ماذا يريد زيدان؟

06 يناير 2024
زيدان مدرب ريال مدريد السابق (سيمون بروتي/Getty)
+ الخط -

بعيدٌ عن كرسي الاحتياط وغرف الملابس وملاعب الكرة منذ مايو 2021. ارتبط اسم المدرب الفرنسي زين الدين زيدان بنوادٍ عديدة على مدى ثلاث سنوات مضت على غرار الريال، باريس سان جيرمان، مرسيليا واليوفي والمان يونايتد، وثلاثة منتخبات هي فرنسا والسعودية، وآخرها المنتخب البرازيلي منذ أيام، من دون أن يرتبط بأي منها لأسباب يصعب فهمها من شخص كان استثنائياً كلاعب، تحول إلى استثنائي كمدرب مع الريال، وأصبح غامضاً في تفكيره، يصعب فهم ما يريده، خاصة أنه لا يتحدث إلى وسائل الاعلام، ولا يتردد إلا نادراً على مدرجات الملاعب، ولا يحضر المناسبات الرياضية الكبرى، ما جعل منه لغزاً محيراً يصعب فك رموزه، وتصعب معرفة نواياه وطموحاته رغم كلّ العروض التي يتلقاها بانتظام.

إثر إقالة إيدينالدو رودريغيز، مدرب المنتخب البرازيلي، بسبب تراجع النتائج والمردود، عاد اسم زين الدين زيدان يتردد على ألسنة الإعلاميين والمتابعين في البرازيل وفرنسا كمدرب لمنتخب السيليساو، خاصة بعد تجديد كارلو أنشيلوتي عقده مع الريال لموسمين إضافيين، وهو الذي كان المرشح الأول لتقلد المنصب، ما جعل الاحتمال وارداً حسب كريستوف دوغاري، أحد أكثر المقربين من زيزو، الذي لمح في تصريحاته البارحة إلى أن صديقه وزميله السابق في المنتخب الفرنسي رفض العرض البرازيلي الكبير، الذي لا يرفضه كبار المدربين في العالم بما في ذلك مورينيو، مثل ما رفض قبله عروضا أخرى، إلا عندما تعلق الأمر بريال مدريد الذي دربه، ثم عاد إليه وحقق معه نتائج تاريخية.

منذ مغادرته الريال نهاية موسم 2020-2021، ارتبط اسم زيدان بالمنتخب الفرنسي، خاصة على مقربة من نهاية عقد ديدي ديشان صيف 2022، لكن بعد بلوغ المنتخب الفرنسي نهائي كأس العالم، جدد الاتحاد الفرنسي عقد مدربه أربع سنوات أخرى إلى غاية 2026، ما جعل الحلم يتبخر، وربما يتأجل إلى موعد آخر، ما دفع العديد من الأندية تسعى لانتداب زيزو على غرار باريس سان جيرمان ومرسيليا في فرنسا، واليوفي في إيطاليا خاصة مع تراجع مستواه ونتائجه خلال السنوات الماضية، ثم تردد اسم الفرنسي في أوساط المان يونايتد، وحتى في المملكة العربية السعودية قبل انتدابه المدرب الإيطالي روبيرتو مانشيني، ليستمر اللغز إلى اليوم.

رفض زيدان كل العروض المعلنة والخفية وتفضيله البقاء بعيداً عن ملاعب التدريب لا يمكن تفسيرهما سوى برغبته في العودة إلى الريال، أو تحقيق حلمه في تدريب المنتخب الفرنسي، وكأن لديه ضمانات أو قناعات تفرض عليه مزيداً من الصبر وانتظار فرصته التي قد تحين إذا أخفق ديشان في نهائيات بطولة كأس أمم أوروبا المقررة الصيف القادم في ألمانيا، أو تتأجل إلى ما بعد مونديال 2026، إذ لا يمكن تصور سبب آخر يجعل زيزو يرفض كلّ العروض المغرية التي تلقاها من أندية ومنتخبات كبيرة لا ترفض، إلا إذا كان يفضل البطالة على خوض تجربة جديدة لا تليق باسمه وسمعته ورصيده مع فريق أو منتخب لا يسمح له بتحقيق البطولات والألقاب.

البعض يعتقد أن زيدان يشك في قدراته ولا يريد المغامرة باسمه في فريق غير الريال، أو منتخب غير فرنسا، لأنه يريد العمل في بيئة يعرفها وتعرفه، وتسمح له بتحقيق نتائج طيبة، خاصة أن تجربته مع الريال كانت ناجحة، وعلاقته برئيس الريال فلورنتينو بيريز كانت ولا تزال جيدة جداً، كما أن سمعته وشعبيته في فرنسا تسمحان له بالعمل في أجواء وظروف جيدة، في ظل وجود جيل متميز تمكن قيادته نحو تحقيق الألقاب مع المنتخب الفرنسي الذي يبقى حلمه الأكبر كجزائري الأصل، وابن مهاجر تعرض مثل غيره للكثير من التمييز، ويريد أن يثأر لنفسه وغيره من مزدوجي الجنسية الذين يريدون تأكيد جدارتهم وأحقيتهم بتقلد مناصب وتولي مهام يصعب إسنادها لغير الفرنسيين الأصليين، خاصة على مستوى المنتخب الأول لكرة القدم.

المساهمون