هل يمحو لقب "شان" خيبات الكرة الجزائرية في 2022؟

13 يناير 2023
يسعى منتخب الجزائر لاستعادة المستوى القوي (Getty)
+ الخط -

عادت الجزائر من الباب الواسع لاحتضان أبرز التظاهرات الرياضية في القارة الأفريقية، وهذه المرة عبر بطولة "شان" 2022 للمنتخبات، والمقررة في الفترة الممتدة من 13 يناير/ كانون الثاني الجاري إلى 4 فبراير/ شباط المقبل، إذ فسيتنافس فيها 18 منتخباً من أجل إحراز هذا التاج الذي فاز به المنتخب المغربي في آخر نسختين، لكن هذه المرة يبقى منتخب الخضر بقيادة مجيد بوقرة، وحسب ترشيحات المتابعين، الأوفر حظاً للفوز بهذه البطولة لعدة أسباب.

الأرض والجمهور سلاح منتخب الجزائر

سيدخل منتخب الجزائر هذه النسخة التاسعة من بطولة أمم أفريقيا للاعبين المحليين متسلحاً بأفضلية الأرض والجمهور، وهي أوراق رابحة يسعى "الخضر" لاستغلالها لتحقيق اللقب الأول له في هذه المسابقة التي استعصت عليه منذ أن انطلقت عام 2009، حيث يبقى أفضل إنجاز للجزائريين فيها الوصول إلى نصف النهائي في النسخة الثانية التي لعبت في السودان عام 2011، وتوج بها المنتخب التونسي بعد فوزه في النهائي على حساب نظيره الأنغولي.

ويستقبل المنتخب الجزائري منافسيه في "شان" بملعب نيلسون مانديلا في العاصمة الجزائر والذي يستع لحوالي 40 ألف مشجع، وسيجري افتتاحه بمناسبة هذه البطولة، ويتميز بمواصفات عصرية وحديثة سواء في ما يتعلق بشكله الهندسي أو قرب مدرجاته من أرضية الملعب مثلما هو الحال في أبرز الملاعب الإنكليزية، وهو ما سيشكل ضغطاً على المنتخبات المنافسة من قبل عشاق الخضر الذين يظهرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي حماسة كبيرة لدخول هذا الاستاد المميز، المنتظر أن يكون معقلاً أيضاً للمنتخب الجزائري الأول الذي يقوده المدرب جمال بلماضي.

بوقرة لتكرار الإنجاز العربي

تُعول الجماهير الجزائرية بدورها على العديد من المزايا لتحقيق لقب "شان"، على غرار خبرة المدرب مجيد بوقرة، الذي أصبح يتمتع بخبرة كبيرة في مجال التدريب، وهذا ما تؤكده النتائج الإيجابية التي يُحققها مع المنتخب الجزائري الرديف منذ استلامه مهام تدريبه عام 2020، مثلما كان الحال في كأس العرب 2021 في قطر، عندما قاد منتخب "الخضر" لتحقيق لقبهم الأول في المسابقة عبر مشوار رائع في تلك الدورة واستمر حتى المباراة النهائية والفوز على المنتخب التونسي بثنائية دون مقابل.

كما أن مجيد بوقرة أثبت علو كعبه من خلال سلسلة المباريات الودية المميزة التي يقدمها المنتخب الجزائري المحلي في آخر 3 سنوات تحضيراً لبطولة "شان"، وبأداء رائع نال استحسان عشاق الخضر، رغم كل الانتقادات التي تلاحق مستوى الدوري والمردود المتواضع المقدم خلال اللقاءات التي يلعبونها محلياً وخارجياً، في ظل غياب الأندية الجزائرية عن منصات التتويج بالألقاب القارية منذ ذلك الذي أحرزه وفاق سطيف عام 2014 على حساب فيتا كلوب الكونغولي، برسم مسابقة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم.

ولم يتأثر المردود الفني التصاعدي للمنتخب الجزائري طوال السنوات السابقة رغم أن مجيد بوقرة فقد العديد من الأسماء المهمة بشكل مستمر بعدما اختارت وجهة الاحتراف بالقارة العجوز والدوريات العربية، وهو ما رد عليه المدرب الملقب بـ"الماجيك" في تصريحات سابقة قائلاً "من حق أي لاعب من الدوري المحلي تحقيق طموحه بالاحتراف، صحيح هي ضربة موجعة لنا أن نفقد أسماء ثقيلة في إطار استعداداتنا للشان، لكن هناك لاعبين آخرين نستطيع الاعتماد عليهم وهم قادرون على تقديم الإضافة التي نرجوها".

وتشكل منتخب الجزائر في عهد مجيد بوقرة خلال بدايته مع الخضر من أسماء متألقة حالياً في أوروبا، على غرار الثلاثي أدم زرقان وعبد القهار قادري وبلال مسعودي، الذين احترفوا في بطولة الدوري البلجيكي، والمهاجم المتألق محمد الأمين عمورة الذي سجل بقميص رديف منتخب "الخضر" 4 أهداف في لقاء ودي أمام منتخب ليبيريا عندما كان لاعباً في وفاق سطيف المحلي.

