ميسي على موعد مع التاريخ

13 ديسمبر 2022
هل يتأهل ميسي إلى المباراة النهائية ويقترب من اللقب؟ (Getty)
+ الخط -

بعد خروج رونالدو مع البرتغال ونيمار مع البرازيل، سيكون الليلة ليو ميسي واحدا من أساطير كرة القدم العالمية للعقدين الماضيين على موعد مع التاريخ لبلوغ النهائي للمرة الثانية في مشواره، وبعده البحث عن التتويج باللقب الذي ينقص سجله لينال لقب الفتى الذهبي الذي بقي حكراً على الراحل دييغو أرماندو مارادونا، في مواجهة وصيف بطل العالم المنتخب الكرواتي المحترف أحد أفضل منتخبات البطولة والأكثر تماسكاً وانسجاما بقيادة "العازف" لوكا مودريتش.

وهو الذي سيكون بدوره اليوم على موعد مع تكرار الإنجاز الذي حققه سنة 2018، ببلوغه النهائي، على أمل الثأر من فرنسا في النهائي إن تمكنت من اجتياز عقبة المغرب غدا في مواجهة أخرى مفتوحة على كل الاحتمالات، يخوضها المنتخبان بحظوظ متساوية رغم تواجد النجم مبابي الذي يسعى لكي يكون ثاني أصغر لاعب بعد بيلي يتوج بكأسين عالميتين متتاليتين.

ليو ميسي الذي فاز بكل الألقاب الممكنة مع نواديه بمجموع 41 لقباً، سجل بمناسبة مونديال قطر الهدف رقم 2700 في تاريخ كأس العالم، وعادل رقم غابرييل باتيستوتا في عدد الأهداف المسجلة من لاعب أرجنتيني في كأس العالم برصيد 10 أهداف، وسجل أربعة أهداف لمنتخب بلاده، ليرفع رصيده إلى 95 هدفا في 170 مباراة مع منتخب بلاده، الذي انفرد معه بالرقم القياسي في عدد المباريات التي لعبها في كأس العالم حاملا شارة القيادة برصيد 17 مباراة.

وهي أرقام ينقصها التتويج فقط باللقب للمرة الثالثة في تاريخ الأرجنتين بعد دورتي 1978 و1986، وللمرة الأولى في حياة ميسي الذي سبق له أن خسر نهائي 2014 أمام ألمانيا، بخلاف عظماء الكرة على غرار بيليه ومارادونا، وحتى مواطنه ماريو كيمبس الذين حققوا الفوز باللقب الأغلى وصاروا ملوكا، ويبقى ميسي ولي عهد ينتظر موعده مع القدر لكي يتوج.

سيجد ليو ميسي هذه المرة في الجهة المقابلة منتخبا كرواتيا محترما يعتبر أحد أحسن من قدم كرة جميلة في هذا المونديال، وحتى في مونديال روسيا الذي بلغ فيه النهائي، ويجد أمامه نجماً متميزاً يريد أن يدخل مصاف الكبار لو يبلغ النهائي ويتوج بالكأس العالمية رفقة جيل متميز يلعب سوياً منذ سنوات، مع مدرب رفع التحدي عندما أعلن البارحة أنه لا يخشى ميسي، وسيطيح بالأرجنتين مثلما فعل بنيمار والبرازيل في ربع النهائي.

...ويقطع الطريق على ميسي في سبيل تحقيق حلمه في نهاية مشواره الدولي لأنها ستكون الفرصة الأخيرة، كما ستكون آخر فرصة لجيل مودريتش وبيريسيتش وبروزوفيتش لمعانقة التاج العالمي، ولم لا الثأر من فرنسا إذا بلغت النهائي على حساب المغرب في مواجهة تبدو أيضا مفتوحة على كل الاحتمالات، يصعب التكهن بمصيرها، حتى وان كان المنتخب الفرنسي حاملاً للقب العالمي.

للعلم، فقد سبق لمنتخبي الأرجنتين وكرواتيا أن تواجها 5 مرات ودياً ورسمياً، قبل مباراتهما المرتقبة بالمربع الذهبي للنسخة الثانية والعشرين من كأس العالم، حيث فازت الأرجنتين مرتين وخسرت مرتين، وحسم التعادل بينهما مرة واحدة. وكانت آخر مواجهة بينهما ضمن دور المجموعات من مونديال روسيا، والتي انتهت لمصلحة كرواتيا بثلاثة أهداف نظيفة، بينما انتهت المواجهة الأولى ضمن منافسات كأس العالم في مونديال فرنسا 1998 لمصلحة "راقصي التانغو" بهدف نظيف، بلغ بعدها المنتخب الكرواتي المربع الذهبي وخرج على يد البطل فرنسا، لكن هذه المرة سيكون تكافؤ الفرص سيد الموقف في مواجهة يحسمها التركيز الكبير، والاستثمار الأمثل في الفرص التي تتاح لعناصر المنتخبين، أكثر مما يحسمها ميسي أو مودريتش.   

صحيح أن الأرجنتين وكرواتيا وفرنسا تملك في صفوفها ميسي، مودريتش ومبابي، لكن الحسم يكون لروح الجماعة التي تبدو في مصلحة المنتخب المغربي الذي يملك كتيبة متكاملة ومنسجمة تلعب بروح عالية ومنظومة دفاعية متماسكة لم تتلقَ سوى هدف واحد في 5 مباريات، وبالتالي فإن الحديث عن الفرديات في مثل هذه المواجهات هو شأن جماهيري وإعلامي أكثر مما هو فني، دون التقليل من قيمة المنتخبات الأخرى وفعالية أسلحتها الفنية والتكتيكية والبدنية وعامل الخبرة الذي يفعل فعله في مثل هذه المواعيد التي تفتح باب التتويج بكأس العالم وما أدراك!

المساهمون