هل يؤثر "الليزر" فعلاً على أداء اللاعبين؟ دراسة علمية تجيب

02 ابريل 2022
استعمال الليزر يحصل في كل الدوريات (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

رفع الاتحاد المصري لكرة القدم، احتجاجاً إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وكذلك الاتحاد الأفريقي "كاف"، بسبب ما تعرضت له بعثته إلى السنغال من تجاوزات عنصرية قبل اللقاء الذي جمع المنتخبين في تصفيات أفريقيا المؤهلة لمونديال قطر مؤخراً، وكذلك بسبب استعمال الليزر من قبل الجماهير ضد اللاعبين خلال ركلات الترجيح، حسب ما أشار إليه الاتحاد في تصريحاته السابقة.

واعتبر الاتحاد، أنّ الليزر أعاق اللاعبين كثيراً، وهو أمر أكدته بعض الدراسات العلمية، التي شرعت في البحث عن خطورة استعمال الليزر وتأثيراته على اللاعبين، خاصة بعد أن شهدت مباريات كأس العالم 2014 في البرازيل استعماله في لقاء روسيا والجزائر بدور المجموعات.

وقد عبّر حينها المدرب الإيطالي لمنتخب روسيا، فابيو كابيلو، عن تذمره من التصرفات، مشيراً إلى أنه خسر بطاقة التأهل بسبب إزعاج الحارس من قبل الجماهير بالليزر، وهو ما حصل مع لاعبي مصر في تنفيذ ركلات الترجيح ضد السنغال، خاصة محمد صلاح، خلال المباراة ضد السنغال.

المخاطر حقيقية، ولكن

وكشف تقرير نشره موقع "سيانس أفونير" الفرنسي، أنّ بعض أنواع الليزر تبدو خطيرة على اللاعبين وتسبب لهم مشاكل حقيقية، وهي المصنفة في مستوى خطورة "3 و4" وتعتمد اللون الأخضر، مثل الذي استعملته الجماهير السنغالية في لقاء إياب الدور الثالث من تصفيات كأس العالم.

ولم تحدد الدراسة بشكل قاطع، درجة خطورة الليزر، ولكنها كشفت أن المستويين "1 و2"، لا يسببان مشاكل حقيقية على الرياضي، في وقت من الوارد أن تكون هناك مضاعفات عند استعمال ليزر بقوة "3" أو "4"، مثلما حصل مع حارس روسيا ضد الجزائر في مونديال 2014، حيث اعتبر كابيلو أن الهدف الجزائري كان سببه استعمال الليزر الذي حرمه من مشاهدة الكرة.

ونشر المركز الطبي في جامعة "دوكي" في كارولينا الشمالية، دراسة أكد من خلالها خطورة استعمال الليزر بقوة "3" أو "4" درجات مباشرة في العين، وخاصة منها الأجهزة المعروضة للبيع على الإنترنت التي لا تخضع لرقابة، واستشهدت الدراسة بحادث تعرض له طفل عمره 9 سنوات، حيث وجه "الليزر" مباشرة في عينه وهو ما سبب له أزمة.

وأكد تقرير نشرته صحيفة "إنديان إكسبريس" الهندية مؤخراً، نقلاً عن دراسة نشرها موقع laserpointersafety.com، أنّ توجيه الليزر إلى العين مباشرة من مسافة قريبة من شأنه أن يسبب اضطراباً للشخص، ولكن في الأثناء، فإنّ توجيهه من مسافة بعيدة مثل المدرجات لا يطرح مخاطر حقيقية، لأنّ قوة الأشعة تفقد قيمتها بسبب بعد المسافة الذي يؤثر على حرارتها.

كل الاتحادات تمنعه

وتمنع معظم الاتحادات استعمال الليزر، ويحاول المنظمون في الملاعب منع الجماهير من إدخاله، وتتم مراقبتهم بشكل صارم، ولا سيما في أوروبا، ولكن من دون فائدة، كما أشارت بعض المصادر إلى أنّ الجهات الأمنية في السنغال حاولت منع الجماهير من استعماله، وذلك بعد التفطن إلى دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي للرد على تصرفات الجماهير المصرية، ولكنها لم تنجح.

وسجلت بطولة أوروبا الأخيرة، أحداثاً مشابهة عندما استعانت الجماهير الإنكليزية، بالليزر في مباراتهم ضد الدنمارك بنصف النهائي، لتشتيت تركيز الحارس في ركلات الترجيح، وهو ما دفع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" إلى فتح تحقيق بسبب تصرفات الجماهير، رغم أن لاعبي الدنمارك لم يتذمروا من هذا التصرف.

وشهد الدوري الفرنسي في العديد من المناسبات تجاوزات مشابهة حيث عملت الأجهزة الأمنية على منع استعماله واستعانت بقدراتها التكنولوجية، ولكن دون فائدة وقد تعرضت عديد الأندية إلى العقوبات بسبب هذا التصرف، ولكن من دون أن تنجح في منعه نهائياً. كما تعرض نجوم كرة القدم لتصرفات مشابهة في عديد المناسبات مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، وقد عبر بعض اللاعبين عن تذمرهم من هذه التصرفات، ولكن من دون أن يتم القضاء على الظاهرة.

عقوبات متوقعة

تؤكد الدراسات العلمية بصورة الليزر على صحة اللاعبين وسلامتهم، ولكن من دون أن يكون له تأثير خطير حقيقي عليهم، ولا تترتب على استعماله تأثيرات كبيرة بدليل أنّ الظاهرة تتكرر بشكل متواصل، كما أن العقوبات ليس صارمة، مثلما حصل مع الاتحاد الإنكليزي في "يورو 2020" حيث سلطت عليه عقوبة مالية قيمتها 30 ألف يورو.

وينص الفصل 16 من قانون العقوبات في الاتحاد الدولي لكرة القدم على أنه يمنع استعمال الليزر ضد اللاعبين أو الرسميين وأنّ الاستعمال تنتج عنه عقوبات تأديبية، ولكن لا توجد عقوبات رياضية، وبالتالي فلا مجال لإعادة المباراة مثلما يريد الاتحاد المصري.

المساهمون