كيف ساعد مونديال قطر الاتحاد المغربي للاستفادة من مواهب في أوروبا؟

28 فبراير 2023
تسعى عدة أسماء لتمثيل منتخب المغرب في المستقبل (Getty)
+ الخط -

شكّلت النتائج الإيجابية التي حققها منتخب "أسود الأطلس" في منافسات بطولة كأس العالم حافزاً لعدد من المواهب المغربية التي نشأت في أوروبا، من أجل ارتداء قميص المنتخب المغربي في الفترة المقبلة، فالتفاعل مع ما حققه المنتخب في المونديال جعل عدداً كبيراً من العناصر التي نشأت في القارة العجوز تُفكر بشكل جدي في تمثيل بلد الأصول بدلاً من بلد الإقامة.

المونديال ألهم الجميع

انعكس نجاح المنتخب المغربي في مونديال قطر بشكل إيجابي على المنتخب المغربي، إذ شرعت مجموعة من العناصر الشابة التي نشأت بالقارة الأوروبية في التعبير عن رغبتها بشكل واضح في دخول عرين منتخب "أسود الأطلس".

ودون أدنى شك، سيستفيد المنتخب المغربي من عدة لاعبين بارزين في الفترة المقبلة، باتوا يتسابقون من أجل تمثيل المنتخب المغربي، فبعدما كان الاتحاد المغربي لكرة القدم يبذل مجهودات كبيرة من أجل إقناع بعض اللاعبين أصحاب الجنسية المزدوجة للعب مع المنتخبات المغربية بمختلف فئاتها، فإن نجاح زملاء الحارس ياسين بونو في كأس العالم جعل عدة لاعبين من تلقاء نفسهم يعبرون عن رغبتهم في اللعب مع بلد الأصول، بل وينتظرون بفارغ الصبر أن يجدوا لهم مكاناً مع المنتخب المغربي.

فمع الكم الهائل من المواهب المنحدرة من أصل مغربي، والتي أصبحت تزخر بها العديد من الدوريات الأوروبية سيجد المدرب وليد الركراكي نفسه محتاراً في اختيار الأسماء التي ستنضم إلى صفوف منتخب المغرب، في ظل الرغبة الجامحة لعدة لاعبين في تمثيل البلد الذي ينحدر منه الأجداد والآباء.

ملحمة المونديال

مباشرة بعد خوض المنتخب المغربي نهائيات كأس العالم 2022، ظهر عدة لاعبين في أوروبا، يريدون الانضمام إلى صفوف المنتخبات المغربية، مثل شاهين فان بوهيمين، الظهير الأيسر لفريق أياكس أمستردام الهولندي صاحب الـ 18 سنة فقط، وإلياس بن الصغير موهبة موناكو صاحب الـ 17 سنة فقط، ومعه إلياس حسني لاعب فريق باريس سان جيرمان صاحب الـ 17 سنة أيضاً، بالإضافة لإسماعيل صيباري نجم فريق أيندهوفن الهولندي ومعه بنجامين بوشواري لاعب فريق سانت إتيان الفرنسي ورياض شادي مدافع فريق برشلونة الإسباني، وإبراهيم صلاح جناح فريق رين الفرنسي، وجميعها مواهب تنتظر دورها بفارغ الصبر من أجل دخول عرين منتخب "أسود الأطلس" في الفترة المقبلة، بحثاً عن التألق وفرض الذات داخل المنتخب المغربي، الذي أصبح ينفتح كثيراً في الآونة الأخيرة على اللاعبين المغاربة من أبناء المهجر.

الفرصة للشباب

بعدما حرص المدرب وليد الركراكي على اصطحاب الثنائي بلال الخنوس، نجم فريق جينت البلجيكي، ومعه أنس زروري لاعب بورنلي الإنكليزي، لحضور نهائيات كأس العالم في قطر، ورغم أن الثنائي الأخير لم يكن من الركائز الأساسية التي حضرت في مباريات المونديال، إلا أن وجودهما شكّل للعديد من أبناء الجالية المغربية، سواء في إسبانيا أو فرنسا وهولندا وبلجيكا وإيطاليا، مصدر فخر.

الأمر الذي جعل الكثير من العناصر التي تملك جنسية مزدوجة تقرر منذ حداثة سنها ضرورة اللعب لبلدها الأصلي المغرب، وهو الأمر الذي سيسهل مهمة كشافي الاتحاد المغربي في أوروبا الذين كانوا يعانون في وقت مضى، من أجل إقناع اللاعبين بتمثيل المنتخب المغربي، خصوصاً بعدما كان منتخب "أسود الأطلس" غارقاً في خيبات النتائج على المستوى القاري، ولا يستطيع التأهل إلى المونديال.

مرحلة الحسم

كانت مرحلة ما بعد مونديال قطر حاسمة أمام عدد من اللاعبين الذي قرروا مؤخراً الانضمام إلى صفوف المنتخبات المغربية، وعليه بدأ كشافة الاتحاد المغربي لكرة القدم في أوروبا دراسة مجموعة من الملفات من أجل وضعها أمام أنظار المدير الرياضي للاتحاد المغربي، البلجيكي، كريس فان بويفيلد، الذي يدرك أهمية الاستفادة من النتائج التي حققها "أسود الأطلس" في المونديال.

ويسعى الأخير لاستثمارها على أكمل وجه من أجل استقطاب أكبر عدد من اللاعبين في الفترة المقبلة، إذ يُركز كثيراً على ضرورة جلب اللاعبين المتفوقين والمتألقين، بعدما أدرك أن بعض العناصر من أصحاب الجنسية المزدوجة يسعون لاستغلال هذا الجانب من أجل فرض حضورهم مع المنتخبات المغربية، خصوصاً أن رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم فوزي لقجع نبّه في أكثر من مناسبة إلى ضرورة الاهتمام فقط باللاعبين الذين بإمكانهم مساعدة المنتخب المغربي على التوهج.

وليس كل من يحمل جوازاً أحمر بإمكانه أن يمثل المغرب في المنافسات القارية والدولية على حساب اللاعبين المحليين، خصوصاً في ظل الاهتمام الكثير الذي أصبح يوليه الاتحاد المغربي للمنتوج المحلي، وأيضاً لخريجي أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، الذين ينافسون المغتربين في صفوف كافة المنتخبات المغربية، مثلما كان عليه الحال خلال منافسات مونديال قطر، إذ مثل منتخب "أسود الأطلس" مزيج من اللاعبين الذين ترعرعوا في أوروبا وآخرين تلقوا تكوينهم بالمغرب.

المساهمون