نجوم في قبضة وكلائهم: عندما يتغلب الجشع على الرياضة

29 يونيو 2022
دي بروين لجأ للقضاء ضد وكيله السابق (فنسنت فان دورنيك/Getty)
+ الخط -

يرتبط نجوم كرة القدم بعلاقات قوية مع وكلائهم، الذين يكون لهم تأثير كبير على مستقبل اللاعب وحسم اختياراته، وقد لعب الوكلاء دوراً حاسماً في توجيه اللاعبين لتبرز أسماء لا تقل قيمة وشهرة عن اللاعبين مثل البرتغالي جورج مينديز الذي سيطر على سوق الانتقالات في العالم، إضافة إلى الراحل مينو رايولا الذي كان متعاقداً مع أفضل اللاعبين ويحصل على عمولات قياسية.

ولا يقتصر دور الوكيل على الجانب الرياضي فقط، بل يتدخل في الحياة اليومية للاعب وهناك من يدير استثمارات اللاعبين وفي تواصل مستمر مع محيط اللاعب وعائلته ويتولى الدفاع عنه خلال الأزمات التي تواجهه ولا يمكن بأي حال من الأحوال التواصل مع اللاعب دون المرور بالوكيل.

وهذا الدور الكبير جعل الاتحاد الدولي لكرة القدم يغير القوانين التي تنظم عمل الوكلاء بشكل متواصل خلال السنوات الأخيرة، حيث سعى إلى وضع إطار جديد يضمن العلاقة بين اللاعب والوكيل، ورغم هذا الدور الكبير والأهمية القصوى التي توكل لمدير الأعمال، فإن بعض اللاعبين دفعوا ثمن الثقة الزائدة ليكون ضحية لمن يفترض فيهم أن يكونوا أمناء على مستقبلهم الرياضي والمالي أساسا.

ولجأ البلجيكي كيفين دي بروين، إلى القضاء في سنة 2013 ضد وكيله السابق، وذلك بسبب سوء تصرفه وإدارة بعض الملفات التي تهم النجم البلجيكي في قضية تهم فترة انتقال لعب نجم بلجيكا في فريق فولسوبورغ الألماني وقامت الشرطة بمداهمة مقر شركته في بلجيكا، ووُجهت للوكيل تهم عديدة مثل التربح والتدليس وغيرها من التهم الأخرى التي قادته لقضاء عطلة سجنية قبل أن يتم الإفراج عنه في سنة 2020، في واحدة من أشهر القضايا بين لاعب وكيله أو مستشاره.

وهذا الوكيل البلجيكي كانت له عدة فضائح، ذلك أن اللاعب الغيني إبراهيما كوناتي، الذي كشف عن تجاوزات قام بها الوكيل في حقه حيث كان يحصل على منح مالية أكثر منه، وخاصة عندما انتقل إلى فريق أندرلخت إضافة إلى أنه أجبر على الانتقال إلى فريق أوستند رغم أن المدرب لم يكن راغباً في التعاقد معه فظل بعيدا عن النشاط طوال ومواسم عديدة مقابل انتفاع الوكيل بمنح مالية مهمة.

وبدوره، لجأ توماس مونيي، إلى القضاء ضد وكيله في سنة 2011، حيث تفطن لاحقاً إلى وجود اتفاق سري بين وكيله وفريق بريج، وذلك خلال انتقاله إلى بريج قادماً من فيرتون، إذ أمضى الوكيل سرياً مع بريج اتفاقاً يقضي بحصول كل واحد منهما على نسبة 50 بالمائة من قيمة صفقة انتقاله إلى فريق جديد بعد تجربته مع بريج.

وتعرض الفرنسي نغولو كانتي لخسائر مالية بسبب تصرف وكيله الذي استفاد من العقد الذي يربطهما من أجل تحقيق الاستفادة المالية دون أن يكون له الحق في ذلك، وقد أكدت صحيفة ليكيب" الفرنسية أن كانتي طالب بتعويض مالي بعد تفطنه إلى استيلاء وكيله على حقوق الصورة التي يفترض أن تعود بالكامل إلى النجم الفرنسي الهادئ، وقد رد الوكيل على ذلك برفع قضية ضد كانتي مطالباً إياه بمنح مالية تقارب 3 ملايين يورو وهي نسبة من قيمة المبلغ الذي حصل عليه عند انتقاله من ليستر سيتي إلى تشلسي.

