لاوتارو مارتينيز.. مسح دموع ميسي وقاد الأرجنتين إلى المجد في كوبا أميركا

15 يوليو 2024
لاوتارو مارتينيز خلال نهائي كوبا أميركا، 15 يوليو 2024 (ميغيل رودريغيز/ الأناضول)
+ الخط -

تمكّن النجم الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز (26 عاماً) من قيادة منتخب بلاده إلى التتويج بلقب كوبا أميركا للمرة الثانية على التوالي والـ16 في تاريخه، عقب تسجيله هدف الانتصار الوحيد في شباك منتخب كولومبيا عند الدقيقة الـ112 من المباراة النهائية التي أقيمت، فجر الاثنين، على ملعب هارد روك بمدينة ميامي الأميركية، ونجح المهاجم المحترف في صفوف نادي إنتر ميلانو الإيطالي في رد الاعتبار لنفسه، بعدما أهدى منتخب بلاده لقب النسخة الـ48 من بطولة كوبا أميركا التي أقيمت في الولايات المتحدة الأميركية، وذلك بعدما تعرض لانتقادات كبيرة طوال السنوات الماضية، وخسر مكانه الأساسي في تشكيلة المدرب الأرجنتيني ليونيل سكالوني لصالح مواطنه جوليان ألفاريز.

نشأ وسط عائلة رياضية بامتياز

لاوتارو مارتينيز من مواليد 22 أغسطس/آب من عام 1997 في مدينة باهيا بلانكا الأرجنتينية، ونشأ وسط عائلة رياضية بامتياز، فهو ابن اللاعب السابق خافيير مارتينيز، الذي سبق أن لعب ظهيراً أيسر في العديد من الأندية في الأرجنتين، أبرزها فريق فيلا ميتري، حين كان ينشط في دوري الدرجة الثانية، وبدأت مسيرته مع كرة القدم باكراً، إذ انضم إلى فريق لينييرز دي باهيا بلانكا، وهناك برز بسرعة بين جميع زملائه، رغم أنه عانى كثيراً، إذ كان يضطر للتنقل بالقطار والحافلة من منزل عائلته إلى مقر التدريبات في الأكاديمية، كما كان لاوتارو مفتوناً برياضة أخرى، وهي كرة السلة التي تحظى بشعبية كبيرة في مدينته.

لاوتارو وصدمة بوكا جونيورز الكبيرة

عند بلوغ لاوتارو سن الـ15 عاماً، اضطر للاختيار بين كرة السلة وكرة القدم، ليفضل في النهاية هذه الأخيرة، ولكنه تلقى صدمة كبيرة جداً بعدما أجرى التجارب في نادي بوكا جونيورز، حيث رُفضه بدعوى أنه لا يملك مستوى يؤهله للعب في الفريق، ورغم ذلك، لم يستسلم وتابع تطوره، ليلفت اهتمام المدير الفني لفريق الشباب في نادي راسينغ كلوب فابيو راديلي، وانضم إلى النادي في عام 2014 ولعب موسماً واحداً فقط، قبل أن يُصعّد إلى الفريق الأول، واستمر معه مدة ثلاثة مواسم كاملة، خطف فيها أنظار منتخب بلاده، ووجهت إليه الدعوة لتمثيل التانغو عام 2018.

لاوتارو واحترافه في الدوري الإيطالي

أقدم نادي إنتر ميلانو الإيطالي، في صيف عام 2018، على التعاقد مع مارتينيز قادماً من نادي راسينغ كلوب، في صفقة بلغت قيمتها 22.7 مليون يورو، ومن هناك بدأت قصة تألقه مع النيراتزوري، إذ يعد واحداً من أفضل اللاعبين في الفريق في المواسم الستة الماضية، سواء تحت قيادة المدرب السابق أنطونيو كونتي، أو الحالي سيموني إنزاغي، قبل أن يحمل شارة القيادة ويساهم في تتويج النادي بلقب الكالتشيو في الموسم الكروي الماضي، ووصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في الموسم قبل الماضي، وخسره أمام نادي مانشستر سيتي الإنكليزي.

مسيرة دولية محترمة.. ومباراة كولومبيا لرد الاعتبار

منذ حمله قميص منتخب الأرجنتين الأول، شارك لاوتارو في بطولة كوبا أميركا عام 2019، وسجل هدفين في نسخة حقق فيها منتخب بلاده المركز الثالث، عقب الخسارة أمام المنتخب البرازيلي في الدور نصف النهائي، ثم انتصاره على منتخب تشيلي في المواجهة الترتيبية، ثم عاد وشارك في النسخة الماضية التي عرفت تتويج منتخب التانغو باللقب، واستطاع لاوتارو تسجيل ثلاثة أهداف، وتواصلت رحلته مع منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم بقطر 2022، إذ كان لاعباً أساسياً في تشكيلة المدرب ليونيل سكالوني، ولكن بعد الخسارة أمام السعودية في الجولة الأولى ومشاركته في 60 دقيقة ضد المكسيك في الجولة الثانية، خسر اللاعب، البالغ من العمر 26 عاماً، مكانه الأساسي لصالح ألفاريز، وبات لاعباً بديلاً طوال المسابقة.

وتعرض لاوتارو لانتقادات كبيرة منذ مشاركته في النسخة الأخيرة لمونديال 2022، ولكن النسخة الحالية من بطولة كوبا أميركا كانت فرصة جديدة لرد الاعتبار، إذ كانت بدايته في هذه البطولة بديلاً في مواجهتي كندا وتشيلي، ضمن الجولتين الأولى والثانية من دور المجموعات، قبل أن يشارك أساسياً ضد منتخب بيرو في الجولة الثالثة، ثم ضد الإكوادور في الدور ربع النهائي، وعاد بديلاً أمام كندا في الدور نصف النهائي وكذلك أمام كولومبيا في النهائي المثير، فسجل أهم وأثمن أهدافه على الاطلاق في ليلة ذرف فيها أسطورة بلاده ليونيل ميسي الدموع حزناً للخروج بسبب الإصابة وخوفاً على مصير المنتخب لما تبقى من وقت، لكن لاوتارو مسح دموع ميسي وأهداه هدف الفوز الوحيد ثم توج هدافاً للبطولة برصيد خمسة أهداف، مانحاً بذلك منتخب بلاده لقباً قارياً آخر.

المساهمون