ميلان يرسم خريطة طريق العودة

17 يناير 2021
ميلان يحقق نتائج مميزة في الآونة الأخيرة (العربي الجديد)
+ الخط -

احتاج ميلان إلى 3 أشهر فقط في عام 2020 ليتبدل حاله، من فريق هشّ ومدمّر وغارقٍ في المشاكل الإدارية والفنية، إلى نادٍ متين على كافة المستويات.

ما قبل كورونا ليس كما بعده بالنسبة للنادي الإيطالي العريق، الذي عانى في السنوات الأخيرة من تراجع في المستوى والنتائج والإيرادات، وعملية بيع من قبل الرئيس السابق سيلفيو برلسكوني إلى مستثمر صيني، أعلن إفلاسه بعد فترة ليصل مصرف إيليوت الأميركي ويضع يده على النادي بعدما كان قد أعطى القرض ليونغ هونغ لي.

في البداية تحدّثنا كما الجميع عن دور زلاتان إبراهيموفيتش في إعادة الفريق إلى الساحة، ثم بدأت الضغوط تزداد على اللاعبين، بعدما قلل البعض من قيمتهم، باعتبار أن غياب السويدي سيخلق فترةً من انعدام الثقة وتدهوراً في النتائج، لكن ذلك لم يحصل، إذ أصيب إبرا في مباراة نابولي بعام 2020 وغاب عدّة مباريات لم يخسر خلالها الفريق البتة محلياً، باستثناء تلك الأخيرة أمام يوفنتوس التي افتقد فيها جهود العديد من لاعبيه أمثال إسماعيل بن ناصر وساندرو تونالي وكرونيتش وآنتي ريبيتش وآخرين لأسباب مختلفة.

ميلان يتقدّم بثبات
في البداية لا يمكن التقليل من قيمة العمل الكبير الذي قام به زلاتان في الفريق، إن كان من الناحية الفنية وصناعة الفارق في أرض الملعب أو حتى الشخصية وزرع الثقة في نفوس أولئك الشباب الذين لم يتجاوز معظمهم عامه الـ25.

مع مرور المباريات وتحقيق سلسلة من الانتصارات، اكتسب اللاعبون ما افتقدوه في الماضي وهو الثقة بالنفس، التي لعبت دوراً في جعل ميلان فريقاً قادراً على مقارعة أي فريق والضغط والتسجيل في مرماه، وهذا الأمر انعكس بطبيعة الحال على تصدر ترتيب الدوري الإيطالي ومتابعة الرحلة في كأس إيطاليا وكذلك في الدوري الأوروبي.

تقدّم ميلان لفت الجميع، فالنجم الألماني السابق أوليفر بيرهوف تحدّث قبل أيام لصحيفة لاغازيتا ديلو سبورت قائلاً: "هذه السنة بالتحديد عانت أندية أوروبا ذهنياً، لكن الروسونيري يمتلكون التصميم وفي الوقت عينه يستمتعون بالأداء وهذا ما ظهر في المباراة، إبرا يمتلك شخصية مميزة ويدفع الجميع للأفضل.

الفريق يتملّكه جوع لم يشعر به منذ وقت طويل، بإمكانهم بناء شيء معاً، الفريق نجح من دون حضور زلاتان وهذا يعني أنهم يتعلمون، هناك حماس ونشوة لدى الفوز، والمدرب ستيفانو بيولي أعطانا حكمة، أن لا شيء مستحيل".

قد يتوج ميلان بنهاية الموسم بلقب الدوري الإيطالي، وقد لا يحصل ذلك خاصة أن باقي المنافسين ربما يمتلكون قدرة أعلى على التحمّل والمنافسة على غرار يوفنتوس وإنتر، لكن تحقيق الهدف الأبرز بالتأهل لدوري أبطال أوروبا سيكون نجاحاً مهماً من الناحية المالية لخزينة النادي، لا سيما في ظلّ جائحة كورونا التي أفقدت العديد من الأندية إيرادات مالية من خلال حضور الجماهير والمبيعات.

لاعبون مميزون وتخطيط للمستقبل
أجبرت إصابة المدافع سيمون كيير وغياب رومانيولي أحياناً، وابتعاد المدافع الأرجنتيني موساكيو عن المشاركة أساسياً بسبب الإصابة الطويلة المدرب بيولي على إشراك المدافع الشاب كالولو الذي أظهر قدرات كبيرة، لكن ضغوط الجماهير بدأت مباشرة تنهال عليه بعدما شبهه البعض بالصخرة الفرنسية ومواطنه مارسيل ديسايي ليخرج المدرب ويقول: "كالولو مثله؟ ديسايي امتلك بنية جسدية مختلفة، رويدكم في المقارنات، عليه أن يتحسّن كثيراً ليصبح أقوى".

