تتجه الأنظار العربية بشكل عام، والجزائرية بصورة خاصة صوب ملعب 5 يوليو الكبير، حينما يلتقي منتخب الجزائر حامل لقب بطل أمم أفريقيا 2019، وصاحب أفضل كرة عربية في العامين الماضي والجاري، مع نظيره الزيمبابوي، ضمن منافسات المجموعة الثامنة.
وتمثل مباراة زيمبابوي بداية رحلة "الجد" لمحاربي الصحراء في حسم قمة المجموعة من جهة وبطاقة التأهل المبكر إلى الأمم الأفريقية من جهة ثانية، سعيا وراء المنافسة مستقبلا على الكأس الثالثة في تاريخه وسلسلة العروض الجميلة له مع جمال بلماضي المدير الفني.
ويخوض منتخب الجزائر اللقاء، وهو يتصدر جدول ترتيب المجموعة برصيد 6 نقاط، بعد بداية قوية في التصفيات حقق خلالها الفوز في مباراتي بتسوانا وزامبيا في أول جولتين، مقابل 4 نقاط لزيمبابوي في المركز الثاني، وهو فريق من الفرق التي خاضت منافسات أمم أفريقيا 2019.
ويبحث جمال بلماضي ولاعبوه عن سيناريو جميل في مواجهتي زيمبابوي اليوم في الجولة الثالثة، ثم في هراري بالجولة الرابعة، يتمثل في مواصلة سلسلة الانتصارات والوصول للنقطة 12 عبر الفوز مرتين وحسم تأهله مبكرا وتحقيق أسرع بداية في حسم التأهل لأمم أفريقيا على غرار تجربة الفرنسي غوركوف مع الجزائر قبل سنوات، والذي صعد بعد 4 جولات فقط للنهائيات القارية.
ويدخل المنتخب الجزائري اللقاء بتشكيلة كاملة العدد من النجوم، اختارهم جمال بلماضي لخوض اللقاء يتصدرهم دويتو الهجوم المرعب بغداد بونجاح هداف السد القطري ورياض محرز كابتن المنتخب، ونجم مانشستر سيتي الإنكليزي، وأفضل لاعب أفريقي في عام 2016، بالإضافة إلى عناصر الوسط الأساسية، مثل إسماعيل بن ناصر المتألق بشكل لافت في ميلان الإيطالي، وعدلان قديورة، ومهدي عبيد وسفيان فيغولي، وياسين براهيمي، إلى جانب نجوم الدفاع مثل جمال بلعمري وعيسى ماندي ورامي بن سبعيني.
وينتظر أن يستغل المدير الفني للجزائر اللقاء في منح الفرصة لأكثر من عنصر جديد، تم اختياره مثل كريم العريبي مهاجم النجم الساحلي التونسي، وهداف دوري أبطال أفريقيا 2020، وسعيد بن رحمة المحترف في وست هام يونايتد الإنكليزي، وأحد أبرز اكتشافات المدرب بلماضي في الفترة الأخيرة ضمن تشكيلة المحاربين، بالإضافة إلى أدم أوناس النجم الموهوب العائد للحسابات من جديد.
ويسعى جمال بلماضي للتغلب على أزمة كبيرة في مواجهة زيمبابوي، تتمثل في اللعب دوليا لأول مرة منذ سنوات بدون حضور جماهيري في توقيت يحمل اللاعبين " لقب بطل أفريقيا " وسط آمال بتقديم عرض جميل، وفوز كبير يؤمن به الصدارة، وينهي الدور الأول للمجموعة بـ 9 نقاط من 3 مباريات في رحلة الدفاع عن اللقب.
ومن جانبه أعرب جمال بلماضي المدير الفني في تصريحات إعلامية عن أمله في تحقيق فوز كبير، بالإضافة إلى تقديم عرض فني رائع للجماهير التي يفتقدها في لقاء زيمبابوي.
وقال" أفتقد الجماهير، اللاعبون كذلك، وجودها له دور كبير في تحفيز اللاعبين، تحدثنا معا عن ضرورة إسعاد الجماهير الجزائرية بفوز جيد وأداء مطمئن، زيمبابوي ليست بالفريق السهل".
وفي المجموعة نفسها، يلتقي منتخب زامبيا صاحب المركز الأخير بدون نقاط مع بتسوانا الثالث، ولديها نقطة واحدة، وتمثل المباراة بالنسبة لزامبيا حياة أو موت حيث لا بديل عن الفوز للحصول على أول 3 نقاط.
وفي المجموعة الثالثة، يدخل منتخب عربي آخر مهمة شاقة جدا، وهو المنتخب السوداني، عندما يحل ضيفا على غانا في اختبار بالغ القوة لصقور الجديان، ويمثل عنق زجاجة في تحديد مصير السودان من المنافسة على التأهل لأمم أفريقيا أو الغياب في النسخة المقبلة.
ويملك المنتخب السوداني حاليا 3 نقاط في رصيده، يحتل بها الوصافة برفقة جنوب أفريقيا، فيما تملك غانا 6 نقاط من انتصارين متتاليين، تتصدر بهما جدول الترتيب، وتسعى لفوز ثالث في التصفيات يؤمن لها الصدارة، ويصبح النجوم السوداء في حاجة لـ 3 نقاط فقط في 3 جولات متبقية لحسم التأهل إلى نهائيات أمم أفريقيا.
ويراهن المدير الفني لصقور الجديان الفرنسي هوبير فيلود على مزيج من الخبرة والشباب في تشكيلته الأساسية، المقرر الرهان عليها في اللقاء، مثل أكرم الهادي وأمير كمال وفارس عبد الله ونصر الدين الشغيل وضياء الدين محجوب وسيف تيري ورمضان عجب وأحمد التش.
وينتظر أن يبدأ المدير الفني للسودان اللقاء بتكتيك دفاعي مع اللجوء للهجمات المرتدة، للحد من خطورة المنافس ومحاولة الخروج بالتعادل في ظل حاجة السودان لنتيجة إيجابية للإبقاء على آمال المنافسة خشية من فوز جنوب أفريقيا في المقابل على ساوتومي مرتين متتاليتين، وانفراده بالوصافة بفارق 6 نقاط عن صقور الجديان.
ومن جانبه أعترف فيلود المدير الفني لمنتخب السودان في تصريحات إعلامية بصعوبة المباراة التي تجمعه مع غانا في الجولة الثالثة. وقال فيلود "غانا من المنتخبات الكبيرة، ومن المنتخبات المرشحة دائما على لقب حصد الكأس، لدينا مباراة صعبة على ملعبه، سنقاتل في أرض الملعب من أجل تحقيق نتيجة إيجابية، يبدو الأمر صعبا ولكن كرة القدم لا تعترف سوى بالعطاء في الملعب، إذا ما كان التوفيق حليف اللاعبين ونفذنا الخطط التي تدربنا عليها سنحقق نتيجة رائعة". وأضاف "غانا تملك لاعبين أصحاب قدرات فردية كبيرة مثل أندري أيو وغوردون أيو وصامويل أوسو وبارتي، لا يمكن فرض رقابة لصيقة على لاعب بعينه وسيكون مغامرة غير محسوبة، علينا التركيز في أرض الملعب مع جميع لاعبي غانا".
وبعيدا عن المواجهات العربية تشهد التصفيات مباريات أخرى صعبة ومثيرة، حيث يلتقي منتخب بوركينا فاسو مع مالاوي في المجموعة الثانية في صدام قوي، تملك بوركينا 4 نقاط مقابل 3 نقاط لمالاوي في المقابل وكلاهما في حاجة إلى الفوز.