المنتخب الأردني لكرة القدم المعروف بمنتخب "النشامى" لم يكن نشمياً، بل كان خارج التغطية في مباراته، اليوم السبت، أمام المغرب في كأس العرب، ما تسبب في خسارة ثقيلة بنتيجة 0-4 مع الرأفة، بعد أن نجح حارس مرمى "النشامى" يزيد أبو ليلى في إنقاذ فريقه من سيل من الأهداف.
من لعب اليوم هو منتخب يشبه منتخب "النشامى" وليس هو، فالفريق ظهر تائهاً وغائباً بالكامل عن المباراة، كما يعاب على المنتخب الأردني ضعف الإعداد البدني الذي جعل من ملعبهم مسرحاً لـ"أسود الأطلس"، الذين تفننوا في اللعب وإضاعة الفرص وكأنهم في وجبة تدريبية خالصة.
من لعب اليوم ليس منتخب "النشامى"، الذي عانى من غياب الفكر الفني، وظهر بلا هوية أو عنوان أو هيبة، وهو ما يتحمّله بالدرجة الأولى المدير الفني عدنان حمد الذي أعاد إلى أذهان الشارع الرياضي الأردني صورة المدرب البلجيكي السابق لمنتخب "النشامى" فيتال بوركلمانز، الذي أشرف على تدريب المنتخب عدّة سنوات، من دون أن يرسو على تشكيلة ثابته للمنتخب، ومن دون أن يصنع شكلاً وهوية له.
عدنان حمد اليوم أخطأ كما أخطأ سابقه فيتال، فاللاعبون لعبوا في غير مراكزهم، وهو سبب كفيل بجعل أداء المنتخب باهتاً إلى هذه الدرجة، التي ربما تعتبر الأسوأ في تاريخ منتخب "النشامى" منذ سنوات طويلة.
لا ننكر ارتفاع أداء لاعبي المنتخب المغربي الذين ظهروا بفكر احترافي كبير، ولكن أكثر المتشائمين في الشارع الرياضي الأردني لم يتوقع هذا الأداء الكارثي والنتيجة الثقيلة، التي كشفت عن الحال الحقيقي للمنتخب الأردني المطالب بإعادة حساباته لضمان التأهل للدور الثاني من البطولة، قبل التفكير بالتقدم أكثر، وهو ما لن يحصل في حال ظهر "شبيه النشامى" في الأدوار التالية.
ما حصل في مباراة المغرب يكشف عن أخطاء في اختيارات تشكيلة المنتخب الوطني لمجارة منتخب بحجم "أسود الأطلس" الذين يتمتعون باللياقة والمهارة والسرعة.
يتطلب الأمر لاعبين شباباً لا "ختيارية"، كما يتطلب شكلاً ثابتاً للمنتخب الذي عانى في مباراة اليوم، وحتى في المباراة السابقة أمام السعودية، من غياب الثبات في المراكز والتشكيلة، وهو أمر يفرض على الجهاز الفني إعادة حساباته خوفاً من خروج مبكر للمنتخب، الذي يملك قاعدة جماهير كبيرة في قطر يفترض أن يستثمرها لمصلحته، لا أن يخرجها من الملعب مكسورة الخاطر.