تخطى المنتخب الإسباني عقبة الدور الأول من بطولة أوروبا للأمم "يورو 2020" بعد صعوباتٍ كبيرةٍ اقترنت بمردود غير مقنع خلال أول ثلاث مباريات من البطولة، وكان بطل أوروبا في 3 مناسباتٍ سابقةٍ مهدداً بمغادرة السباق منذ الدور الأول قبل أن يتدارك في الجولة الثالثة.
وراهن مدرب إسبانيا لويس أنريكي على المهاجم ألفارو موراتا لقيادة الخط الأمامي خلال البطولة، وفضله على بعض الأسماء الأخرى رغم أن موسمه في الدوري الإيطالي لم يكن مميزاً، وعانى من العديد من الصعوبات التي رافقته في البطولة خلال المباريات الأولى.
وأضاع موراتا فرصاً كثيرة كلفت منتخب بلاده خسارة 4 نقاط في أول مباراتين، لتتفق الجماهير الإسبانية على أنّه نقطة ضعف المنتخب الرئيسية، ولا سيما أنّه أضاع ضربة جزاء في هذه البطولة.
وبعد الانتقادات، أصبح موراتا مهدداً من قبل الجماهير بالاعتداء عليه وعلى عائلته، ما أفقده التركيز وجعله يعاني ذهنياً طوال المباراة، وهو ما انعكس على مستواه الذي لم يكن مستقراً، بدليل إضاعة كراتٍ كانت تبدو سهلةً.
ورغم النقد الشديد، فإن أنريكي أصرّ على موقفه، وكانت رسالته واضحةً، وهي أنه لا مجال لإحالة موراتا على الاحتياط لأنّه يقوم بكل ما يطلب منه، وإضاعة الفرص تحدث مع أي لاعب في العالم، وكل النجوم يمكن أن يمرّوا بفترة فراغ خلال مختلف المسابقات.
وتشبث أنريكي بموقفه، بل كان صريحاً بخصوص هذا الملف عندما أعلن أن اللاعب الوحيد المتأكد من مشاركته أساسياً هو موراتا، أما بقية اللاعبين فهم يتنافسون على الظهور منذ البداية، ليتحول منتخب إسبانيا إلى منتخب "موراتا والبقية".
موقف أنريكي كان أفضل دعم لنجم يوفنتوس الذي احتفل بهدفه الأول في البطولة مع المدرب، إذ قطع الميدان ليعانق مدربه الذي وثق به ودعمه وسانده بقوة. ورغم فشله في اللقاء الثالث ضد سلوفاكيا، إذ أضاع ضربة جزاء، والنتيجة كانت التعادل السلبي، إلا أن ذلك لم يمنع أنريكي من تجديد الثقة في موراتا خلال اللقاء الأخير في ثمن النهائي.
وجاء الردّ من جديد من موراتا، الذي خاض واحدةً من أصعب المباريات ضد كرواتيا، غير أنّه سجل هدفاً حاسماً ورائعاً في الآن نفسه، وساعد إسبانيا على تخطي عقبة المنتخب الكرواتي، وردّ الجميل إلى المدرب بأفضل طريقة بالنسبة إلى المهاجم.
إصرار أنريكي مكّن موراتا من استعادة الاعتبار في إسبانيا، وأصبح الآن محل إشادة كبيرة، خاصة بعد تسرب الأخبار الأخيرة حول وجود تهديدات للاعب وعائلته، ورغم ذلك فقد أصر على المشاركة وتحمل الضغط لتجد إسبانيا نفسها في ربع النهائي.