هانسي فليك... موظف البنك الذي قهر برشلونة قبل الإشراف على تدريبه

أعلن نادي برشلونة الإسباني، الأربعاء، اتفاقه مع المدرب الألماني، هانسي فليك (59 عاماً)، لقيادة النادي الكتالوني، انطلاقاً من الموسم الكروي المقبل 2024-2025، بعقد سيستمر حتى 30 يونيو/ حزيران المقبل عام 2026، ليخلف المدير الفني الإسباني، تشافي هيرنانديز، الذي أُقيل من منصبه سابقاً، بعد تجربة امتدت مع الفريق، موسمين ونصف الموسم. وسيكون هانسي فليك على موعد مع خوض تجربة جديدة بنادي برشلونة، وهذه المرة بعيداً عن ألمانيا، التي قضى فيها معظم مسيرته، سواءً لاعباً أو مدرباً أو حتى مدرباً مساعداً، بحيث سيعمل على إعادة "البلاوغرانا" إلى منصات التتويج مجدداً، وذلك بعدما عانى هذا الأخير كثيراً، خلال السنوات القليلة الماضية، بسبب الأزمة الاقتصادية الكبيرة، التي أثرت بالفريق ولاعبيه ونتائجه.

اختار العمل في بنك على اللعب لـ"شتوتغارت"

هانسي فليك، من مواليد 24 فبراير/شباط 1965، بمدينة هايدلبرغ الألمانية، التي يبلغ عدد سكانها 150 ألف نسمة، وتقع على بعد نحو 340 كيلومتراً من ميونخ. قبل احترافه لعب كرة القدم، كان فليك يعمل موظفاً في أحد البنوك، وعندما بلغ سن 18 عاماً تلقى عرضاً من نادي شتوتغارت، الذي فاز بلقب الدوري الألماني لكرة القدم، موسم 1983-1984، ولكنه رفض ذلك لرغبته في التدرب والعمل معاً.

بداية مسيرة ناجحة

بدأ هانسي فليك مسيرته الكروية مبكراً، إذ وقّع على أول عقد احترافي مع نادي إس في ساندهاوزن، قبل انضمامه إلى صفوف نادي بايرن ميونخ، وهو يبلغ من العمر 20 عاماً فقط، وقضى هناك خمس سنوات كاملة، ولعب أكثر من 130 مباراة، حقق من خلالها العديد من الإنجازات، كالتتويج ببطولة الدوري الألماني، أربع مرات على التوالي، كما وصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا عام 1987، قبل خسارته أمام فريق بورتو البرتغالي.

سلسلة إصابات تنهي مسيرة فليك مبكراً

عقب انتهاء رحلته مع نادي بايرن ميونخ، انضم فليك إلى صفوف نادي كولن الألماني، في عام 1990، ولكنه لم يستمر طويلاً، إذ قضى هناك ثلاثة مواسم، ولعب نحو 50 مباراة، وتعرض لسلسلة من الإصابات، أجبرته على اعتزال لعب كرة القدم مبكراً، وهو يبلغ من العمر 28 عاماً فقط، قبل أن يفكر في تغيير مسيرته، ليتحول إلى لاعب ومدرب في آن واحد مع نادي فيكتوريا بامنتال، الناشط في دوري الهواة، ثم وصله، عام 2000، عرض من نادي هوفنهايم، الذي صعد آنذاك لدوري الدرجة الرابعة، وأمضى هناك خمسة مواسم، وساهم في صعود الفريق إلى الدرجة الثالثة.

مهندس نجاحات يواكيم لوف

اختار فليك بعد ذلك، أن يُصبح مدرباً مساعداً لفترة قصيرة مع نادي ريد بول سالزبورغ النمساوي، في عام 2006، قبل أن يتلقى مكالمة هاتفية من المدرب الجديد لمنتخب ألمانيا آنذاك، يواكيم لوف، ليضمه إلى طاقمه، واستمر هناك ثماني سنوات كاملة مع "المانشافت"، مع الإشارة إلى أنه أدار مباراة ربع نهائي بطولة أمم أوروبا 2008 ضد البرتغال (3-2)، بعد إيقاف لوف، وخلال كل هذه السنوات كان مهندس نجاحات يواكيم لوف، بوصوله إلى نهائي تلك البطولة، ثم تأهل إلى نصف نهائي كأس العالم 2010، وبلغ الدور نصف النهائي لبطولة يورو 2012، قبل التتويج بلقب كأس العالم 2014 في البرازيل.

إنجاز تاريخي مع العملاق البافاري

أمضى فليك عامين في منصب المدير الرياضي للاتحاد الألماني لكرة القدم، بعد كأس العالم 2014، وحتى يناير/ كانون الثاني لعام 2017، قبل أن ينضم مساعداً لمدرب نادي بايرن ميونخ، نيكو كوفاتش، في صيف عام 2019، واستمر عدة أسابيع، قبل توليه منصب المدير الفني المؤقت، بعد إقالة كوفاتش في نوفمبر/ تشرين الثاني، ومِن ثمّ بشكل دائم، ليبدأ في كتابة التاريخ مع العملاق البافاري، الذي قاده للتتويج بالسداسية عام 2020، بما في ذلك نيل لقبي الدوري الألماني ودوري أبطال أوروبا، وهو إنجاز حققه المدرب الإسباني، بيب غوارديولا، في عام 2009، مع نادي برشلونة.

كرة عالمية

التحديثات الحية

خمس مهمّات تنتظر هانسي فليك مع نادي برشلونة

فليك "قاهر" برشلونة في "الأبطال"

بعدما توقفت مسابقة التشامبيونزليغ، في عام 2020، لعدة أشهر بسبب تفشي فيروس كورونا، قرّر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم استكمال المنافسة، من خلال إقامة مباراة واحدة بنظام خروج المغلوب في العاصمة البرتغالية، لشبونة، ليواجه فريق بايرن ميونخ، بقيادة المدرب هانسي فليك، نادي برشلونة، في الدور ربع النهائي، وعرفت المواجهة، آنذاك، انتصاراً مدوياً للنادي الألماني بنتيجة كبيرة (8-2)، ليتسبب في زلزال داخل النادي الكتالوني، الذي أقال المدرب، كيكي سيتين، وعيّن الهولندي رونالد كومان، خلفاً له.

تجربة فاشلة مع منتخب ألمانيا

تولى فليك قيادة منتخب ألمانيا، في عام 2021، خلفاً للمدرب السابق، يواكيم لوف، ولكن تجربته كانت فاشلة مع الماكينات الألمانية، إذ خرج من الدور الأول لكأس العالم 2022، التي أُقيمت في قطر، ولكنه بقي في منصبه حتى شهر سبتمبر/ أيلول من عام 2023، قبل أن يقرّر الاتحاد الألماني لكرة القدم إقالته من منصبه، عقب الخسارة المدوية، أمام المنتخب الياباني، ودياً بنتيجة (1- 4)، والتي جاءت عقب سلسلة من توالي النتائج السلبية، إذ حقق الفوز أربع مرات، في آخر 17 مباراة فقط.