منتخب قطر يواجه بنما من أجل نصف نهائي الكأس الذهبية

08 يوليو 2023
خطوة تفصل قطر عن نصف النهائي (كارمن مانداتو/Getty)
+ الخط -

يخوض منتخب قطر، فجر الأحد، مباراة ربع نهائي الكأس الذهبية، التي ستجمعه بمنتخب بنما، في البطولة التي تُقام منافساتها في الولايات المتحدة الأميركية وكندا، في موعد تاريخي جديد بالنسبة إلى "العنابي" الذي يريد إعادة سيناريو تجربته الأخيرة في هذه المسابقة، عندما تأهل إلى الدور نصف النهائي وصنع الحدث في البطولة.

وتبدو فرصه في التأهل قائمة بشكل كبير للغاية حتى يُواصل التألق، بعدما شهدت مسيرته تحولاً كبيراً منذ نهاية كأس العالم التي أقيمت العام الماضي في الدوحة، وخلالها لم يحقق "العنابي" النتائج التي كانت تحلم بها الجماهير، ولكن في أول بطولة رسمية بعد المونديال فإن منتخب قطر يُقدم مستويات مقنعة إلى حدّ الآن.

وفي الواقع، فإن تعاقد الاتحاد القطري مع المدرب البرتغالي كارلوس كيروش كان خياراً قوياً، لأن البرتغالي يملك تجربة كبيرة للغاية في مختلف البطولات الكبرى تساعده على فرض تصور جديد لطريقة اللعب، ومحاولة مساعدة نجوم "العنابي" على تطوير مهاراتهم على المستوى العالمي، بعد خيبة المشاركة الأولى في نهائيات كأس العالم.

وفعلاً، فإن كيروش فرض بصمته سريعاً من خلال التعديلات التي قام بها عبر التخلي عن عدد من النجوم ومنح الفرصة إلى أسماء جديدة تلعب دوراً مهماً في قيادة "العنابي" في هذه المرحلة، خاصة أن المنتخب القطري سيخوض عديد المباريات القوية خلال فترة قصيرة، فبعد الكأس الذهبية قد يخوض منافسات كأس العرب، إضافة إلى أنه سيُشارك في كأس آسيا التي تعتبر الهدف الأساسي بالنسبة إليه، بما أنه حامل اللقب.

وفي أول مشاركة رسمية له على رأس العنابي، كسب المدرب البرتغالي الخبير التحدي الأول وهو التأهل إلى الدور ربع النهائي، حيث كان التنافس قوياً في المجموعة، فقد كان منتخب قطر قريباً من توديع البطولة بعد خسارة في مباراته الأولى ثم سقوطه متعادلا في اللقاء الثاني، ودخل اللقاء الثالث أمام المكسيك بفرص شبه منعدمة في الانتصار والتأهل، ولكنه صنع أبرز نتائج هذه البطولة عندما هزم منتخب المكسيك، وهي نتيجة ضمنت لقطر بطاقة التأهل عن جدارة واستحقاق إلى الدور الثاني.

ومنذ بداية البطولة، لم يعرف أداء المنتخب القطري الاستقرار ولكنه في نسق تصاعدي، فبعد خسارة المباراة الأولى بسبب أخطاء فردية كلفته غاليا أمام هايتي، حيث كان متقدماً في النتيجة وتوفرت له عديد الفرص من أجل إضافة هدف ثان يُنهي التشويق، تجددت هذه الصعوبات في اللقاء الثاني، حيث أهدر منتخب قطر فرصة تحقيق الانتصار الأول عندما لعب أمام سلفادور وتقدم سريعاً في النتيجة في الدقيقة السابعة، غير أنه لم يصمد في الدقائق الأخيرة التي كانت حاسمة بعد قبول هدف في الوقت البديل أضاع نقطتين من العنابي.

ولكن هذه الأخطاء لم تتكرر في اللقاء الثالث، بعد التقدم على المكسيك منذ الشوط الأول ثم صمد أمام هجومها المتواصل بحثا عن التعادل، ليتكبد منتخب المكسيك خسارته الأولى في هذه النسخة، ويحقق منتخب قطر انتصاراً كبيراً على أحد عمالقة منطقة أميركا الشمالية، ويُعلن عن نفسه بقوة، بما أن هذا الانتصار هو الأول للمدرب البرتغالي في لقاء رسمي منذ أن أصبح مدرباً لـ"العنابي".

أمّا منتخب بنما فقد استحق بدوره التأهل عن جدارة، بعدما تصدر مجموعته برصيد 7 نقاط، متقدماً على كوستاريكا، التي حصدت 4 نقاط، حيث كشف عن نواياه سريعاً بانتصار أول على كوستاريكا بنتيجة 2-1، ثم تجاوز عقبة مارتينيك بنتيجة 2-1 أيضا، قبل أن يتعادل في اللقاء الثالث مع السلفادور بنتيجة 2-2، وذلك بعدما حسم بطاقة التأهل منذ الجولة الثانية بانتصاره الثاني.

وبقيادة المدرب توماس كرستينسن (50 عاما)، فإن بنما حققت بدورها الهدف الأساسي من هذه المشاركة وستخوض المواجهة دون ضغط قوي، خاصة أنها لا تملك تقاليد كبيرة، كما أن دفاعها يقبل أهدافاً باستمرار منذ بداية البطولة، بعدما اهتزت شباكه في 4 مناسبات خلال أول 3 مباريات ولم يُحقق "كلين شيت" في البطولة إلى حدّ الآن.

وتلوح أرقام منتخب قطر أفضل في البطولة، حيث حصد 4 نقاط وسجل 3 أهداف وقبل 3 أهداف، ولكنه حقق "كلين شيت" في أهم مواجهة التي جمعته بمنتخب المكسيك في الجولة الثالثة، وهذه المباراة هي التي رفعت سقف الطموحات عالياً بالنسبة إلى المنتخب القطري، الذي كان يخشى من توديع البطولة منذ الدور الأول، ولكنه الآن أصبح من بين المرشحين للذهاب بعيدا في المسابقة، بما أنّه قادر على الانتصار على بنما، وبالتالي دخول قائمة أفضل أربعة منتخبات في البطولة.

ولكن لتحقيق هذا الإنجاز فإن "العنابي" مُجبر على التركيز العالي وتفادي الأخطاء التي كادت أن تكلفه خسارة بطاقة التأهل إلى ربع النهائي ومحاولة استغلال نقاط قوته خاصة في وسط الميدان، فيما سيكون خط هجومه مطالباً بأن يكون أكثر تركيزاً في إنهاء العمليات لتسجيل أكثر من هدف، حيث أهدر المنتخب القطري عديد الفرص منذ بداية البطولة.

وستكون المواجهة في ربع نهائي "الكأس الذهبية" الثالثة بين المنتخبين، حيث حسم التعادل بنتيجة 2-2 في لقاء في نسخة 2021 لهذه البطولة. كما فاز المنتخب القطري ودياً في اللقاء الثاني بنتيجة 2-1، وسيكون انتصاره في مواجهة نسخة 2023 من الكأس الذهبية مهماً للغاية، حيث سيُعطي الوصول إلى المربع الذهبي المنتخب القطري الدفعة المعنوية التي يحتاجها من أجل تحقيق انتصارات إضافية في البطولات القادمة التي سيكون خلالها التنافس قويا وسقف الطموحات عالياً، خاصة في كأس آسيا التي تُعتبر الهدف الأهم لمنتخب قطر.

المساهمون