استمع إلى الملخص
- رغم غيابات ريال مدريد المؤثرة، تمكن فليك من قيادة برشلونة للفوز في أول "كلاسيكو" له، متفوقاً تكتيكياً على المدرب كارلو أنشيلوتي.
- أثبت هانسي فليك جدارته بعد انتصاراته على البايرن والريال، مما رفع التوقعات حول قدرته على تحقيق المزيد من النجاحات مع برشلونة.
رغم الجدل الكبير، الذي أثاره تتويج الإسباني رودري بجائزة الكرة الذهبية على حساب البرازيلي فينيسيوس جونيور، لا يزال "كلاسيكو" إسبانيا، الذي شهد فوزاً تاريخياً كبيراً ومفاجئاً لنادي برشلونة الإسباني، يثير ردود الفعل، بحثاً عن الأسباب التي أدت الى تألق البرسا وسقوط الريال بذلك الشكل في الشوط الثاني، إذ كشفت صحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية أن المدرب الألماني، هانسي فليك، هو الذي صنع الفارق، عندما أكد بين شوطي المباراة لعناصره ضرورةَ الاستمرار في اعتماد دفاع الخط، حتى ولو استغل هجوم الريال بعض الفراغات، التي تظهر في مثل هذه الحالات، رغم أن لاعبي البرسا لم يتعودوا على منظومة دفاعية متقدمة في مبارياتهم، والمنافس كان ريال مدريد على ميدانه وأمام جمهوره .
وكانت خسارة الريال على ميدانه بالأربعة، وهو في أفضل أحواله، أمام برشلونة، قاسية ومؤلمة أثارت الكثير من التعليقات، لكن تأكيد أن هانسي فليك هو من صنع الفارق بجرأته وإصراره على المغامرة باعتماد الدفاع المتقدم لقي إجماعاً في أوساط المحللين، خاصة بعد أن أوقع هجوم الريال في وضعية التسلل 12 مرة، من بينها ثماني مرات وقع فيها المهاجم الفرنسي، كيليان امبابي، ما يؤكد نجاح خطته التي جربها في مواجهة البايرن بدوري أبطال أوروبا، قبل ثلاثة أيام من "الكلاسيكو"، وفاز فيها أيضاً بالأربعة، وأوقع فيها مهاجمي البايرن في خطة التسلل مراراً، لكن لا أحد كان يتوقع تكرار السيناريو أمام الريال بهذا الشكل وهذه الجرأة.
فليك كان يريد التضييق على خصمه الريال، وإبقاءه في منطقته والاحتفاظ بالكرة، خاصة في الشوط الثاني، عندما أقحم فرينكي دي يونغ بدلاً من فرمين لوبيز، فحافظ على شباكه نظيفة أمام أقوى المهاجمين في العالم، وسجل أربعة أهداف في الشوط الثاني بأفضل شكل، عجز فيه الريال عن الرد، وعجز مدربه الإيطالي، كارلو أنشيلوتي، عن إيجاد الحلول، واستسلم للأمر الواقع على غير عادته في سيناريو اتضح فيه أن فليك هو من تفوق على أنشيلوتي في غرف الملابس، وفي الشوط الثاني بالخصوص، الذي يعتبر بمثابة شوط المدربين من خلال النصائح التي يقدمونها، على ضوء مجريات الشوط الأول، الذي كان فيه الريال الأقرب إلى التهديف من برشلونة.
صحيح أن المجهود البدني الكبير المبذول في مواجهة دورتموند كان له تأثيره على مردود الريال، وغياب الحارس كورتوا والمدافع كارفخال والمهاجم رودريغو كان له تأثير على منظومة لعب الريال، لكن البرسا لعب أيضاً مباراة مرهقة أمام البايرن، وخاض "الكلاسيكو" في مدريد بمنظومة لعب مختلفة عن المعتاد، غامر بها المدرب الألماني، هانسي فليك، الذي صار أول مدرب يحقق الفوز في أول "كلاسيكو" يخوضه، منذ الأرجنتيني خيراردو مارتينو عام 2013، وأول مدرب يحقق الفوز في أول "كلاسيكو" على أرض الريال، منذ الإنجليزي تيري فينابلز عام 1984، ويبصم على تفوق لم يكن يتوقعه أحد بذلك الشكل وبتلك النتيجة العريضة.
وقضى المدرب الألماني، هانسي فليك، الذي خلف تشافي على رأس البرسا نهاية الموسم الماضي، نصف مشواره التدريبي مساعداً ليواكيم لوف على رأس المنتخب الألماني، طيلة ثماني سنوات، يهتم فيها بقاعدة البيانات وتفاصيلها الدقيقة، وقريباً جداً من اللاعبين، ثم جاءته فرصة تدريب البايرن، الذي حقق معه سداسية تاريخية، رفعت أسهمه وأعادته الى المنتخب الألماني مديراً فنياً، قبل أن يُقال، بعد خروجه من الدور الأول بكأس العالم 2022 في قطر، ثم يعود إلى الواجهة من بوابة البرسا، ويطيح البايرن والريال بالأربعة في ظرف ثلاثة أيام، يتضح من خلالها أنه كان العامل الرئيس في انتظار التأكيد، بعد أن رفع السقف عالياً.
وكان الريال يبدو أفضل على الورق، لكن بين شوطي المباراة وعلى الميدان كان برشلونة أحسن تنظيماً وأكثر جرأة وفاعلية، بفضل هانسي فليك الذي تفوق على أنشيلوتي.