من لندن إلى مانشستر..كاريك هو نجم الأسبوع

16 مارس 2015
+ الخط -

يوم كروي بامتياز في الدوري الإنجليزي، ومباريات معقدة أشعلت الصراع، خصوصاً على المراكز القريبة من القمة، في ظل احتفاظ تشيلسي بالصدارة من دون منافس حقيقي حتى الآن. ورغم ابتعاد فريق مورينيو بالقمة إلا أن الفريق عانى أخيراً، نتيجة وجود بعض المشاكل في خط وسطه. وفي المقابل، عاد مانشستر يونايتد من بعيد، بفضل نجمه المظلوم دائماً مع الإصابات والغيابات والدعم الضعيف، لذلك خطف مايكل كاريك الأضواء من الجميع خلال الجولة الحالية.


المحور الثنائي
فشل تشيلسي في العودة إلى سكة الانتصارات بعد الخروج الأوروبي، بتعادل أقرب للخسارة أمام ضيفه ساوثهامبتون، على أرضية ملعب ستامفورد بريدج، ونجح الهولندي رونالد كومان في خنق "البلوز" وضربهم بنفس سلاحهم القوي، ألا وهو الكثافة العددية بالمنتصف، وكسر الهجمات الخطيرة قبل العبور إلى الثلث الهجومي الأخير من الملعب.

لعب الفريقان على الورق بطريقة لعب 4-2-3-1، لكن بتطبيق مختلف، خصوصاً من أصحاب الأرض، الذين راهنوا أكبر على الهجوم، والدفع بأربعة لاعبين في الخط الأمامي خلف كوستا، وترك ماتيتش وحيداً في خانة الارتكاز، لذلك كانت خطة تشيلسي أقرب إلى 4-1-4-1، بينما حافظ القديسون على تكتيكهم المتوازن، ووصلوا إلى بر الأمام بفضل قوة وصلابة ثنائية "وانياما-شنايدرلين".

شنايدرلين، لاعب ارتكاز مهماته دفاعية بحتة، تتمثل في قطع الكرات والعرقلة المشروعة، لذلك يعتبر الفرنسي بمثابة أول حائط دفاعي للفريق داخل الملعب، ولا يكتفي كومان بوضعه أمام خط الدفاع، بل يُشرك وانياما في مركز قريب منه، لتكوين "الكماشة" الصلبة التي عزلت تماماً نيمانيا ماتيتش عن بقية أفراد فريقه، لذلك قام مورينيو في بداية الشوط الثاني بإخراج لاعبه الصربي، وحينما يتم فقد الثقة في لاعب الارتكاز، فإن الفريق في وضع صعب، وهذا ما تحقق حتى صافرة الحكم معلناً التعادل.

مثلثات كاريك
"لماذا لا يضم اليونايتد ارتكازاً دفاعيّاً صريحاً؟"، سؤال تم طرحه على السير أليكس فيرجسون في سنوات سابقة، فأجاب الرجل وقتها "كرة القدم تنظر دائماً إلى الأمام" وأعطى أمثلة كحالة سيسك أيام آرسنال، وثنائية انيستا وتشافي في كاتلونيا، حتى بيرلو يعود إلى الدفاع، لكنه قادر على تحويل الكرة من الخلف الى الأمام، وأضاف -والكلام لفيرجي- "نحن لا نضم لاعب وسط يدافع فقط، حتى روي كين يلعب الى الأمام، وكانت له ميول هجومية واضحة، ومن قبله براين روبسون، وبعده مايكل كاريك، الحلقة التي أعطت اليونايتد انتصاراً سهلاً، ويسير أمام توتنهام في قمة البريمير لهذا الأسبوع".

لجأ فريق فان جال كثيراً إلى الكرات الطولية لإضافة صبغة اللعب المباشر، وافتقاد الفريق للاعب الوسط القادر على البناء من الخلف بطريقة سليمة، وعانى اليونايتد كثيراً من الغيابات الخاصة بالنجم، مايكل كاريك، لذلك بعد استعادته لجزء من مستواه أمام السبيرز، جاءت المباراة مريحة جداً لشياطين الأولد ترافورد، لأن مايكل صاحب أسلوب لعب يفضله الخال منذ أيامه الجميلة في أياكس.

لا يجيد مانشستر التحكم في نسق المباريات، لذلك يحاول الهجوم دائماً من الأطراف، هرباً مع العجز الواضح في منطقة العمق، وتألق كاريك أعاد فريقه إلى مركز اللعب، من خلال زيادة زوايا التمرير سواء بالعرض أو الطول، مع صناعة أكثر من مثلث أثناء المباراة، كاريك يتواجد أمام جونز وسمولينج، ويصعد قليلاً ليكون خلف هيريرا وفيلايني، مع مساندة الظهيرين في صعود الكرة للأمام، لذلك استحق نجومية المباراة في يوم مبشر لكتيبة البطل الكبير للدوري الإنجليزي.

الخيار الصعب
تكمن قيمة كاريك في أنه لاعب ينال احترام الجميع، العدو قبل الصديق، في دوري إنجليزي لا يعرف، أبداً، التواضع أو المجاملات. وتحدث أرسين فينجر مدرب آرسنال عن مايكل كاريك "لاعب وسط مانشستر ليس من الأسماء الإعلامية المشهورة في البطولة المحلية أو المنافسات الأوروبية، لكنه يقدم الشيء الكبير لأي فريق يلعب له، ويمثل كاريك قلب اللعبة، لأنه يملك رؤية فذة وذكاء غير تقليدي".

ليس فينجر الوحيد المعجب بالنجم الإنجليزي، بل هناك، أيضاً، اسم آخر، هو الإسباني تشابي ألونسو، النجم القديم لفريق ليفربول، العدو الأبدي لليونايتد، ويعترف لاعب بايرن الحالي، بأن كاريك من أفضل الأسماء التي تعي أهمية الفراغ في كرة القدم، لأنه لا يكتفي بتمرير الكرة، بل يتحرك باستمرار لفتح المجال أمام زملائه، من أجل الحصول على مركز أفضل داخل الملعب.

الرقم 16 يعرف أسراراً استراتيجية الـ Pass and Move، أي التمرير والتحرك في آن واحد، ورغم إصاباته المتعددة، إلا أنه لا يزال صاحب المركز الأول في اختيارات منتصف اليونايتد، إذا أراد المدرب الهولندي الوصول إلى صيغة مناسبة تضمن له مكاناً آمناً حتى نهاية هذا الموسم الصعب محلياً.
المساهمون