أعرب تميم العابد، مدير عمليات استاد لوسيل، في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، عن فخره بالمشاركة مع فريق العمل في إنجاز أكبر استادات كأس العالم "قطر 2022"، الذي يتسع لأكثر من 80 ألف مشجّع، والذي سيشهد نهائي المونديال في ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وأضاف العابد، في تصريحات لموقع اللجنة العليا للمشاريع والإرث، الأربعاء: "لا أجد كلمات أصف بها شعوري، فقد نشأت في قطر وعاصرت مسيرة التطوير الهائلة التي شهدتها البلاد على مدى العقود الماضية، وتغمرني سعادة بالغة لمشاركتي في هذا المشروع الضخم، فقد أتاح لي عملي في هذا الموقع فرصة لتقديم القليل لهذا البلد الذي أعتبره وطناً لي، ومن الرائع مشاركتي في قلب الحدث ضمن العاملين في إنجاز هذا الاستاد المونديالي الفريد".
وأضاف العابد، عن رحلته في الإشراف على تنفيذ هذا الصرح الرياضي المتميز، مشيراً إلى أن تحويل رؤية الاستاد إلى واقع كان مسؤولية كبيرة وشكل مصدر فخر بالنسبة له، وقال: "أن أكون من بين العناصر الأساسية في إنجاز مشروع بهذا الحجم وهذه الأهمية، هو شرف كبير بالنسبة لي، وتتويج لمسيرتي المهنية".
وتابع: "بدأت عملي في اللجنة العليا منذ أكثر من 9 سنوات، وكانت فرصة رائعة، إلا أنها كانت في الوقت نفسه نقلة نوعية من عملي كمهندس ميكانيكي إلى عالم جديد كلياً. فقد تركزت خبرتي السابقة في مجال النفط والغاز، حيث شاركت في الإشراف على إنشاء مصانع للبتروكيماويات في قطر، وهي مشاريع تستقبل أعداداً محدودة من الناس، وقد انتقلت في هذه الخطوة من العمل في مشاريع فنية لإدارة مشروع على هذا المستوى من الأهمية، ومخصص لاستخدام الجمهور، وهو منهج عملي مختلف تماماً".
وتابع: "لا شك أن تشييد استاد مونديالي يختلف عن أي مشروع آخر عملت به من قبل، فالعمل في مشروع بهذه الأهمية، ومصمم لاستقبال الآلاف من الجماهير كان بمثابة تحدٍّ كبير بالنسبة لي، تمثّل في تنفيذ مشروع بهذا الحجم، وبهذه الطبيعة المختلفة، وتجهيزه ليصبح وجهة للمشجعين من جميع أنحاء العالم، مع ضمان المحافظة على سلامتهم وراحتهم ومتعتهم، وهو ما يتطلب إمكانات فنية خاصة".
وحول التحديات التي واجهت الفريق في رحلة تشييد استاد يتسع لـ80 ألف مشجع، قال العابد: "واجهتنا الكثير من التحديات على مدى السنوات الماضية، منها حجم الاستاد والمواد المستخدمة في تنفيذه، وأبسط مثال على ذلك كان توفير 30 ألف طن من الفولاذ وأكثر من 300 ألف متر مكعب من الخرسانة المسلحة، فضلاً عن التحديات اللوجستية الناجمة عن عدد العاملين في المشروع".
وأردف: "وضعنا لأنفسنا معايير صارمة لتحقيق أهدافنا على صعيد السلامة والجودة والجوانب الفنية للمشروع، وقد شكل الالتزام بهذه المعايير على مدى كل تلك السنوات تحدياً كبيراً".
وحول تصميم الاستاد المستوحى من الأواني التقليدية المستخدمة في المنطقة العربية، وواجهته الذهبية؛ قال العابد، إن بناء الواجهة الخارجية انطوى على عملية تركيب معقدة، بوجود إطار فولاذي خلف الواجهة يعمل على دعم سقف الاستاد، وتعزيز نظام التركيب، لتثبيت المثلثات الهندسية، حيث إن هذه الواجهة الجميلة تقوم على تقنيات حديثة وحسابات دقيقة للغاية".
وختم حديثه بالقول: "في ضوء اتصال الهيكل بسقف الاستاد، اضطررنا إلى نقل القطع على مراحل وباتجاهات مختلفة خلال عملية تركيب سقف الاستاد، وقد اعتمد المصمم على دراسات هندسية معقدة في سبيل توقع الموضع النهائي لكل مثلث من مثلثات واجهته الذهبية".