هل يُجبَرُ "فيفا" على تعديل موقفه من كأس العالم؟

18 فبراير 2022
إنفانتينو ليس في موقف قوة (فرانسوا نيل/Getty)
+ الخط -

مع اقتراب موعد التصويت على مشروع تنظيم كأس العالم كل عامين، انطلقت كل الجبهات في العمل، من أجل تقليص حجم الخسائر التي قد تلحق بها في حال إقرار المشروع، والأمر هنا يهم المعارضة التي يقودها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، أو رفض المقترح وبالتالي يكون الاتحاد الدولي (فيفا) مجبراً على التفكير في خيارات بديلة بما أنه صاحب فكرة التعديل الجديد.

ورغم أن الاتحاد الدولي ضمن موافقة عديد الاتحادات على التعديل الذي تقدم به، فإن ذلك ليس كافياً ليضمن الموافقة على المقترح بغالبية الأصوات خلال الشهر القادم، لأن الاتحاد الأوروبي نجح في تجميع أصوات المعارضة خلفه من أجل إحباط مشروع "الفيفا"، ولئن يبدو من السهل تأمين التصويت إلا أن جبهة المعارضة تمثل ثقلاً رياضياً ومالياً مهماً.

وفي مواجهة الاتحادات المحلية، في القارتين الأفريقية والآسيوية، التي أعلنت مساندتها لمشروع كأس العالم كل عامين، فإن "يويفا" تمكن في مرحلة أولى من الحصول على تحييد اتحاد أميركا الجنوبية (كومنيبول)، قبل أن يقنعه بالانضمام إليه في مشروع واحد بهدف إحباط المقترح الذي يصرّ الاتحاد الدولي على تفعليه، كما يستعد الاتحادان لإطلاق مسابقة مشتركة لا تقل عائداتها التجارية عن تلك التي تحصل عليها من خلال المشاركة في كأس العالم.

كما لعبت رابطة الأندية الأوروبية دوراً مهماً في كبح جماح "الفيفا"، ذلك أن الرابطة التي يقودها القطري ناصر الخليفي، عارضت بشكل رسمي المشروع، وخاصة أن نسبة كبيرة من نجوم كأس العالم مرتبطون بعقود مع أندية أوروبية هي التي تكوّن الرابطة، وبالتالي سيحدث جدل قانوني كبير وتعارض في المواقف قد يحرج "الفيفا".

كما أن الدراسة التي نشرها الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) في بداية الأسبوع، دعمت التوجه المعارض للمقترح، ذلك أن 75% من اللاعبين يرفضون هذا التعديل ويريدون أن يحافظ كأس العالم على مواعيده المتعارف عليها منذ سنوات طويلة، وهو ما يدعم موقف "يويفا".

ولا يبدو أن الاتحاد الدولي سيتراجع عن فكرته، ولكن أيضا لا نعتقد أنّه لن يستمع إلى أصوات المعارضة، بل سيحاول الآن تجميع قواه من أجل الدخول في مفاوضات أخيرة تهدف إلى ضمان الحد الأدنى من الدعم والموافقة من قبل "يويفا" وتفادي التصعيد الذي قد لا يستفيد منه أي طرف.

 وهناك عديد الخيارات لتعديل المقترح بدل التخلي عنه بالكامل، مثل رفع عدد المنتخبات التي تشارك في كأس القارات، ما يمكّن "فيفا" من إحياء المسابقة دون أن يضر بالمسابقات القارية، وخاصة أن كأس القارات تعتبر من المواعيد التي ينظمها الاتحاد الدولي.

كما يمكن إعادة جدولة توزيع عائدات كأس العالم على مختلف الاتحادات القارية، لأن الاختلاف أساساً يهم الجانب المالي، إذ إن تنظيم المسابقة كل عامين سيحرم بقية الاتحادات من مداخيل مهمة.

المساهمون