منتخب الجزائر في افتتاح أمم أفريقيا: تاريخ معقد واجه الخضر بالبطولة

15 يناير 2024
حصد منتخب الجزائر لقب أمم أفريقيا 2019 (محمد صاحب/Getty)
+ الخط -

يملك منتخب الجزائر تاريخاً غير جيد في المباريات الافتتاحية لنهائيات كأس أمم أفريقيا، وهذا قبل قص شريط مشاركته في النسخة الـ34 من المسابقة، والتي ستستضيفها ساحل العاج انطلاقاً من يوم السبت وحتى 11 فبراير/ شباط المقبل.

ويسعى رجال المدرب جمال بلماضي لتحقيق انطلاقة إيجابية في هذا العرس القاري عند ملاقاة منتخب أنغولا، الاثنين، على ملعب "السلام" في مدينة بواكي، ومنه تجاوز الظهور المتذبذب في اللقاءات الافتتاحية للخضر في كأس أمم أفريقيا، مع الإشارة إلى أن المنتخب الجزائري سينافس في المجموعة الرابعة التي تضم كذلك بوركينافاسو وموريتانيا.

وشكلت نسخة عام 1968 التي احتضنتها إثيوبيا الظهور الأول للمنتخب الجزائري في نهائيات أمم أفريقيا، وفي اللقاء الافتتاحي خسر الخضر أمام ساحل العاج بـ3 أهداف دون رد، قبل أن يعود هذا المنتخب للظهور القاري في نسخة 1980 التي احتضنتها نيجيريا وتعادل الجزائريون في افتتاحية مشاركتهم بتعادل سلبي أمام المنتخب الغاني.

أما في دورة ليبيا 1982، فقد شارك المنتخب الجزائري في البطولة بجيله الذهبي والذي صنع التاريخ في مونديال إسبانيا، أمام في البطولة القارية فقد قص رفقاء رابح ماجر شريط مشاركاتهم بانتصار بهدف وحيد أمام زامبيا، وهو أول فوز في اللقاء الافتتاحي للخضر في كأس أمم أفريقيا.

وخلال نسخة ساحل العاج سنة 1984، قدم المنتخب الجزائري مردوداً كبيراً في اللقاء الأول أمام ملاوي، وفازوا بثلاثية دون مقابل تداول تسجيلها كل ناصر بويش ولخضر بلومي وعلي فرقاني، مع الإشارة إلى أن اللقاء جرى في ملعب "السلام" بمدينة بواكي، وهو نفس الملعب الذي سيلعب فيه رفقاء القائد رياض محرز مبارياتهم في هذه النسخة الجديدة.

وعاد المنتخب الجزائري ليسجل ظهوراً سلبياً في افتتاح مبارياته في البطولة الأفريقية، وهذا بتعادله (0-0) أمام منتخب ساحل العاج، لكن الدورة التي استضفتها الجزائر عام 1990 شهدت فوز الخضر بنتيجة تاريخية أمام نيجيريا (5-1)، وفيها توج زملاء الأسطورة رابح ماجر بلقبهم القاري الأول في هذه المسابقة.

عقدة الـ25 عاماً 

ودخل المنتخب الجزائري في سلسلة من النتائج السلبية خلال المباريات الافتتاحية لنهائيات أمم أفريقيا استمرت لـ25 عاماً، والبداية كانت في دورة السنغال عام 1992 التي دخلها الخضر وهم حاملو لقب النسخة التي سبقتها، لكنهم خسروا في أول ظهور بالمنافسة أمام منتخب ساحل العاج بـ3 أهداف دون رد.

وبعد الغياب عن دورة 1994 في تونس بسبب القضية الشهيرة والاحترازات المقدمة ضد اللاعب المعاقب مراد كعروف، عاد المنتخب الجزائري ليسجل ظهوراً قارياً جديداً في نسخة جنوب أفريقيا عام 1996 بتعادل سلبي في أول لقاء أمام زامبيا، أعقبتها مشاركة أخرى كارثية في بوركينافاسو سنة 1998، وأيضاً سجلوا خسارة في اللقاء الافتتاحي أمام غينيا بهدف وحيد.

واستمرت عقدة المنتخب الجزائري في اللقاء الافتتاحي لنهائيات أمم أفريقيا في دورة غانا ونيجيريا عام 2000 من خلال تعادل سلبي أمام منتخب الكونغو الديمقراطية، وخسارة أمام نيجيريا بهدف نظيف في الدورة التالية التي احتضنتها مالي عام 2002.

أما في دورة تونس 2004 ورغم أنها تعد إيجابية على الورق إلا أن رفقاء جمال بلماضي اللاعب في تلك الفترة، حققوا تعادلاً مثيراً (1-1) أمام المنتخب الكاميروني المدجج بالنجوم خلالها، قبل الدخول في نفق مظلم والغياب عن دورتي 2006 في مصر و2008 التي احتضنتها غانا.

ورغم أن الكرة الجزائرية دخلت عهداً جديداً بداية من 2009 والتأهل لنهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، ومنه التأهل لنهائيات أمم أفريقيا التي احتضنتها أنغولا في نفس السنة، إلا أن الفشل لازم الخضر مرة أخرى في المباريات الافتتاحية لـ "الكان" بخسارة مدوية أمام منتخب مالاوي بـ(3-0).

وجاء الغياب المفاجئ عن كأس أمم أفريقيا 2012 التي جرت في غينيا الاستوائية والغابون ليشكل خيبة جديدة لجماهير المنتخب الجزائري، الذي ورغم عودته للعرس القاري عبر نسخة جنوب أفريقيا سنة 2013، إلا أنه فشل مرة أخرى في الفوز باللقاء الافتتاحي وكان ذلك أمام تونس والخسارة بهدف شهير لنجم "نسور قرطاج"، يوسف المساكني، في آخر دقيقة من المباراة.

نهاية عقدة 

أخيراً وبعد طول انتظار نجح المنتخب الجزائري في تجاوز ظهور المخيب في المباريات الافتتاحية لنهائيات أمم أفريقيا، عبر "ريمونتادا" تاريخية أمام منتخب جنوب أفريقيا (3-1) خلال دورة 2015 التي جرت في غينيا الاستوائية، وبعد كان منتخب "بافانا بافانا" متفوقاً بهدف نظيف وتضييعه ركلة جزاء كان من الممكن أن يُنهي حظوظ لاعبي المدرب الفرنسي السابق، كريستيان غوركوف في ذلك اللقاء.

وخرج المنتخب الجزائري من الدور الأول لنسخة 2017 في الغابون بعد بداية مخيبة أمام زيمبابوي (2-2)، لكن في دورة 2019 في مصر جدد الخضر ظهورهم الإيجابي في الافتتاح بانتصار على كينيا (2-0) وفيها توجوا أبطالاً، إلا أن الانطلاقة السيئة تجددت في النسخة السابقة بالكاميرون بتعادل سلبي أمام منتخب سيراليون.   

ماذا تقول الأرقام؟

تؤكد الأرقام، أن المنتخب الجزائري لا يملك تاريخاً حافلاً في المباريات الافتتاحية لنهائيات أمم أفريقيا، حيث حقق فيها الخضر 5 انتصارات فقط مقابل 7 تعادلات و6 انهزامات، لكي تكون الأنظار موجهة الآن لما يمكن أن يقدمه "محاربو الصحراء" في ظهورهم الأول في هذه النسخة الـ34 أمام منتخب أنغولا المقررة يوم الاثنين القادم.
 

المساهمون