لم يقلل هنا بيولي من قيمة المدافع الشاب (20 عاماً) لكنه في الحقيقة حاول حمايته.

بعيداً عن تألق الجزائري بن ناصر والإيفواري فرانك كيسييه من بداية الموسم ومعهما "الفايكينغ" سيمون كيير كما تحلو للجماهير تسميته، استطاع بعض اللاعبين أن يقلبوا المعادلة.

ساندرو تونالي تعرّض لهجوم من بعض الجماهير بسبب عدم تقديمه ذات المستوى الذي ظهر عليه حين كان في بريشيا، لكنه تحسّن بشكلٍ لافت، وأظهر أنه قادرٌ على تحمّل الضغوط والمبادرة في اللعب وبناء الهجمات وحتى افتكاكها.

لاعب آخر لا بد من التنويه بما قدّمه أخيراً، بعدما كان الجميع يطالب ببيعه أو إعارته كي يتخلّص منه الفريق، وهو كالابريا الذي عمل على تحسين مستواه فبات عنصراً أساسياً في مركز الظهير، حتى أن بيولي اعتمد عليه في منصب لاعب الارتكاز أمام يوفنتوس بسبب تعرّض بقية اللاعبين للإصابات.

ميركاتو ميلان ينقسم إلى 3 أجزاء الآن، وهو التفريط ببعض الأسماء، والتجديد لآخرين وإبرام بعض الصفقات.

على سبيل المثال أندريا كونتي بات على شفير الانتقال إلى فيورنتينا، بشكلٍ نهائي، كما أن الجهاز الفني ليس مقتنعاً بالبرتغالي دالوت، ومع رحيل الأول كذلك، يدور الحديث عن إمكانية جلب ألفارو أدوريوزولا من ريال مدريد، القادر على شغل مركزين (ظهير أيمن وأيسر)، خاصة أن المدرب الفرنسي زين الدين زيدان لا يعتمد عليه أبداً.

موساشيو وسط اهتمامات أندية عدّة لكن اللاعب لا يريد الرحيل ويرغب في البقاء حتى شهر يونيو، في المقابل يبقى مصير إبراهيم دياز المعار من ريال مدريد متوقعاً حتى اللحظة لحين انتهاء عقده، فحسب "CDS"، اللاعب يريد البقاء في ميلانو بعدما وجد نفسه والفرصة، المشكلة تكمن في الصيغة ورغبة النادي الملكي، أي المطالب المالية بحال أراد الروسونيري شراءه بشكلٍ نهائي.

الأمر الأهم يبقى الآن، هو تجديد عقدين في النادي، يعتبران من أهم الركائز، الأول هو جيانلويجي دوناروما، الذي يدير عملية تفاوضه مع الإدارة وكيل الأعمال الشهير رايولا.

التأهل لدوري الأبطال ودخول أموال للخزينة والمنافسة على الألقاب ستحفز جيجو على البقاء. وبحسب آخر الأخبار، فإن الطرفين في خطٍ موازٍ ويمتلكان الرغبة في التجديد، بعدما قدّم ميلان مبلغ 7 ملايين يورو فيما وصلت مطالب رايولا إلى 10، وهو أمرٌ مستبعد حالياً، كما أن تجديد عقد التركي هاكان تشالهان أوغلو يعتبر أولوية للجميع هناك.

أما بشأن الصفقات التي يمكن إبرامها في الميركاتو الشتوي أو حتى الصيفي، فالسؤال يطرح دائماً عن رأس الحربة، من يعوض زلاتان إذا ما أصيب؟ خاصة أن البرتغالي رافائيل لياو يخسر الكثير من فعاليته عندما يلعب مهاجماً بدلاً من مركز الجناح.

ميلان في الوقت الحالي مهتم باللاعب سكاماكا من نادي ساسولو الذي يتابعه يوفنتوس أيضاً، لكن المشكلة تكمن في سعره 25 مليوناً، وهنا تبقى المفاضلة مهمة بين لاعب شاب وآخر مخضرم بعقد إعارة.

المساهمون