عندما يأتي الحديث عن مهاجم بقيمة الفرنسي، كيليان مبابي، لا يمكن إنكار الدور الكبير الذي يصنعه على أرض الملعب، خصوصاً في خط الهجوم، سرعته ومهارته على الكرة، حسمه للفرص التي يحصل عليها أمام أي فريق يواجهه. فبعد تسجيله 4 أهداف في مرمى برشلونة الإسباني وهدفين في مرمى بايرن ميونخ الألماني، أثبت مبابي أنه واحد من أفضل الهدافين في دوري الأبطال هذا الموسم.
وتجب الإشارة هنا إلى أن مبابي هو وصيف الهدافين في البطولة الأوروبية هذا الموسم برصيد 8 أهداف، بفارق هدفين عن المهاجم النرويجي، إرلينغ هالاند، الذي سجل 10 أهداف حتى الآن، وما زالت أمام اللاعبين مباراتان يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين لرفع الغلة التهديفية أكثر.
سريع ومهاري
مبابي لاعب سريع جداً ومهاري جداً جداً. ببساطة عندما يستلم الكرة ينشرُ الخراب في كل مكان، بسبب قدرته على الانطلاق بالكرة دون خسارته وقدرته على المراوغة والتفوق في الثنائيات بطريقة رائعة، وأمام بايرن ميونخ، تفوق في معظم الثنائيات والمراوغات، ولم ينجح نجوم "البافاري" في إيقافه.
معظم هجمات باريس سان جيرمان الفرنسي كانت تعتمد على سرعة ومهارة كل من كيليان مبابي ونيمار دا سيلفا على أرض الملعب، إذ كانت الكرات تصل إليهما ثم ينطلقان في الهجمات السريعة عبر تحولات ضربت دفاع "البافاري" المُتقدم في أكثر من مرة.
تفوق مبابي بالسرعة والمهارة كان واضحاً أمام بايرن ميونخ، خصوصاً في التحولات السريعة، فاعتمد عليه بوتشيتينو لأنه يعرف جيداً أن فتح الملعب للفريق الألماني سيُكلفه غالياً، وعندما يملك المدرب لاعباً موهوباً مثل مبابي، قادراً على استلام الكرة تحت الضغط والمراوغة أو الانطلاق بسرعة، فلا خوف على اللعب بنظام المرتدات القاتلة، وهو الأمر الذي نجح بشكل واضح في المباراة الأوروبية.
حاسم وهداف أمام المرمى
يُعتبر مبابي من بين أفضل الـ"Finishers" في الكرة الأوروبية، ونسبة حسمه للفرص الخطيرة التي يحصل عليها في أي مباراة مرتفعة جداً. فمبابي أمام بايرن ميونخ مثلاً، حصل على 4 فرص خطيرة تقريباً، وسجل اثنتين منها بنسبة فعالية كبيرة جداً، ففي المباريات الصعبة يعتبر استغلال نصف الفرصة إنجازا كبيرا.
يملك مبابي القدرة على حسم الفرص التي يحصل عليها وهو القادر على حسم أي مباراة مثلما حدث أمام برشلونة و"البافاري"، فأربعة أهداف أمام النادي "الكتالوني" ذهاباً وإياباً وهدفان أمام بايرن ميونخ في الذهاب، تؤكد أن مبابي مهاجم هداف من أعلى طراز وضد الأندية الكبيرة بشكل خاص.
أمام بايرن ميونخ مثلاً ومن أول فرصة حصل عليها في المباراة سدد كرة ذكية خدعت الحارس الألماني، مانويل نوير، وهزت الشباك. أما في لقطة الهدف الثالث الحاسم مثلاً، فاستلم مبابي الكرة من وسط الملعب وانطلاق سريعاً وشق طريقه بين لاعبي بايرن، ثم سدد كرة ذكية جداً ثبّتت المدافعين والحارس في مكان واحد، ودخلت من الزاوية المعاكسة، هي طريقة تسجيل تعكس قدرة المهاجم الفرنسي على استغلال أي فرصة مهما كانت صعبة أو حتى من المستحيل تسجيلها.
وبالأرقام سجل مبابي 8 أهداف لفريق باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، بنسبة 38% من مجموع أهداف "الباريسي" في البطولة الأوروبية حتى الآن، إذ سجل الأخير في نسخة 2020-2021، 21 هدفاً في دور المجموعات والدور الـ16 وذهاب ربع النهائي.
يقود فريقاً لوحده
يملك باريس سان جيرمان قناصين قاتلين هما كيليان مبابي ونيمار دا سيلفا، هما قادران على إسقاط أي فريق مهما كان حجمه ومهما بلغت قوته. يمكن لمبابي ونيمار قيادة الفريق بأكمله، لأنهما يمتلكان السرعة والمهارة في التحركات والمراوغات وتسجيل الأهداف.
بالنسبة لمبابي الأمر سهل جداً، فالمدرب بوتشيتينو يعرف جيداً قدرات المهاجم الفرنسي، وعليه، يطلب منه دائماً السقوط للاستلام أو التوجه نحو الأطراف لخطف الكرة والانطلاق في مرتدات سريعة، تُسقط التنظيم الدفاعي لأي فريق.
وعليه، يُمكن لمبابي مثلاً أن يقود باريس لتحقيق الانتصارات، إذ إن سرعته ومهارته في التفوق على المدافعين، تمنحانه الأفضلية في اختراق دفاع أي فريق، ومن ثم استخدام مهارته وحسه التهديفي العالي في هز الشباك، وهذا السيناريو مثلاً تكرر أمام برشلونة الإسباني وبايرن ميونخ الألماني وبنفس الطريقة تقريباً.
وإذا كان مبابي يستلم الكرة في وسط الملعب وينطلق في الهجمات السريعة ويتفوق على لاعبي المنافس دون مشاكل كبيرة، لأن سرعته كبيرة وقدرته على المراوغة وتغيير الاتجاه مرتفعة جداً، ما يسمح له بتسجيل الأهداف وإراحة فريقه في أي مباراة، خصوصاً في لقاءات دوري أبطال أوروبا التي تحتاج لحسم أي فرصة خوفاً من تلقي الأهداف ومن بعدها الإقصاء بسبب فرصة ضائعة مثلاً، وعليه فإن مبابي هو من نوعية المهاجمين الذين يقودون مجموعة كاملة للانتصارات، وليست لديه أي مشكلة في ذلك، ومباريات برشلونة وبايرن ميونخ أكبر دليل على ما فعله المهاجم الهداف أمام مرمى الحارسين الألمانيين، مانويل نوير، ومارك أندريه تير شتيغن.
فهل يُتابع مبابي عروضه القوية مع باريس سان جيرمان ويقوده للتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا، قبل خوض منافسات "يورو 2020" مع المنتخب الفرنسي، أم أن رحلة مبابي ستتوقف في الدور ربع النهائي، في حال قلب بايرن ميونخ الطاولة في مواجهة الإياب؟