وقبل أن يختار بدوره طريق الاحتراف في الدوري السويسري، إضافة إلى أسماء أخرى اختارت مغادرة الدوري المحلي مثل نذير بن بوعلي ورياض بن عياد، دون نسيان الراحل بلال بن حمودة الذي كان النجم الأول في تشكيلة بوقرة، قبل أن يتوفى في صيف العام الماضي إثر حادث مرور فيما كان عائداً إلى منزله بعد نهاية أحد معسكرات المنتخب الجزائري.

أسماء واعدة في منتخب الجزائر

رغم قائمة اللاعبين الطويلة التي فقدها مجيد بوقرة باستمرار، يملك منتخب الجزائر الرديف حالياً أسماء واعدة في التشكيلة التي سيعتمد عليها المدافع الدولي السابق في هذا العرس القاري، من بينها أسماء مرشحة للاحتراف بعد المنافسة، على غرار مدافع اتحاد العاصمة زين الدين بلعيد، الذي يعد ركيزة أساسية في الخط الخلفي، وأحمد قندوسي وسط ميدان وفاق سطيف والمصنف عند الكثير من المتابعين كأفضل لاعب في الدوري المحلي وسيحترف بنسبة كبيرة في نهاية الموسم، إضافة إلى وسط ميدان شباب بلوزداد حسام الدين ميرازيق، الذي كان حاضراً مع التشكيلة التي حققت كأس العرب كما نال ثقة المدرب جمال بلماضي في آخر معسكر كان للمنتخب الجزائري الأول.

خط الهجوم يؤرق الجزائريين

يبقى الهاجس الذي يواجه منتخب الجزائر في بطولة أفريقيا للاعبين المحليين هو خط الهجوم الذي فقد أسماءً مميزة في السنوات الأخيرة، على غرار الرباعي الذي جرت الإشارة إليه والمتمثل في محمد الأمين عمورة وبلال مسعودي المحترف حالياً في كورتري البلجيكي وإلى هناك أيضاً انتقل المهاجم نذير بن بوعلي عبر بوابة شارلوروا دون إغفال اسم رياض بن عياد المهاجم الحالي لنادي الترجي التونسي، الذي تمكن بدوره من الوصول للمنتخب الأول والتسجيل بمرمى إيران خلال اللقاء الودي الذي جمع المنتخبين في شهر يونيو/ حزيران الماضي في العاصمة القطرية الدوحة.

ولم يلقَ الثنائي أيمن محيوص وكريم عريبي الثقة الكاملة من الجماهير الجزائرية بعد صدور القائمة التي أعلنها مجيد بوقرة تحسباً لهذه المنافسة، بسبب أرقامهما المتواضعة في الدوري المحلي مع نادييهما اتحاد العاصمة وشباب بلوزداد توالياً، وفي المباريات التحضيرية التي لعباها مع المنتخب الجزائري، في حين كان الجناح الأيسر عبد الرحمن مزيان هو اللاعب الأبرز بأهدافه الحاسمة، ما يجعله الورقة الرابحة للخضر في الخط الأمامي.

اللقب مطلوب لتجاوز خيبة سنة 2022 القاسية

 يبقى الفوز بهذا اللقب القاري هدفاً أيضاً لمسؤولي الكرة الجزائرية من أجل تحقيق بداية قوية في عام 2023 وتجاوز خيبة العام الماضي (2022)، الذي شهد هزات عنيفة لم تستسغها الجماهير لحد اللحظة، على غرار الفشل الذريع للمنتخب الأول في الوصول لنهائيات كأس العالم في قطر إثر سيناريو مجنون أمام المنتخب الكاميروني، وقبل ذلك الخروج من الدور الأول من نهائيات أمم أفريقيا الماضية، رغم أن رفقاء القائد رياض محرز دخلوا المنافسة وهم يحملون لقب النسخة التي سبقتها.

وكان الفشل الذي عاشته مختلف الفئات السنية الأخرى في المنتخب الجزائري العام الماضي، مثلما كان الحال مع المنتخب الأولمبي الذي لم يستطع التأهل لنهائيات أفريقيا والمؤهلة بدورها لأولمبياد باريس 2024، كما أخفق منتخب أقل من 18 عاماً في حفظ ماء الوجه بمنافسة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي احتضنتها مدينة وهران، كما قدم منتخب أقل من 20 عاماً مردوداً متواضعاً في كأس العرب بالسعودية، وصولاً لمنتخب السيدات الذي لم ينجح في المرور إلى منافسات بطولة كأس أفريقيا، في حين لم يستطع إلا منتخب أقل من 17 عاماً حفظ ماء الوجه بإحرازه لقب كأس العرب التي جرت في الجزائر خلال الصيف الماضي.

المساهمون