تُعد المشاركة في منافسات كأس العالم حُلماً لأي منتخب، نظراً لأهمية البطولة في عالم "الساحرة المستديرة"، حيث يتباهى اللاعبون بذلك، ويعتبرون الأمر نقطة مضيئة في مسيرتهم الاحترافية تمكنوا من تحقيقها.
لكن أن يشارك نادٍ إيطالي في منافسات كأس العالم، أمر لا يُمكن حدوثه نهائياً، خاصة أن المنافسة تقتصر فقط على المنتخبات، إلا أن ما حدث في مونديال 1934 الذي أقيم في إيطاليا، جعل الجميع يستغرب حينها ما حدث.
وتعود فصول الحكاية إلى السابع من شهر يونيو/حزيران عام 1934، عندما استضاف ملعب مدينة نابولي الإيطالية مواجهة تحديد المركز الثالث بين منتخب النمسا ومنافسه منتخب ألمانيا، وسط حضور جماهيري كبير.
وفي ذلك الوقت، لم تكن المنتخبات تحمل معها ملابس الزي الثاني لمواجهاتها، حيث لم تكن هناك أهمية لهذا الأمر، لأن الجماهير كانت تحضر في المدرجات، ولا تعطي ملاحظاتها، حتى لو خاضت الفرق بملابس ذات ألوان متقاربة، خاصة أن المباريات لم تكن تنقل عبر شاشات التلفزة حينها.
وبعد دخول منتخبي ألمانيا والنمسا إلى الملعب، لاحظت الجماهير أن اللاعبين يرتدون القميص الأبيض مع سروال أسود، ما أثار غضب المشجعين، الذين عبروا عن عدم قدرتهم على تمييز أي لاعب، الأمر الذي جعل الحكم يتدخل سريعاً.
وقام الحكم بإجراء قرعة لاختيار المنتخب الذي يجب عليه تغيير قميصه، لتكون من نصيب لاعبي النمسا، إلا أن المشكلة أن القائمين على الفريق لم يتملكوا القميص البديل، ليصار إلى اللجوء على وجه السرعة لحل سريع.
وتواصل القائمون على المنتخب النمساوي مع مخزن نادي نابولي في الملعب، ليُمنح بعدها لاعبو الفريق قمصان الفريق الإيطالي ذات اللون الأزرق، ما يجعل قميص الفريق الإيطالي أول من يلعب في كأس العالم.