هجرة عكسية من تونس للجزائر وبلايلي يصنع الاستثناء

تسعى الأندية الجزائرية لاستعادة توازنها وقوتها، لا سيما على المستوى الأفريقي، بعد التعاقدات المميزة، التي أبرمتها في فترة الانتقالات الصيفية الحالية، خصوصاً من الدوري التونسي ، بضم أبرز اللاعبين، الذين كانوا في الترجي الرياضي والنادي الأفريقي والنجم الرياضي الساحلي (كلّها فرق من تونس)، وهو الأمر الذي سيجعل المنافسة شرسة في المسابقة المحلية خلال الموسم المقبل، ويُقوي حظوظ أندية الجزائر في المنافسات القارية، التي غابت عنها طويلاً.

نجوم يغادرون

وتعاقد فريق اتحاد العاصمة الجزائري مع اللاعب حسام الدين غشة، بعدما فسخ تعاقده مع فريق الترجي، إثر موسم وحيد لم يتمكن خلاله من إقناع المدير الفني البرتغالي، ميغيل كاردوسو، بمهاراته، ما جعله يُقرر التفريط فيه وفسخ عقده للتعاقد مع لاعب أجنبي آخر، في ظل القوانين الصارمة للاتحاد التونسي لكرة القدم المتعلقة باللاعبين الأجانب، لذلك استغل فريق اتحاد العاصمة هذه الفرصة، لينال توقيع اللاعب السابق لفريق وفاق سطيف الجزائري، بعد موافقة مدربه التونسي الجديد، نبيل معلول، الذي أكد في تصريحاته أن حسام الدين غشة لم تُستَغل مهاراته بشكل جيد أثناء مروره بالترجي، إذ لعب في غالب الأحيان بالجهة اليسرى، في وقت يفضل الانطلاق من الناحية اليمنى، وهو المركز الذي يشغله بانتظام اللاعب البرازيلي، يان ساسي.

وتعاقد فريق مولودية الجزائر مع لاعب النادي الأفريقي، الطيب المزياني، الذي يعرف جيداً الدوري التونسي الممتاز لكرة القدم، نظراً لأنه لعب مع أندية الترجي والنجم الرياضي الساحلي، قبل أن يحط الرحال في فريق أبها السعودي، لذلك فهو يملك خبرة كبيرة لم يستغلها كثيراً فريقه التونسي الأخير، ما جعله يُصر على تغييره، بعد نهاية عقده يوم 30 يونيو/ حزيران الماضي، عبر فريق المولودية، الذي سيخوض مسابقة دوري أبطال أفريقيا، خلال الموسم المقبل. والمؤكد أن المزياني سيكون إضافة قوية للنادي، وأيضاً للدوري الجزائري، وهو الذي يملك خبرة كبيرة، وسبق له تمثيل منتخب محاربي الصحراء في كأس العرب الأخيرة، التي أُقيمت في العاصمة القطرية الدوحة، نهاية العام 2021.

ونجح فريق شباب بلوزداد الجزائري، بدوره، في التعاقد مع أحد أفضل اللاعبين في الدوري التونسي، وهو لاعب خط الوسط الكاميروني، جاك مبي، الذي غادر النجم الرياضي الساحلي، مقابل 300 ألف دولار، علاوة على تخليه عما قيمته 100 ألف دولار من مستحقاته المالية العالقة بذمة الفريق، في ظل الأزمة المالية الخانقة التي يعانيها النادي التونسي أخيراً، وهو الأمر الذي استغله العملاق الجزائري للظفر بلاعب مميز من المؤكد أنه سيمنح القوة البدنية اللازمة لخط وسط ناديه الجديد.

هجرة عكسية

وتُواصل الأندية الجزائرية تعاقداتها مع أفضل اللاعبين في الدوري التونسي، بهجرة عكسية، في وقت كانت تونس بوابة لأفضل اللاعبين الجزائريين، الذين مروا بالمسابقة المحلية، وأبرزهم بغداد بونجاح وعبد المؤمن جابو وغيرهما، لكن لاعبين مثل: حسين بن عيادة ومختار بلخيثر ونبيل العمارة وعبد الرحمن مزيان وزين الدين بوتمان وإلياس الشتي وإسلام باكير وصبري شرايطية، اختاروا جميعهم الهجرة من تونس إلى الجزائر، نظراً لتراجع الإمكانات المالية في تونس، مقارنة مع ما أصبحت توفره الجزائر، وذلك مع إمكانية انضمام بعض الأسماء الأخرى، التي دخلت في مفاوضات مع أندية من الجزائر، مثل ثنائي الترجي: أسامة بوقرة ومحمد علي بن حمودة، ولاعب النادي البنزرتي الطيب بن زيتون، ولاعب النادي الأفريقي آدم الطاوس.

كرة عربية

التحديثات الحية

بلايلي يعود إلى الترجي: 3 أسباب ساهمت في مغادرته مولودية الجزائر

بلايلي الاستثناء إلى تونس

وفي ظل كل هذه المعطيات، اختار النجم الجزائري، يوسف بلايلي، مغادرة فريقه مولودية الجزائر الذي أعلنت إدارته مغادرة اللاعب رسمياً، وانتقاله إلى نادي الترجي التونسي بعد موسم واحد فقط مع العميد الجزائري، وذلك عبر بيان رسمي، ليصنع النجم بلايلي الاستثناء، ويبدأ رحلة جديدة في بطولة الدوري التونسي، انطلاقاً من موسم 2024-2025، بعد الأزمة الأخيرة التي اندلعت بينه وبين رئيس ناديه، الحاج رجم، بسبب طرد شقيقه، فريد بلايلي، من الفريق، لعدم حاجته إليه، ما جعله يختار مجدداً الترجي، وهو الفريق الذي عاش فيه أبرز محطاته الكروية، إذ سبق لنجم الجزائر اللعب مع نادي الترجي التونسي على حقبتين: الأولى بين عامي 2011 و2014، إذ لعب 55 مباراة سجل فيها عشرة أهداف، والثانية بين عامي 2017 و2019، وشهدت خوضه 39 مباراة في جميع المسابقات المحلية والقارية، وسجل 13 هدفاً، ليكون مجموع مبارياته مع الترجي 94 مواجهة سجل فيها 23 هدفاً.