استهل منتخب تونس مشواره في نهائيات كأس العالم للشباب المقامة في الأرجنتين، بخسارة كانت متوقعة أمام منتخب إنكلترا العتيد بهدف مقابل لا شيء، وهي نتيجة تفرض عليه التدارك في المباريات القادمة، من أجل ضمان التأهل إلى الدور الثاني من البطولة.
وعطفاً على نتائجه في بطولة أفريقيا، التي مكنت منتخب تونس من التأهل بعد صعوبات كبيرة، فإن النتيجة تبدو منطقية أمام قوة المنافس، وحسن استعداده خاصة من الناحية البدنية، حيث كان هناك تفوق كبير لمنتخب "الأسود الثلاثة" ولقطة الهدف تكشف ذلك.
ولم يكن منتخب تونس طوال المواجهة قادراً على الرد على قوة منافسه، ولكنه أظهر تحسناً كبيراً على المستوى التكتيكي والتنظيم الدفاعي قياساً بمشاركته في كأس أفريقيا التي اهتزت خلالها شباكه في عديد المناسبات، والفضل في ذلك يعود إلى التغير التكتيكي المعتمد من قبل المدرب منتصر الوحيشي عبر الاعتماد على الرسم 3ـ4ـ2ـ1، مع تعديل تمركز قائد المنتخب، غيث الوهابي الذي لعب في محور الدفاع لتحسين الخروج بالكرة.
كما أن غياب المجازفة الهجومية، ساعد المنتخب التونسي على تدارك النقائص التي يعاني منها دفاعياً ولكن الخيارات الدفاعية، أثرت في الأداء الهجومي بما أن عدد الفرص الخطرة، كان قليلاً طوال اللقاء رغم بعض المحاولات لعكس الهجوم ولكن في غياب آدم قرّب الذي لم يشارك في البطولة أو محمد الضاوي، الذي لا يبدو جاهزاً بشكل كامل، جعل منتخب تونس لا يهدد مرمى منافسه.
وبعد تجاوز أزمة الدفاع التي كادت أن تحرم تونس من المشاركة في المونديال، فإن الاهتمام سيرتكز على تطوير القدرات الهجومية ذلك أن المنتخب التونسي مطالب بأن يُجازف أكثر ويهدد مرمى منافسيه وقد أثبت في نهاية اللقاء أنه قادر على التطور، حيث لعب بشكل جيد، وهي من المكاسب الإضافية لهذه المباراة، إذ يبدو أن المنتخب تخلص من الضغط النفسي.
كما يمكن القول أن بروز الحارس إدريس العرفاوي يُعتبر من المكاسب على الصعيد الفردي في أول اختبار له، بما أنه كان مستعداً لرفع التحدي، وقدم مستوى أفضل من الحراس الذين شاركوا في كأس أفريقيا ويُمكنه أن يُنافس في المستقبل على مكان ضمن المنتخب الأول إن تابع التألق.