استمع إلى الملخص
- تألق اللاعبين الجدد والمنافسة الشديدة: إبراهيم مازة يلفت الأنظار بمشاركته الأولى، وسعيد بن رحمة يسجل ثنائية تاريخية. المنافسة تزداد بوجود لاعبين مثل غويري وعمورة وفارس شايبي.
- التحديات والانتقادات المستمرة: انتقادات تطال عيسى ماندي ورياض محرز بسبب تراجع مستواهم، وبيتكوفيتش يواجه تحديات في تحسين المنظومة الدفاعية بعد تلقي المنتخب تسعة أهداف في سبع مباريات.
مواجهة منتخب الجزائر لنظيره التوغولي برسم الجولة الثالثة من تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025 حملت عناوين مختلفة بعيداً عن الفوز العريض بالخمسة، وهو الرابع من أصل خمس مباريات رسمية خاضها المدرب البوسني، فلاديمير بيتكوفيتش، الذي فرض نفسه، وأصبح يحظى بالقبول في الأوساط الإعلامية والجماهيرية، رغم التحفظ على بعض خياراته الفنية والتكتيكية مثل استبعاده لكل من بلايلي وشايبي، واعتماده المتواصل على ماندي وبن رحمة، وحتى رياض محرز الذي تراجع مستواه تراجعاً لافتاً منذ انتقاله إلى اللعب في الدوري السعودي، لكن كل ذلك لا يُلغي العمل الجيد الذي يقوم به المدير الفني، مُنذ التحاقه بالخضر قبل سبعة أشهر، وسط جدل يبقى متواصلاً مهما كانت النتائج .
الوافد الجديد إبراهيم مازة صنع الحدث في مشاركته الأولى مع المنتخب الجزائري، ببساطته وعفويته واندماجه السريع مع الأجواء، ومُساهمته في تسجيل الهدف الخامس بلمسة سحرية كانت الوحيدة له رغم دخوله في الدقيقة التسعين بديلاً لعوار، ما جعله يخطف الأنظار بشكل استثنائي ويدخل قلوب الملايين، ويعد بمستقبل كبير للاعب يملك مقومات نجم صاعد، ولد في ألمانيا من أب جزائري وأم فيتنامية، جدّه ابن حي الحراش الشعبي في الجزائر العاصمة، شارك في معركة "ديان بيان فو" ضد الاستعمار الفرنسي أثناء حرب الهند الصينية تزوج بامرأة فيتنامية مثل والده، ونشأ على حُب الجزائر والرغبة في حمل ألوان منتخبها.
من جهته صنع مهاجم ليون الفرنسي، سعيد بن رحمة الحدث بتسجيله ثنائية تاريخية، وأدائه لمباراة رائعة، رغم الانتقادات التي يتعرض لها منذ فترة قصيرة بسبب مردوده المتواضع في أغلب مشاركاته مع الخضر، ما أدى الى مطالبات بالاستغناء عن خدماته، والاستنجاد بيوسف بلايلي، الذي يعتبره البعض الأحسن في الجهة اليسرى، التي يبقى التنافس عليها كبيراً في وجود غويري وعمورة وفارس شايبي، والوافد الجديد إبراهيم مازة، الذي بإمكانه اللعب على الجهتين وخلف المهاجم، ما يجعل الأماكن غالية والخيارات كثيرة وصعبة على المدرب، والمنافسة شديدة بين اللاعبين.
على غرار بن رحمة، يتعرض زميله عيسى ماندي لانتقادات جماهيرية وإعلامية كبيرة، تصاعدت أكثر في المرتين الأخيرتين، عندما اعتمد عليه بيتكوفيتش ظهيراً أيمن، ومع ذلك بقي محافظاً على أعصابه وتوازنه وتركيزه، الذي أوصله إلى المباراة رقم مائة مع المنتخب الجزائري على مدى أكثر من عشر سنوات مع مختلف المدربين، لم يصدر منه أدنى تقصير تجاه زملائه ومنتخب بلاده و جماهيره وإعلامه، وكان دائماً تحت التصرف في أي منصب حتى وإن تراجع مستواه ولياقته، ولم يعد قادراً على اللعب في الجهة اليمنى في وجود يوسف عطال وفارسي، لكن لا يُمكن الاستغناء عنه ولو مؤقتاً، عندما نلعب بثلاث لاعبين في الارتكاز.
أما رياض محرز (33 عاماً)، فلا يزال محط الأنظار، بسبب تراجع مستواه ومردوده ولياقته منذ غادر السيتي والتحق بالدوري السعودي، ولم يعد يضيف إلى المنتخب الجزائري، ومع ذلك يبقى يحظى بالكثير من الاحترام والتقدير في الأوساط الفنية والجماهيرية والإعلامية، على مشواره الرائع مع الخضر، ويبقى يحظى بثقة المدرب بيتكوفيتش الذي يصر على الاستعانة به، على أمل أن يعود إلى مستواه ويقود المنتخب إلى نهائيات كأس العالم 2026، رغم الانتقادات، التي يتعرض لها على غرار ما حدث بعد مواجهة توغو، التي كان فيها محرز ظلاً لنفسه فنياً وبدنياً، وحتى نفسياً كما هو عليه الحال مع فريقه الأهلي السعودي، يتعرض للانتقادات نفسها بسبب تراجع مردوده.
المدرب فلاديمير بيتكوفيتش يكسب النقاط تلو الأخرى، بعد تحقيقه الانتصار الخامس من سبع مباريات، حقق فيها تعادلاً واحداً وخسارة واحدة، وسجل فيها 19 هدفاً، وتلقى فيها تسعة أهداف، وهو رقم كبير، لا يزال يُثير التساؤلات والانتقادات حول منظومة دفاعية تعاني اختلالات فنية وتكتيكية، يُحاول تصويبها مع الوقت، ويتعامل معها بثقة كبيرة وهدوء ملحوظ، يبدو واضحاً في مؤتمراته الصحافية، وعلى خط التماس أثناء المباريات وبعدها، في الجزائر وخارجها، عند الفوز أو الخسارة، وهي كلها أمور تُؤكد أن الرجل تأقلم في ظرف وجيز وصار يعرف الخصوصية الجزائرية بكل ما يحيط بها.