ملاك مورينيو يتغلب على شيطانه في ويمبلي

02 مارس 2015
مورينيو يثير الجنون بطريقة احتفاله (العربي الجديد)
+ الخط -

خطف المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو الأنظار كعادته، في المباراة النهائية لبطولة كأس رابطة المحترفين الإنجليزية "كابيتال وان"، على ملعب ويمبلي، واختلف محبوه مع كارهيه في مدح أو انتقاد سلوكه في المباراة، لكنه احتفظ بسمعته كـ "سبيشل وان".

وتفوق ملاك مورينيو على شيطانه في نهائي "الكابيتال وان"، وبدأ البرتغالي مثاليا في تصرفاته دون افتعال مشاكل، وكشف عن جانبه المرح وخفة ظله المعهودة، في وقت اتهم البعض مورينيو بالمبالغة في احتفالات التتويج باللقب، والإفراط في إظهار الفرحة عقب الفوز على توتنهام كما لو كان قد توج بدوري أبطال أوروبا، لكن كان رده مفعما بالرومانسية والمنطقية في ذات الوقت، حين أجاب "أن تحقق لقبا لنادٍ تحبه، وبمكان تحبك الناس فيه، فهذا يعني أكثر من مجرد لقب، أنا في غاية السعادة".

وجاء التتويج لينهي صيام مورينيو عن البطولات خلال موسمين متتاليين، أحدهما مع ريال مدريد والآخر مع تشيلسي، لكنه يثبت صحة مقولته المعروفة بأن الموسم الثاني له مع أي فريق، هو "موسم الحصاد"، وعن تلك المعاناة اعترف مورينيو: "آخر موسمين شعرت أنهما مرا كـ 20 عاما، غذائي هو الألقاب، ولا أستطيع العيش بدونها، هكذا اعتدت، كان من السهل أن أقبل عروضا من بلاد أخرى، حيث تحقيق بطولة أمر سهل ومعتاد، لكني رجل يعشق التحديات".

وتابع المدرب الاستثنائي: "هنا في إنجلترا تحقيق أي بطولة ليس سهلا، انظر إلى المنافسة على المراكز المؤهلة لدوري الأبطال، 7 فرق تتنافس!! إنه أمر لا يصدق، المنافسة الآن أصعب مما كانت عليه بفترتي الأولى في إنجلترا، بالنسبة لتشيلسي مجرد لقب جديد، لكني لفريقي الجديد أكثر من كونه لقباً".

وأظهر مورينيو حماسة كبيرة أثناء وبعد المباراة، يتفاعل مع الجماهير ويدعوهم للتشجيع، يحتضن مساعديه ولاعبيه قبل صافرة النهاية بدقائق، يداعب المصور ويرش عليه الماء، يركض ويهرول كلاعب يحصد أول لقب له، رغم أنه متمرس على رفع الكؤوس خلال 21 مرة، في وقت لم يجد مورينيو حرجا في التعبير عن فرحته بقول "أشعر كأنني طفل في الـ 52"، كما أنه لم يكتم دموع الفرح حين وقف على منصة التتويج.

وفي يوم المباراة تتجلى ثقة مورينيو بنفسه الى أبعد الحدود، يدعو نجله لمتابعة المباراة ويعده بالاحتفال بعدها، وينقشع التوتر والتفكير العميق في ليلة المباراة، مثلما اعترف بأنه لم يخلد للنوم، بسبب التفكير في بديل للصربي الغائب نيمانيا ماتيتش، حتى استقر على الرهان بالفرنسي الشاب زوما، وتغيير مركزه من الدفاع للوسط لشل حركة الخطيرين إريكسون وهاري كين، وهو ما أجاد فيه تماما.

بعد الصعود لمنصة التتويج، أراد النجم البلجيكي إدين هازارد تمرير الكأس لمورينيو لرفعه، لكن المدرب القدير رفض تسلمه مباشرة، وأمر الناشئين إيسايا براون وأندرياس كريستينسن بحمل الكأس قبله، ومنحهما شعور النشوة، على غرار نجوم الصف الأول بالفريق الأزرق.

وكان مورينيو مثاليا في إهداء الكأس للثنائي: المصري محمد صلاح، المعار لفيورنتينا الإيطالي، والألماني أندريه شورله المنتقل لفولفسبورج، ونسب لهما فضلاً في الفوز باللقب رغم عدم تواجدهما بويمبلي.

وأراد البعض تنغيص احتفال مورينيو باللقب بانتقاد طريقة لعبه، واتهامه كالمعتاد بقتل متعة المباراة بأسلوبه الدفاعي، وبالاستفادة بخدمة الحظ له في هدفي جون تيري ودييجو كوستا، لكن الداهية البرتغالي لم يفوت الفرصة، وأعاد تكرار جملته المشهورة "النهائيات تلعب من أجل الفوز وليس الأداء".