من مورينيو إلى ماوريسيو.. هكذا تُحسم النهائيات

02 مارس 2015
+ الخط -

فاز تشيلسي ببطولة كأس الرابطة للمحترفين، وحقق جوزيه مورينيو بطولته الأولى رفقة "البلوز" في الولاية الثانية بعد موسم أول صعب جداً، ليثبت البرتغالي أنه بطل النهائيات ويخطف انتصاراً غالياً من فم توتنهام ممثل الشمال اللندني، في مباراة لم تكن ممتعة فنياً بالقدر الكافي لكنها حملت عدة رسائل تكتيكية، وأثبتت من جديد أن النهائيات تحتاج إلى عوامل أخرى، لأن الأداء وحده لا يكفي.


صراع تدريبي
جوزيه مورينيو، رجل يعرف كيف يفوز وبارع جداً في الخروج من الأزمات بأقل الخسائر الممكنة. ملك الحروب الكلامية وشخص نجح باقتدار في جعل الكاميرات تتجه إلى خارج الخط. وخلال مسيرته الطويلة مع المستديرة، حقق البرتغالي بطولات عديدة، مع أسلوب متحفظ قائم على استراتيجية رد الفعل، والرهان على لعبة التحولات، وفي نهائي كأس الرابطة أمام توتنهام، فتَش المو في دفاتره القديمة وأعاد من جديد سلاحه القديم، الخاص بوضع مدافع صريح في خانة الارتكاز.

وكما وضع مورينيو مدافعه بيبي في مركز الارتكاز خلال المباريات القديمة بين ريال مدريد وبرشلونة، وكرر نفس الفكرة مع دافيد لويز خلال الموسم الماضي، فإن الاختيار هذه المرة وقع على الفرنسي الشاب كورت زوما في هذا المركز الحساس، يرافقه سيسك فابريجاس في تشكيل ثنائية المحور، مع دعم غير محدود من الجناح راميريز، بينما تكفل الثلاثي كوستا، هازارد، ويليان بالشق الهجومي في الثلث الأمامي.

زوما يعطي تشيلسي ثباتاً دفاعياً كبيراً، ويهدي زملاءه تحرراً تكتيكياً أكبر، سيسك وراميريز في العمق والأطراف. "قاعدة رقم 1".

في المقابل، ماوريسيو بوتشيتينو هو تلميذ نجيب لأستاذه بيلسا، ورغم اختلاف الثنائي في أمور عديدة، إلا أنهما يتفقان في فكرة الضغط العالي والدفاع المتقدم، وهذا ما اختاره توتنهام منذ بداية المباراة، رغم قوة تشيلسي، بتمركز ماسون وبن طالب في ثنائية الارتكاز، ورمي كل الحمل على اريكسن، تاوسند، شادلي، والمهاجم المتقدم هاري كين.


اريكسن Vs زوما
هذه المواجهة كانت عنوان الشوط الأول بامتياز، هجوم من توتنهام مقابل دفاع وتحفظ من تشيلسي، مع محاولة إغلاق كافة الطرق المؤدية إلى مرمى الزرق. ولعب مورينيو على إيقاف تحركات وخطورة نجم توتنهام كريستيان اريكسن في وبين الخطوط، أمام منطقة وسطه وخلف توأمه الهجومي كين.

لذلك وجد الشاب زوما في كل مكان يتحرك فيه صانع اللعب الدنماركي، ولعب له كالظل في كافة أرجاء المستطيل الأخضر، ومع مساندة كل من سيسك وراميريز، أصبح اختراق وسط تشيلسي أمراً أقرب إلى المستحيل، بسبب كسر كل التمريرات القادمة من منطقة الوسط، وفقدان بوصلة الاتصال بين بن طالب واريكسن.

وعندما تحافظ على نظافة شباكك، ويتأخر خصمك في إحراجك، فالوقت قادم لا محالة للإجهاز عليه، وهذا ما حدث بالنص! "قاعدة رقم 2".


الأخطاء القاتلة
فاز تشيلسي في النهاية بهدفين من دون رد، وكان سيناريو اللقاء قاسياً على السبيرز، الفريق الذي ارتكب أخطاء ساذجة في مباراة لا تقبل القسمة على اثنين. وعانى توتنهام خلال المواسم السابقة من الأخطاء الدفاعية السهلة، وبعد مجيء بوتشيتينو، طوّر المدرب الأرجنتيني أموراً فنية عديدة، وحسّن الأداء الهجومي كثيراً مع زيادة وتيرة الضغط وخنق الخصوم، لكن لا تزال الهفوات الخلفية قائمة، ومن دون دفاع ذكي متقدم، من المستحيل تطبيق الكماشة الهجومية باقتدار.

طريقة دفاع توتنهام أثناء الكرات الثابتة أقرب إلى رقابة المنطقة Zonal Marking، أي تراقب مجموعة اللاعبين منطقة الجزاء من دون وجود تركيز على لاعب معيّن من الخصم، وهذه الاستراتيجية يستخدمها كثير من الفرق الأوروبية، لكن أمام منافس كتشيلسي، يجب أن تضع رقابة فردية على لاعب أو اثنين بسبب قوة النادي الأزرق هوائياً، وبسبب الإصرار على دفاع المنطقة، استقبل هوجو لوريس هدفاً سهلاً جداً، نتيجة تركيز كل لاعبي توتنهام على الكرة وترك كل لاعبي تشيلسي من دون رقابة! "قاعدة رقم 3".

بينما جاء الهدف الثاني نتيجة ترك دييجو كوستا حراً، الإسباني لا يظهر كثيراً أخيراً، لكن حينما تأتيه الفرصة لا يتأخر إطلاقاً، وتمريرة سيسك كانت متوقعة إلى حد كبير، لذلك أفرط دفاع توتنهام في ترك الفراغات، لتبقى القاعدة التكتيكية ثابتة من دون تغيير، "ما دمت لا تملك دفاعاً يجيد اللعب المتقدم، من المستحيل تطبيق سياسة الضغط العالي". "قاعدة رقم 4".