واصل مانشستر سيتي نتائجه السلبية، بعد تلقيه هزيمته الرابعة على التوالي في مختلف المسابقات، بعدما خسر أمام برايتون، بهدفين مقابل هدف، ضمن منافسات الأسبوع الـ11 من الدوري الإنكليزي الممتاز، ليتجمد رصيده عند 23 نقطة، بفارق خمس نقاط عن المتصدر ليفربول (28 نقطة). ويُعد السقوط في أربع مباريات متتالية هو الأسوأ لمانشستر سيتي، منذ شهر أغسطس/ آب عام 2006 مع المدرب الإنكليزي السابق، ستيوارت بيرس.
وبدأت سلسلة الهزائم في الموسم الحالي، عبر الخروج من الدور الرابع في بطولة كأس الرابطة، عقب الخسارة 1-2 أمام توتنهام، ثم الهزيمة الثانية في "البريمييرليغ" أمام بورنموث 1-2 بالجولة العاشرة، لتتوقف مسيرة 32 مباراة في الدوري من دون هزيمة، وتبعها السقوط المروع في دوري أبطال أوروبا 1-4 أمام سبورتينغ لشبونة البرتغالي، وأخيراً أمام برايتون 1-2، ضمن منافسات الدوري الإنكليزي الممتاز.
وهذه الهزائم الأربع المتتالية تحدث للمرة الأولى في تاريخ المدير الفني الإسباني، بيب غوارديولا، إذ لم تشهدها مسيرته التدريبية مع برشلونة من 2008-2012، بينما مع بايرن ميونخ خسر أربع مباريات، منها مباراة بركلات الترجيح في شهر مايو/ أيار 2015، أمام بوروسيا دورتموند، وغادر على أثرها كأس ألمانيا من الدور نصف النهائي، واثنتان بـ"البوندسليغا"، أمام باير ليفركوزن وأوغسبورغ، كما خسر أمام برشلونة بدوري الأبطال. وتلقى غوارديولا انتقادات كثيرة، مُحملة إياه المسؤولية، لعجزه عن إيجاد الحلول وتجهيز البدائل، وعدم علاج الثغرات والمشاكل الدفاعية، كما أن تعدد الإصابات وغيابات الركائز الأساسية من أهم أسباب الهزائم، ويتصدر قائمة الغيابات المؤثرة لاعب الوسط الإسباني، رودريغو رودري، أحسن لاعب في العالم الفائز بالكرة الذهبية 2024، وهو أهم العناصر، بعد إصابته في الركبة، خلال لقاء أرسنال، في سبتمبر/ أيلول الماضي، وسيغيب لنهاية الموسم، وكإثبات على أهميته بالأرقام والإحصائيات، في الموسم الماضي، نجد أنه خاض 52 مباراة، حقق فيها "السيتي" 39 فوزاً، و13 تعادلاً، وتلقى هزيمة وحيدة (1-2)، بنهائي كأس الاتحاد 2024 أمام مانشستر يونايتد، بينما في غيابه لعب الفريق 24 مباراة، مُحققاً الفوز في 14 مواجهة، وتعادل في اثنتين، ونال الهزيمة في ثماني مباريات، وكانت نسبة الفوز بمشاركة رودري 73,6%، وانخفضت في ظل غيابه إلى 58.3%.
وضمت قائمة الإصابات العديد من اللاعبين الأساسيين، ومنهم البلجيكي كيفين دي بروين، والبرتغالي روبن دياش، والبلجيكي جيرمي دوكو، والهولندي ناثان أكي، والسويسري مانويل أكانجي، والإنكليزي جاك غريليش، والنرويجي أوسكار بوب. وبجانب تلك الإصابات، هناك أيضاً الأخطاء الدفاعية المتكررة نظراً لتشكيلة الدفاع، التي تضم الشاب سيمبسون بوسي (19 عاماً)، وهو الذي يشارك دون خبرات، وتعدد الأخطاء من الدولي الانكليزي، كايل وواكر (34 عاماً)، بالإضافة لعجز الألماني العائد إلكاي غوندوغان، والكرواتي كوفاسيتش، والإنكليزي الشاب ريو لويس، عن سدّ غياب رودري بخط الوسط، بجانب ضعف الضغط على المنافسين بشكل جماعي، ما سهّل اختراق الدفاع وتسجيل الأهداف في مرمى "السيتي".
وتعرض "السيتيزنز" لمواقف مشابهة باتساع الفارق وتراجعه عن المنافسين والعودة، كما حدث في إبريل/ نيسان 2023، إذ تقدم أرسنال بفارق ثماني نقاط، ونجح السيتي في التعويض والتفوق والتتويج بلقب الدوري. وحقق بيب غوارديولا إنجازات تاريخية لنادي مانشستر سيتي الإنكليزي، منذ قدومه في يوليو/ تموز 2016، إذ توج بالدوري في ست مناسبات، منها أربع مرات متتالية في آخر أربع سنوات، وبطولتان لكأس الاتحاد الإنكليزي، وأربع بطولات بكأس رابطة الأندية، وثلاث بالدرع الخيرية (السوبر)، ودوري أبطال أوروبا، والسوبر الأوروبي، بالإضافة لكأس العالم للأندية (الإنتركونتننتال حالياً).
وتوجد ثقة كاملة لدى جماهير مانشستر سيتي في بيب غوارديولا، وقدرته على الخروج من الأزمة بإيجاد حوافز وأهداف جديدة، ورغبته المحمومة في مزيد من الانتصارات والألقاب، بعد عودة المصابين، واستغلال التوقف الدولي لعلاج القصور والسلبيات، وعلى الإدارة إيجاد بديل للمصاب الإسباني، رودري، في خط الوسط، والترشيحات والتكهنات بانضمام الإسباني الدولي، مارتن زوبيمندي، لاعب ريال سوسيداد، بمقابل يتراوح بين (50-60) مليون يورو. وستكون الاختبارات الصعبة بالدوري الإنكليزي نقطة الانطلاق، والعودة لطريق الانتصارات، في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري أمام توتنهام، وفاينورد الهولندي 26 نوفمبر، والقمة المنتظرة أول شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل أمام ليفربول في ملعب أنفيلد. وهناك تساؤلات تحتاج إلى إجابات لدى بيب غوارديولا وعلى الإدارة حق الردّ للعودة إلى الطريق الصحيح وحصد مزيد من الألقاب.