اليوم السبت في تمام الساعة الرابعة بتوقيت العاصمة اللبنانية بيروت والعاصمة الأردنية عمّان ستكون الأعين متجهة صوب القمة العربية التي تجمع بين المنتخبين المميزين، اللذين استطاعا خطف الأضواء من خلال الوصول لنصف نهائي بطولة كأس آسيا للسلة المقامة حالياً في إندونيسيا، ليضمن العرب مقعداً مؤكداً في النهائي، بمحاولة لخطف اللقب الأول تاريخياً، بعدما وصل رجال الأرز 3 مرات للقاء الختامي مقابل مرة واحدة للنشامى.
البداية مع النشامى
بعد أداءٍ بطولي وانتصارٍ تاريخي في دور التصفية المؤهل لربع النهائي، أكد منتخب الأردن أن في جعبته الكثير ليقدمه حين هزم منتخب الصين تايبيه بآخر ثواني المباراة بشكل جنوني بفضل ثلاثية قاتلة لفريدي إبراهيم في آخر ثانية وضعت بلاده في ربع النهائي لمواجهة عملاقٍ من عمالقة السلة الآسيوية وهو منتخب إيران بقيادة لاعبه المخضرم حامد حدادي، لكن ذلك لم يخف لاعبي المدرب وسام الصوص، الذي استطاع أن يدير اللقاء بطريقة رائعة، بعدما قدّم مع صقور الأردن شوطاً أول مميزاً قبل التراجع قليلاً في الربع الثالث ثم تأكيد التفوق في الربع الأخير بفضل أداءٍ استثنائي، لينتهي اللقاء بنتيجة 91-76.
بفوز الأردن انتهت رحلة حدادي في بطولة آسيا مع إيران في ظلّ بلوغه عامه الـ37، ومعه اختتمت رحلة منتخب استطاع حصد اللقب 3 مرات سابقاً أعوام 2007 و2009 و2013 وخسر لقب النسخة الأخيرة التي أقيمت في لبنان بمجمع نهاد نوفل أمام أستراليا.
وبلغ منتخب الأردن نصف النهائي للمرة الأولى منذ عام 2011 حين هزم كذلك إيران حينها لكنه خسر بفارق نقطة يتيمة في النهائي أمام الصين، مع العلم أنّها المرة الثالثة التي يوجد فيها زملاء المخضرم زيد عباس في المربع الذهبي.
إنجازٌ لبناني تاريخي
وسط مصاعب كبيرة يعيشها لبنان على المستوى الاقتصادي، تابعت كرة السلة بثّ الأمل في نفوس الشعب هناك، بظلّ انهيار تاريخي لليرة وأزمات لا تنتهي.
جاء منتخب السلة بقيادة المدرب جاد الحاج ليزرع البسمة على ثغور أبناء بلاد الأرز، بعد رحلة استثنائية في هذه البطولة، حين تصدّر زملاء النجم الأفضل في الفريق وائل عرقجي المجموعة بعد تحقيق 3 انتصارات متتالية على حساب الفيليبين ثم نيوزيلندا المرشّحة للعب أدوار متقدمة ومن ثم الهند، مما أعطى الفريق فترة راحة وعدم خوض الدور الإقصائي ولعب ربع النهائي مباشرة.
ورغم أن الخصم هو المنتخب الصيني المشهود له، بفضل تاريخه في القارة الصفراء بحصده اللقب 16 مرة (رقم قياسي) استطاع منتخب لبنان قول كلمته محققاً انتصاراً تاريخياً ليتأهل لنصف نهائي جديد في تاريخه.
المواجهة العربية الكبيرة
إذاً ضمن العرب مقعداً في النهائي بمحاولة جديدة لخطف اللقب الصعب، لكن من سينجح في العبور، ومن سيقول كلمته في نصف النهائي؟ يعرف المنتخبان بعضهما جيداً بطبيعة الحال بحكم المنطقة الجغرافية وخوض العديد من اللقاءات في ما بينهما.
وتواجه المنتخبان في عام 2022 مرتين كانت الغلبة فيها لكلّ منتخب على أرضه وبين جماهيره، بالتالي سيكون من الصعب توقّع هوية المنتصر، سيّما أن كلتا التشكيلتين تضمّان لاعبين مميزين قادرين على صناعة الفارق. ويعول النشامى على دير تاكر القادر على اختراق أي دفاع والتسجيل إلى جانب خبرة زيد عباس في المسابقة وكذلك أحمد الدويري صاحب الصولات والجولات وفريدي إبراهيم القادر على تحقيق الثلاثيات، وعناصر أخرى مميزة مثل أمين أبو هاواس، وكان تاكر قد قال لموقع البطولة الرسمي يوم الأربعاء بعد الفوز: "الشعور جيد لبلوغ نصف النهائي. بمقدورنا بلوغ النهائي. نحن على المسار الصحيح" ما يؤكد رغبة النشامى في تحقيق الإنجاز.
في الجانب الآخر يعول منتخب الأرز على قدرات وائل عرقجي الذي يجيد الاختراق وخلخلة دفاعات الخصوم والمرشح ليكون أفضل لاعب في البطولة، وكذلك المجنس أرليدج إضافة إلى اللاعب المميز سيرجيو الدرويش وكذلك ثلاثيات هايك غيغوجيان ولا يمكن نسيان يوسف خياط الملقب بـ"يويو" صاحب الأدوار الهجومية والدفاعية، كما يمكن لمدرب لبنان الاستفادة من عناصر أخرى تأتي من دكّة البدلاء لصناعة الفارق أمثال علي منصور وإيلي شمعون وعلي حيدر الذي التحق بالفريق قبل مباراة الصين بعد تعافيه من فيروس كورونا، وهو إن كان في أفضل أحواله سيكون دعماً إضافياً للفريق تحت السلة. يُذكر أن البطولة المقامة حالياً في إندونسيا كان مقرراً لها أن تقام الصيف الماضي لكنها تأجلت للفترة الحالية بسبب تفشي فيروس كورونا.