وكشف الفرنسي يوهان ميلو لاعب سانت إتيان والذي خاض تجربة في روسيا، عن تعرضه لعملية تحيل كبيرة، كان بطلها وكيله الذي يقود عصابة منظمة استهدفته ولعبت دوراً كبيراً في سلبه أمولاً كثيرة بطرق تحيل مختلفة لم يقع التفطن إليها سريعاً.

وقال ميلو: "توجهت إلى إحدى شركات التأمين كما نصحني وكلائي، وكنت في نهاية كل عمل أحصل على سندات تؤكد أن وضعي قانوني، ولكن اتضح لاحقاً أن هذه المراسلات كانت مزورة وأن وكيلي تعامل مع شخص آخر ونجح في إقناعي بأن الوضع سليم".

وتابع: "في إحدى المناسبات، طلب مني وكيلي أن أمضي على وثيقة باللغة الروسية، كانت مخصصة لفتح حساب بنكي، وقد صدقته وأمضيت رغم أنني لا أجيد اللغة الروسية، بعد فترة اكتشفت أنه قام بسحب 500 ألف يورو، نصفها حوله لحسابه الشخصي والنصف الثاني حصل عليه نقداً، لقد كانت صدمتي قوية، لقد خسرت قرابة 6 ملايين يورو واليوم أواجه أزمة مع البنك بسبب هذه التصرفات".

وكان الفرنسي لوديفيك جولي، نجم موناكو وبرشلونة وروما وباريس سان جيرمان السابق، أحد ضحايا المقربين منه مستشارين بعدما كشف في تصريحات إعلامية نقلها موقع "سوفوت" الفرنسي، تعرضه لعملية احتيال تاريخية لم يكشف فصولها إلا بعد اعتزاله في عام 2016.

وروى جولي قصته قائلاً: "في سنة 2016 طلبت قرضاً بنكياً من أجل شراء المنزل الذي أقيم به، ولكن تم إعلامي بأنه تستحيل الاستجابة لطلبي لأنني تجاوزت السقف الأعلى للتداين وكان عليّ أن أراجع كل حساباتي؛ فرغم أنه يملك أمولاً إلا أنه لم يكن قادراً على التصرف فيها لبعض الوقت بسبب التجاوزات التي حصلت".

وكان على جولي البحث في ملفات قديمة ليتفطن إلى أنه أساء اختيار بعض الأشخاص الذي استغلوا ثقته من خلال دفعه لشراء ممتلكات بقيمة تتجاوز قيمتها الحقيقية، وقد روى قصته ليكشف معاناة الرياضي من المقربين منه وخاصة مستشاريه الذين وثق فيهم، ليخسر قرابة 2.5 مليون يورو، وقد أكد أنه أراد أن يروي قصته حتى يكشف المعاناة التي يواجهها الرياضيون وسهولة تعرضهم للتحايل.

ووجه البلجيكي لاندري دياماتا، دعوة إلى اللاعبين الشبان إلى الاطلاع الجيد على العقود التي يمضون عليها في بداية مسيرتهم لأن بعض التفاصيل التي يقع إهمالها تكون لها انعكاسات سلبية على مستقبلهم، ذلك أنه تفطن عند انتقاله إلى فريق أندرلخت إلى أن الوكيل يحصل على منح مالية أكثر منه.

ولم تقتصر التجاوزات على لاعبي كرة القدم والوكلاء الرسميين، بل طاولت أيضا نجوم التنس مع أفراد من عائلاتهم، ذلك أن نجم التنس الأرجنتيني خوان مارتن دل بوترو، كشف في العام الماضي، أنه تفطن بعد وفاة والده الذي كان يدير أعماله ويتصرف في ثروته التي كونها بعد سنوات طويلة من اللعب إلى أنه أضاع نسبة كبيرة منها وأنه يواجه خطر الإفلاس بعدما أنفق الثروة في مشاريع دون جدوى كانت كلها خاسرة.

المساهمون