبراهيموفيتش و"السلطانة" هيلينا
يعد السويدي زلاتان إبراهيموفيتش من أبرز اللاعبين على الساحة في الوقت الحالي، لا يوجد نادي لعب فيه دون تحقيق إنجازات سواء شخصية أو جماعية، لا مانع من بعض الجدل والمشاحنات والتصريحات المدوية، ولكنه يظل ذلك الهداف العملاق المبدع، وخلف كل هذا تقف قصة حب تبدو مستحيلة بعض الشيء.
بداية فإن هيلينا سيجر امرأة "السلطان ابراهيموفيتش" أكبر منه بـ12 عاماً.. الأمر قد يبدو صعباً للشخص العادي، ومستحيلاً في عالم كرة القدم الأوروبية، التي أصبحت فيها معادلة الثنائي "اللاعب-عارضة الأزياء الشابة"، هي السائدة، ولكن هذه هي الحقيقة.. فارق السن لم يمثل لمهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي عائقاً حينما بدأ علاقته بسيجر في 2002، وأثمرت عن ولدين هما ماكسميليان وفنسنت.
لكن لماذا تختلف هيلينا عن الأخريات؟ في البداية هي ليست مجرد عارضة أزياء عادية، فهي حاصلة على شهادة جامعية في التسويق والإعلان وإدارة العلامات التجارية، وربما يفسر هذا الأمر بعض الشيء، بجانب مهارة وكيل أعمال ابراهيموفيتش مينو رايولا، السبب وراء كون المهاجم السويدي من أكثر اللاعبين تحريكاً للأموال في سوق الانتقالات.
بخلاف عامل الاستقرار العائلي والحب الذي تمنحه لإبراهيموفيتش، ويأتي مردوه بإبداعات داخل الملعب، يبدو أنه غالباً ما يستعين بخبراتها التسويقية والدعائية لزيادة شعبيته على الشبكات الاجتماعية بتغريداته الـ"ملعوبة"، والتي تأتي بمردود فوري في وسائل الإعلام وأغلب المواقع الإلكترونية.
فيدرير وميركا.. حب في الأوليمبياد
حصد السويسري روجيه فيدرير 80 لقباً في مسيرته، من ضمنها 17 لبطولات الجراند سلام الأربع الكبرى، وهو رقم قياسي في حد ذاته، ولكن جزءًا كبيراً من النجاح يعود إلى زوجته الحالية ميركا، والتي رزق منها بأربعة أبناء، ولكن بداية قصة الحب بينهما أشبه بعالم الأفلام.
جاءت شرارة الحب الأولى بينهما أثناء مشاركتهما في دورة الألعاب الأولمبية عام 2000، حينها كان فيدرير لا يزال شاباً في مرحلة التوهج، أما بالنسبة لمسيرة ميركا فلم تكن تسير على ما يرام.. نجح فيدرير في امتلاك عقل ميركا بسبب "خفة ظله"، كما تقول بخصوص الأمر، وكانت من ضمن أهم أسباب تفوقه.
تحديداً، وبعدها بعامين دفعت الإصابة بميركا إلى الاعتزال في 2002، لتقرر تخصيص كامل وقتها للعناية بفيدرير، حيث سبق وصرحت في حديث صحفي "بعد الاصابة كانت الأمور صعبة، ولكن روجيه وقف بجانبي، كان عليّ رد الجميل، كنت أدفعه دائما إلى الفوز، أخبرته إن كل انتصار تحققه سيبدو كما لو كان لي".
المثير في الأمر، أن أول لقب في الجراند سلام حققه فيدرير كان تحديداً بعدها بعام، حينما توج ببطولة ويمبلدون، ليثبت بالفعل أن ميركا كان لها فضل كبير فيما وصل له ساحر اللعبة البيضاء لاحقاً.