صنع مدرب ساحل العاج، إيميرس فاييه، الفارق في كأس أفريقيا، ودوّن اسمه بأحرف من ذهب في القائمة الطويلة للمدربين المتوجين بلقب كأس أمم أفريقيا لكرة القدم عبر التاريخ، وذلك بعدما قاد كتيبة "الفيلة" لنيل لقب النسخة الرابعة والثلاثين عقب الانتصار على المنتخب النيجيري، بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد، في لقاء النهائي الذي أقيم يوم الأحد الماضي، على ملعب "الحسن واتارا" في أبيدجان، ليؤكد تطور تأثير مزدوجي الجنسية على المنتخبات الأفريقية خلال السنوات الأخيرة.
ويمتلك إيميرس فاييه، الذي ولد في فرنسا، مسيرة طويلة في الملاعب الفرنسية استمرت لعدة سنوات، ولعب من خلالها مع فريقي نانت ونيس، كما تدرج في الفئات السنية لمنتخب "الديوك" قبل اختياره في الأخير اللعب لصالح منتخب ساحل العاج، الذي مثله لسنوات أيضاً قبل اعتزاله في العام 2011.
وتحول إيميرس فاييه إلى بطل في ساحل العاج بين ليلة وضحاها، وذلك بعدما تولى قيادة منتخب "الفيلة" في الدور ثمن النهائي خلفاً للمدرب الفرنسي جان لويس غاسييه، الذي رحل عقب الخسارة الكبيرة أمام غينيا الاستوائية، ليتمكن في فترة وجيزة أن يكسب التحدي ويقود منتخب بلاده للتتويج باللقب القاري للمرة الثالثة في تاريخه.
وسبق فاييه نجاح العديد من المدربين مزدوجي الجنسية الذين تلقوا التكوين في أوروبا وخاصة بفرنسا، مع المنتخبات الأفريقية في الفترة السابقة، إذ قاد المدرب الجزائري جمال بلماضي منتخب بلاده لنيل لقب كأس أمم أفريقيا للمرة الثانية في تاريخه، خلال النسخة التي أقيمت في مصر عام 2019، وذلك بعدما فشل "محاربو الصحراء" في الصعود إلى منصات التتويج منذ العام 1990.
وسار مجيد بوقرة على خطى مواطنه جمال بلماضي، بعدما خاض مسيرة طويلة في الملاعب الأوروبية ووصل إلى نهائيات كأس العالم مرتين عامي 2010 و2014 كلاعب، إذ كان تأثيره هو الآخر على المنتخب الجزائري المتوج ببطولة كأس العرب التي أقيمت في قطر عام 2021، كما وصل مع المنتخب الجزائري للاعبين المحليين "شان 2022" إلى المباراة النهائية قبل خسارتها ضد السنغال.
وقاد المدرب السنغالي أليو سيسيه، منتخب بلاده إلى التتويج بلقب النسخة الماضية من نهائيات كأس أمم أفريقيا لكرة القدم التي أقيمت في الكاميرون عام 2022، كما كان قد انهزم اللاعب السابق لنادي باريس سان جيرمان لفرنسي، مع تشكيلة "أسود التيرانغا" كمدرب أيضاً في المباراة النهائية للنسخة قبل الماضية أمام المنتخب الجزائري، وهو نفس الأمر بالنسبة لمواطنه باب ثياو، الذي توج مع المنتخب السنغالي للاعبين المحليين بلقب بطولة "الشان" في العام 2022 بالجزائر.
وتواصل تأثير مزدوجي الجنسية على المنتخبات الأفريقية، وصنع الفارق باستمرار، وهذه المرة على الساحة العالمية، وجاء ذلك بعدما حقق المدرب المغربي وليد الركراكي، إنجازاً تاريخياً مع تشكيلة "أسود الأطلس" التي وصلت إلى الدور نصف النهائي لنهائيات كأس العالم 2022، ومن ثم تحصلت على المركز الرابع، كأول منتخب عربي وأفريقي ينال شرف ذلك.
وكان تأثير المدرب البالغ من العمر 48 عاماً، سريعاً على منتخب بلاده، وذلك بعدما حلّ بديلاً للمدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش، مع الإشارة إلى أن وليد الركراكي يمتلك تجارب كبيرة كلاعب، إذ حمل قميص أندية تولوز، وأجاكسيو، وديجون وغرونوبل في فرنسا، وراسينغ سانتاندير الإسباني، وكذلك مع المنتخب المغربي، غير أن قيادته منتخب المغرب أحدثت الفارق واستفاد منها "أسود الأطلس".