هل يشهد أولمبياد باريس أقل نسبة من تجاوزات الميزانية تاريخياً؟

24 يوليو 2024
شعار الألعاب الأولمبية على برج إيفل، 14 يوليو/تموز 2024 (ديميتار ديلكوف/فرانس برس)
+ الخط -

يسجل أولمبياد باريس 2024 توازناً اقتصادياً مثيراً للاهتمام، وفقاً لقراءات اقتصاديين يتابعون ملفات الألعاب الأولمبية، إذ سيحقق تجاوزاً قليلاً في الميزانية لا يتعدى 32%، وهو رقم مميز، مقارنة بالتجاوزات التي حدثت في وقت سابق، لا سيما في دورة بكين 2008 التي تجاوزت الميزانية المتوقعة برقم تاريخي.

وكشفت صحيفة لوموند الفرنسية أخيراً أن أولمبياد باريس سيسجل ثاني أضعف نسبة تجاوز لتوقعات ميزانيته (قيمة الميزانية تتراوح بين تسعة وعشرة مليارات يورو)، حيث تدور بين 32 و50%، بينما قُدّرت تجاوزات ميزانية دورة الألعاب الأولمبية، أتلانتا 1996، بنسبة 32% (هي الأفضل)، ما يحفظ توازن قيمة المداخيل والمصاريف خلال تلك الدورة.

وأضافت الصحيفة الفرنسية أن مصاريف الألعاب الأولمبية تجاوزت دائماً الميزانيات بقيَم مضاعفة (أي بنسبة 100%)، ما يعني أن التكاليف مضاعفة أيضاً، بينما كان التجاوز القياسي في أولمبياد بكين (الصين)، حيث بلغ نسبة 1100%، في نسخة 2008، وجاء الأضعف، كما سبق ذكره، في أولمبياد أتلانتا، ليصبح التجاوز في توقعات الميزانية محدداً للنجاح الاقتصادي في الحدث الرياضي. وتفتح اللجنة الأولمبية الدولية مزاداً كل أربع سنوات أمام المدن المرشحة لاستضافة الألعاب الأولمبية، وقبل اختيار المنظم بالمزاد، يقع اختيار لجنة المنظمين المختارين من اللجنة الأولمبية الدولية على المشروع الأقل تكلفة والأكثر تكاملاً، وهو ما يعد إنجازه مستحيلاً، ويدفع المترشحين لإيجاد ثغرات قانونية، والتحايل للفوز بشرف التنظيم.

وتلجأ العواصم المرشحة لاستضافة الألعاب الأولمبية إلى تحديد ميزانيات مالية متوسطة، ترافقها مشاريع تتطلب غلافاً مالياً كبيراً، وذلك بتجاهل المصاريف البسيطة (كثيرة وترفع قيمة الميزانية)، ومن بينها ميزانيات الأمن، وميزانية الألعاب البارالمبية، وضرائب القيم المضافة والمعدات، وهو ما يُصعب على اللجنة الأولمبية اكتشاف القيمة المالية الحقيقية لتنظيم الألعاب. وتتحمّل العواصم التي تحتضن الأولمبياد نتائج التنظيم من الجانب الاقتصادي، سواء الأرباح أو الخسائر، فيما تعتمد اللجنة الأولمبية نظرية المزاد، وفقاً للتسمية التي يطلقها عليها الاقتصاديون، ما يجعل شكوك الفشل كبيرة، في حال لم تساير تنظيم المنافسات خطة اقتصادية مدروسة، تشمل أبسط التفاصيل، لضمان مداخيل تبدو غير مضمونة قبل الأولمبياد، وتظهر نتائجها بعد نهايته.

المساهمون