هنري ديلوناي صاحب فكرة أمم أوروبا الذي تحمل الكأس اسمه

03 يونيو 2024
هنري دينولاي في عام 1925 إلى جانب صورة للكأس التقطت في 2016 بباريس (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- هنري ديلوناي، المولود في باريس عام 1883، يُعد الأب الروحي لبطولة أمم أوروبا، بدأ كلاعب ثم حكم قبل الانتقال للعمل الإداري في كرة القدم بعد حادثة أثناء التحكيم، وأسهم في تأسيس البطولة القارية.
- تولى ديلوناي مناصب إدارية مهمة وكان من أوائل المؤيدين لإقامة بطولة للمنتخبات الأوروبية، واستمرت جهوده حتى بعد وفاته، حيث أقيمت أول نسخة من البطولة في 1960 بفرنسا وسُميت الكأس باسمه.
- قبل فكرته، كانت هناك بطولات إقليمية للمنتخبات الوطنية لكن لم تحقق الشمولية التي جلبتها بطولة أمم أوروبا، مما جعل من ديلوناي شخصية محورية في تاريخ كرة القدم الأوروبية.

تقتربُ بطولة يورو 2024 من ضربةِ البداية، ومعها الكثير من الذكريات والتاريخ الذي نعود لاسترجاعه، للحديث عن اسمٍ كان السبب في انطلاقة أمم أوروبا فيما مضى، هو كان الأب الأول لها، رغم أنّ الحرب العالمية الثانية أجّلت مساعيه إلى أن يشهد النسخة الأولى وضربة انطلاق المنافسة الأهم في القارة العجوز على مستوى المنتخبات. نجمنا اليوم هو الفرنسي هنري ديلوناي (ولد في 15 يونيو/حزيران 1883 في باريس)، لنتاول قصة ومسيرة رجلٍ ساهم في الوصول إلى ما نحن عليه اليوم.

دخل هنري ديلوناي عالم كرة القدم من بوابة نادي إتوار دي دو لاك الباريسي (Étoile des Deux Lacs)، وهناك مارس اللعبة ثم تحوّل إلى مهنة التحكيم، لكنّه قرر التقاعد والاعتزال بعد حادثة مثيرة صدمته خلال مواجهة بين فريقي غاريني دوفز وبينيفولونس، عندما ابتلع صفّارته وكسر اثنتين من أسنانه، بعدما ارتطمت الكرة في وجهه، ليتجه إلى العمل الإداري الرياضي على إثرها.

بدأ هنري ديلوناي حياته المهنية الإدارية في عام 1905 عندما أصبح رئيساً لنادي إتوال دي دو لاك، ثم أميناً عاماً للجنة الفرنسية المشتركة (CFI)، التي سبقت ولادة الاتحاد الفرنسي للعبة، وهو الذي شغلَ نفسَ المنصب فيه لاحقاً في عام 1919، وبصفته عضواً في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، عُيّن نائباً من عام 1924 حتى عام 1928، وكان جنباً إلى جنب مع جول ريميه، الرجل الذي كان السبب في إقامة أول نسخة كأس عالم في الأوروغواي عام 1930.

يقول الكاتب الفرنسي إيف تشيني في كتابة من الأمس إلى اليوم، 100 عامٍ في الحياة النقابية، في الصفحة 176، إن ريميه وهنري ديلوناي كانا من أوائل المؤيّدين لفكرة إقامة كأس أوروبا للمنتخبات منذ عشرينيات القرن الماضي، في حين يؤكدُ موقع يويفا الرسمي أن ديلوناي كان قد أصرّ دائماً على ضرورة إقامة مسابقة موحّدة للمنتخبات، وبالفعل عمل على متابعة الرحلة، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، التي تسببت في تأخير فكرته، إذ احتاجت أوروبا سنواتٍ حتى تنهض مجدداً.

تولّى هنري ديلوناي منصب الأمين العام للاتحاد الأوروبي لكرة القدم منذ تأسيسه في يوم 15 يونيو/حزيران 1954 حتى وفاته في عام 1955، فخلفه ابنه بيير دينولاي، الذي بدوره تابع المسيرة حتى موعد إقامة أول نسخة في عام 1960 في فرنسا، وتخليداً لذكرى رحيله سُمّيت الكأس باسمه ومُنحت للمنتخب الفائز حينها، والذي كان الاتحاد السوفييتي، إثر فوزه على نظيره منتخب يوغوسلافيا (ممثل مملكة يوغوسلافيا التي انبثقت عنها دول أخرى موجودة على الساحة العالمية حالياً، وهي: صربيا، وكرواتيا، والجبل الأسود، وسلوفينيا، وجمهورية مقدونيا وكوسوفو)، بنتيجة 2-1 في الوقت الإضافي، على ملعب حديقة الأمراء في العاصمة الفرنسية باريس بحضور 17,966 ألف متفرج، بقيادة الحكم الإنكليزي آرثر إيرليز، مع العلم أنّ المنتخبات المشاركة في تلك الدورة دفعت 200 فرنك سويسري.

قبل انطلاق فكرة هنري ديلوناي (توفي عن عمر يُناهز 72 عاماً)، كانت هناك بطولات إقليمية للمنتخبات الوطنية لكن لم تكن على نطاقٍ واسعٍ وشامل، إذ أقيمت في عام 1883 أول نسخة مسابقة سنوية بين الفرق الوطنية الأربعة في المملكة المتحدة، وهي إنكلترا، واسكتلندا، وويلز، وأيرلندا، وبقيت هذه البطولة تُعتبر الأهم في البلاد حتى المشاركة الأولى في المونديال عام 1950، كما شهدت أوروبا حينها من عام 1927 حتى عام 1960، إقامة دورة كأس أوروبا الوسطى في ست مناسبات، والتي جمعت منتخبات النمسا، والمجر، وإيطاليا، وسويسرا، ويوغوسلافيا، وتشيكوسلوفاكيا (جمهورية التشيك وجمهورية سلوفاكيا حالياً).

المساهمون