ما حدث لـبرشلونة أمام بايرن ميونخ، ضرب من الخيال، كارثة تاريخية لم يسبق أن هزت أركان الكيان الكتالوني منذ عقود.. أن تخسر بهذا الشكل وهذه النتيجة أمر لا يصدق، لأن برشلونة كما يعلم الجميع "أكثر من مجرد نادٍ"، وهي العبارة التي تعد شعاراً للنادي العريق وجملة مفضلة لعشاق البلاوغرانا.
"ابن روساريو" الأرجنتينية، ومواطن الثائر الشهير "تشي غيفارا" بات الآن مطالباً من عشاق برشلونة بأن يقود ثورة حقيقية وتاريخية في النادي، فهو الوحيد الذي يثق فيه كل عشاق برشلونة، بل كل محبي كرة القدم في العالم، بأقدامه أسعد الجماهير التي لطالما تغنت بأهدافه وسحره الذي نثره في إسبانيا وخارجها.
على ميسي أن يختار: إما الرحيل وهدم حقبة هي الأجمل في تاريخ برشلونة الذي سيبكي لسنوات إن تم الأمر، أو أن يلتزم بوعوده التي سبق وأطلقها بالبقاء مع البرسا حتى الاعتزال ثم البدء بثورة غير مسبوقة في تاريخ أندية العالم، وهنا لنا أن نتخيل قيام لاعب بمثل هذه الثورة. إنه أمر جلل وميسي باسمه وبتاريخه الأسطوري قادر وبسهولة أن يفعلها خصوصاً مع برشلونة.
كل تلك الأفكار تطرق أبواب محبي برشلونة، خاصة مع تلك التقارير التي تتحدث عن نية أفضل لاعب في العالم 6 مرات الرحيل عن النادي وعدم التريث أو الانتظار حتى نهاية عقده 2021، وبدون شك فاللاعب من حقه أن يختار بشتى الطرق ما هو مناسب له ولمسيرته المضيئة، وهو ميسي الملك المتوج في المدينة التابعة لإقليم كتالونيا والتي ساهم كثيراً في زيادة شهرة المدينة والإقليم المطالب بالاستقلال عن إسبانيا منذ سنين.
وغير بعيد، فإن تاريخ ميسي الحافل ونظرات الحزن التي علت محياه بعد الخسارة القاسية التي لم يسبق له أن تذوقها في مسيرته المضيئة بملاعب الكرة يتيح له أن يتجلى فوق الجميع ويرفع شعار الثورة بعد زلزال بايرن ميونخ في المدينة "الثائرة" فمثلاً لو خرج وصرح للجميع موجهاً كلامه لإدارة برشلونة قائلاً "إما أن ترحلوا أو أرحل" فهذه العبارات كافية لبدء نسج الثورة في النادي الذي بات يحتاج لما يشبه "الغربال" وهو ما قد تسفر عنه الأيام القادمة.
إدارة النادي عليها الرحيل فوراً وبدون أي مقدمات، ومعها بدون أي شك مدرب" المزرعة السعيدة" كيكي سيتين، لكن هذا السيناريو قد يكون بعيداً بحجة أن الموسم الجديد على الأبواب، وبالتالي فإن رحيل الإدارة تلقائياً لن يتم حسب توقعاتي، والتشبث بالكرسي سيكون أقوى من أي مشاعر أخرى!
هنا يستطيع ميسي أن يغير الحال، تدخله يعني إنقاذ نادٍ سبق وأن عشقه الصغار والكبار وما زالوا، بل منهم كثير من عشق برشلونة بسبب ميسي، ولو رحل سيرحل معه كثيرون من عشاق البلاوغرانا لأن تأثيره غير عادي وغير مسبوق في تاريخ كرة القدم.
ميسي... الثائر المنتظر من جماهير برشلونة، يملك في عصاه الحل في الملعب إن كان في مستوياته المعهودة بل وخارج الملعب أيضاً بثقله الكبير الذي لم يسبق لكرة القدم العالمية أن رأت مثيلاً له في السنين الأخيرة، فهل يفعلها ميسي ويتحول الأرجنتيني إلى "غيفارا" جديد في كرة القدم وفي برشلونة؟