ماذا استفادت الجزائر من تنظيم ألعاب البحر الأبيض المتوسط؟

07 يوليو 2022
حضرت الجماهير بقوة في ألعاب المتوسط بمدينة وهران (سرحات جغاداش/الأناضول)
+ الخط -

أسدل الستار على النسخة الـ19 من دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، الأربعاء، التي احتضنتها مدينة وهران غربي الجزائر، في الفترة الممتدة من الخامس والعشرين من يونيو/ حزيران إلى السادس من يوليو/ تموز الحالي، بعد حضور جماهيري كبير ميزها.

وجرت هذه الدورة المتوسطية في ظروف رائعة، جعلت الكثير من المتابعين يصنفها كأفضل نسخة من كل النسخ الـ18 الماضية، نظراً للتحضيرات اللوجستية التي سخرتها اللجنة المنظمة، وكذلك الحضور الجماهيري المميز الذي كان الحدث الأبرز في هذه التظاهرة الرياضية.

منشآت رياضيات جديدة

وحققت الجزائر مكاسب كبيرة من خلال احتضان الدورة الـ19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط، حيث سمح ذلك بكسب منشآت جديدة، خاصة أن البلد كان قد عانى من قلة ذلك في السنوات الماضية، وهو ما انعكس سلباً على تحضيرات الرياضيين الجزائريين لمختلف المسابقات العالمية، لكن حالياً أصبح البلد يملك على سبيل المثال ملعب "ميلود هدفي" الأولمبي، وباقي المراكز التابعة له التي تسمح بالتحضير الجيد وفي مختلف الرياضات الأخرى.

القدرة على تنظيم الأحداث الرياضية

أثبتت الجزائر في هذه الدورة القدرة على تنظيم مختلف الأحداث والتظاهرات الرياضية، مثلما كان الحال في الألعاب المتوسطية، وهذا بعد تسخير كل الوسائل والإمكانات التي سمحت بنجاح هذه النسخة، وهو ما دفع كذلك الجماهير الجزائرية للتطلع لاحتضان منافسات أخرى.

وطالبت الجماهير بالتقدم بطلب استضافة كأس أمم أفريقيا 2025، مع نية الاتحاد الأفريقي لكرة القدم سحب تنظيم النسخة من غينيا لعدم جاهزيتها، وهذا يتزامن مع تدشين ملاعب أخرى في الجزائر، على غرار ملعب براقي، وقرب نهاية الأشغال في ملعبي الدويرة وتيزي وزو، وكذلك إعادة تهيئة ملاعب عنابة وقسنطينة، مع العلم أن البلد سيكون على موعد مع احتضان بطولة "شان" مطلع يناير/ كانون الثاني 2023.

اكتشاف رياضيين جدد

سمحت نسخة وهران 2022 باكتشاف أسماء واعدة في عالم الرياضة الجزائرية، وقادرة على التألق في المحافل الرياضية الدولية القادمة على غرار أولمبياد باريس 2024، في مقدمتها ياسر تريكي الذي أثبت موهبته الكبيرة بعد أن أحرز ذهبية في القفز الثلاثي وبرونزية القفز الطويل.

كما أبدع السباح جواد صيود بإحرازه ثلاث ميداليات وبألوان مختلفة في 3 اختصاصات شارك فيها، إضافة إلى المصارع الشاب دريس مسعود الفائز بذهبية في رياضة الجودو، دون إغفال التألق في الملاكمة في فئتي الرجال والسيدات.

تحطيم رقم قياسي

استغل الوفد الجزائري كذلك احتضان هذه التظاهرة في عقر الديار لإحراز أكبر عدد من الميداليات في تاريخ مسابقات ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وهو ما كان بحصد 20 ميدالية ذهبية، 17 فضية و16 ميدالية برونزية، وهو ما يعني تحطيم الرقم الذي تحقق في دورة تونس عام 2001، حيث حقق الجزائريون حيناها 10 ميداليات ذهبية ونفس العدد من الفضة إلى جانب 9 برونزيات.

إحياء رياضات أخرى

كانت الفرصة كذلك في الطبعة الـ19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط لإعادة بعث شعبية الرياضات الأخرى خاصة عند المتابعين الجزائريين الذين حضروا بقوة من مختلف القاعات والملاعب، على غرار المبارزة، والتي شهدت فوز الجزائرية سوسن بوضياف بذهبية في اختصاص سيف الحسام، وهي رياضة كانت مجهولة تقريباً عند الجماهير.

وكذلك رياضة كرة السلة الثلاثية، التي جرى اعتمادها لأول مرة في هذه النسخة، ونالت إعجاب الجماهير التي تفاعلت بقوة مع مباريات هذه المنافسة.

المساهمون