تمثّل المشاركة في نهائيات كأس العرب للمرة الرابعة توالياً والثامنة من أصل عشر نسخ نجاحاً كبيراً لمنتخب لبنان، لكنه يريد هذه المرة اجتياز دور المجموعات بعدما خرج مبكراً من المسابقة في النسخ الثلاث الأخيرة.
منتخب لبنان سيواصل خلال مشاركته في كأس العرب ملاحقة حلمه في ملامسة لقب طال انتظاره، ويعتبره الكثيرون صعب المنال في ظل مشاركة أبرز المنتخبات العربية.
وحقق لبنان فوزه الأول في كأس العرب عندما استضاف النسخة الأولى قبل ثمانية وخمسين عاماً، وهزّ حينها شباك المنافس منتخب الكويت بستة أهداف في ظهوره الأول بالمسابقة التي شهدت احتلاله المركز الثالث، وهو المركز الأفضل حتى الآن في مشاركاته السبع الماضية.
ويقدّم المدرب التشيكي إيفان هاسيك الذي تعاقد معه الاتحاد اللبناني لقيادة المنتخب في كأس العرب والتصفيات الآسيوية النهائية لكأس العالم 2022 ومن بعدهما كأس آسيا 2023، مستويات جيدة مع المنتخب في الفترة الأخيرة لا سيما في ظل معرفته باللاعبين اللبنانيين.
وسيلعب لبنان في المجموعة الرابعة القوية إلى حد كبير، والتي تضم أيضاً مصر الفائزة باللقب مرة واحدة، والجزائر بطلة أمم أفريقيا الأخيرة، والسودان الذي شارك أيضاً في النسخ الثلاث الأخيرة من البطولة.
وتملك مصر والجزائر أفضلية فنية على لبنان، كما أنّ السودان ليس بالمنافس السهل، لذلك فإنّ التأهل إلى الدور الثاني من بطولة كأس العرب سيكون من الإنجازات الكروية التي قد يحققها المنتخب اللبناني خلال الفترة الأخيرة.
لبنان ... لا مستحيل في عالم الكرة
لكن في المقابل لا يوجد في كرة القدم مستحيل أو منتخب مرشح بقوة للتأهل دون غيره على أرض الواقع، وربما يكون بوسع لبنان الاستفادة من قوة خط دفاعه كما ظهر في التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة لمونديال قطر.
وأظهر لبنان خلال مواجهة جيبوتي في التصفيات التمهيدية المؤهلة لكأس العرب أفضلية هجومية كبيرة، وصنع الكثير من الفرص المحققة، لكنه سجل هدفاً واحداً كان كفيلاً بحصده بطاقة التأهل إلى النهائيات.
وستتوقف القوة الهجومية للبنان إلى حدٍ كبير على مستوى كل من ربيع عطايا ومحمد حيدر وهلال الحلوة ومحمد قدوح مهاجم العهد الذي سجل خمسة أهداف في المباريات الأربع الأولى في بطولة الدوري اللبناني.
ولن تكون هناك فرصة أفضل من كأس العرب لإبراز قدرات المدرب التشيكي إيفان هاشيك للتعبير عن نفسه وإظهار قدراته التدريبية قبل خوض المراحل الحاسمة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال قطر، وكذلك نهائيات كأس آسيا 2023 في الصين.
ويعتمد تفكير هاسيك على أنّ الأسلوب الخططي يأتي في المقام الأول، ثم البحث عن لاعبين بقدرات فنية مناسبة لذلك في المركز الثاني، وهو تولى المسؤولية خلفاً للمدرب الوطني جمال طه، حيث بدأ في تطوير أداء المنتخب.
وسيعتمد لبنان على المهاجم محمد قدوح مهاجم العهد لبلوغ الدور الثاني عشر في كأس العرب، خاصة في ظل غياب كل من باسل جرادي المحترف مع نادي هايدوك سبليت الكرواتي.
وسيكون قدوح الذي خاض أكثر من تجربة احترافية في الدوريين السعودي والعراقي مطالباً بالتعبير عن إمكاناته الكبيرة، لا سيما في ظل تسجيله لثلاثة أهداف فقط خلال المباريات العشر في تصفيات كأس العالم.
ويملك مهاجم العهد سرعة فائقة، إذ يتحرك بذكاء بدون كرة ويملك قوة بدنية وقدرة على تسديد الكرة من مسافات بعيدة، كما يستطيع تسجيل الأهداف في مرمى أي فريق وليس فقط من أي مكان في الملعب، وهو ما منح منتخب لبنان ثقة كبيرة في تصفيات المونديال وقبل انطلاق كأس العرب، وهو المعروف باللجوء إلى الدفاع وعدم قدرته على تسجيل الكثير من الأهداف.