كوبا أميركا 2021... افتتاح المنافسات بقمم مهمة

13 يونيو 2021
البرازيل ستواجه فنزويلا في اللقاء الافتتاحي (Getty)
+ الخط -

بعد شد وجذب استمر لفترة طويلة، ستنطلق بطولة كوبا أميركا 2021 في البرازيل فجر الإثنين (الساعة 12 ليلاً بتوقيت الدوحة، أي الأحد ليلاً بتوقيت غرينتش بتمام العاشرة مساءً)، بلقاء يجمع صاحب الأرض أمام نظيره الفنزويلي، ومواجهة أخرى لحساب المجموعة الثانية أيضا، بين كولومبيا والإكوادور.

وتبدو كتيبة "السيليساو" الأقرب لتجاوز مواجهة الافتتاح والذهاب بعيدا بالمسابقة، في تشكيلة يغلب عليها طابع الاستقرار تحت قيادة مديره الفني تيتي، وهو ما يظهر في الانطلاقة القوية بتحقيق 6 انتصارات متتالية في التصفيات المؤهلة لكأس العالم (قطر 2022).

ونجح منتخب البرازيل، بطل النسخة الماضية، في الدفاع عن اللقب، بأكثر من مناسبة، حيث نجح بهذا الإنجاز مرتين بالفوز بنسختي (بوليفيا 1997) وباراغواي 1999. وكرر رفاق نيمار المشهد بالفوز بلقبين متتاليين عامي 2004 و2007، وأمامه فرصة ثمينة وقوية للغاية في الدفاع عن اللقب الذي حققه في 2019 عندما استضاف البطولة. واستضافت البرازيل كوبا أميركا في 5 مناسبات سابقة، نجحت في كل مرة فيها الصعود إلى منصة التتويج بالكأس أعوام 1919 و1922 و1949 و1989 و2019، وهي مفارقة تاريخية تعزز أيضا من فرص السامبا في التتويج بنسخة 2021. وكالعادة تملك البرازيل، وفرة في المواهب لاختيار التشكيلة منها، إذ يكافح لاعبون مثل إيدرسون حارس مانشستر سيتي وزميله المهاجم غابرييل جيسوس، بالإضافة إلى ثنائي ليفربول فابينيو وروبرتو فيرمينو، للعثور على مكان في التشكيلة الأساسية.

وتعامل المدرب تيتي بخبرة مع غرور لاعبيه والأمور الفنية، وسيكون واثقا من حصد البرازيل لقبها العاشر في البطولة. كما ستلعب ضد كولومبيا والإكوادور وبيرو في المجموعة الثانية، لكن في الحقيقة هذه البطولة تدور حول إعداد المنتخب لكأس العالم 2022 في قطر.

ونالت البرازيل لقب كأس العالم لآخر مرة في 2002، والغياب 20 عامًا عن منصة التتويج فترة طويلة بالنسبة لمنتخب السامبا، لكن المقلق هو أنه بغض النظر عن مدى تألقها أمام جيرانها، فقد لا تكون جاهزة لمنتخبات أخرى.

وكتب توستاو لاعب السامبا السابق، بعد الفوز على الإكوادور في تصفيات كأس العالم الأسبوع الماضي "لعبت البرازيل كما تفعل عادة. ما يكفي للتغلب على المنافسين في أميركا الجنوبية، لكن القلق ما زال قائما عندما تواجه أفضل المنتخبات الأوروبية". وسيكون المنتخب الفنزويلي، الذي لم يحصد اللقب في مناسبة سابقة، أمام تحدٍ صعب من خلال مواجهة صاحب الأرض، الذي يتمتع بسجل مبهر على مستوى البطولة القارية.

وفي اللقاء الثاني، سيلتقي منتخب كولومبيا نظيره الإكوادوري على ملعب "أرينا بانتانال"، حيث سيكون المتوج بنسخة 2001، أمام مهمة الذهاب بعيدا بالبطولة، وهو الذي سيخوض المنافسات من دون لاعب ريال مدريد السابق خاميس رودريغز المستبعد، الأمر الذي أثار دهشة اللاعب نفسه، بعد أن تم الإعلان عن أن صانع الألعاب، لم يصل بعد إلى المستوى البدني المتوقع، في الوقت الذي كشفت فيه تقارير صحافية، أن لاعب إيفرتون، كان حريصا على الحصول على مزيد من الوقت من أجل التعافي تماما من مشاكله الجسدية، وطلب البقاء بعيدا عن الفريق بفترة راحة لفترة أطول قليلا، وهو ما لم تتم الموافقة عليه، حيث كان يهدف لتفويت مباراة بيرو في التصفيات، ثم الاستعداد للانضمام إلى زملائه في منتخب كولومبيا بعد مباراتهم الأولى في منافسات كوبا أميركا.

وفي الأيام الماضية، عانت البطولة القارية كثيرا، حتى تم اتخاذ قرار إقامتها، بدءا من أزمتها مع جائحة فيروس كورونا وتأجيل نسخة 2020 إلى العام الحالي، وهو الأمر الذي أجبر أستراليا وقطر، المشاركتين ببطاقة دعوة، على الانسحاب بسبب تضارب المواعيد لتصبح البطولة مكونة من مجموعتين كل منهما من 5 بدلًا من 6 منتخبات. وبدلا من العودة للنظام القديم، أصر اتحاد أميركا الجنوبية على تأهل الفرق الأربعة الأولى في كل مجموعة إلى دور الثمانية، مما يعني استبعاد اثنين فقط من الفرق العشرة بعد الدور الأول. وقرر الاتحاد القاري، اتباع النموذج الأوروبي في التنظيم خلال السنوات الأخيرة، وكان من المفترض أن تصبح بطولة العام الحالي هي الأولى بتنظيم مشترك بين كولومبيا والأرجنتين.

وفي مايو/ أيار، أي قبل أقل من شهر من انطلاق المنافسات، تم استبعاد كولومبيا من التنظيم بسبب الاضطرابات المحلية في البلاد، وبعد ذلك بقليل انسحبت الأرجنتين من التنظيم جراء الزيادة في أعداد المصابين بكورونا، ولجأ الكونميبول للبرازيل لإنقاذ الموقف. ووافق الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو على استضافة البطولة، قبل أقل من أسبوعين من انطلاقها، على الرغم من سجل البلاد المقلق في أعداد المصابين بفيروس كورونا.

وشهدت البرازيل وفاة ما يقرب من نصف مليون شخص جراء العدوى، بمعدل أعلى من 1600 حالة وفاة يومية، وهو أكثر من أي دولة أخرى ما عدا الولايات المتحدة. وبدا أن القرار الذي اتخذه روجيريو كابوكلو رئيس الاتحاد البرازيلي، أغضب لاعبي منتخب بلاده، الذين وعدوا باتخاذ موقف، وذكرت وسائل إعلام محلية أن اللاعبين رفضوا اللعب في البطولة، حيث كتب اللاعبون في مواقع وسائل التواصل "لأسباب مختلفة، سواء كانت إنسانية أو مهنية، لسنا راضين عن الطريقة التي تعامل بها الكونميبول مع كوبا أميركا"، وأكدوا أنهم لا يريدون اتخاذ موقف سياسي، ولم يذكروا كابوكلو أو الاتحاد البرازيلي أو بولسونارو، ناهيك عن الوباء في بيانهم، قبل أن يتراجعوا عن قرارهم.

وفي وقت سابق منحت المحكمة العليا في البرازيل الضوء الأخضر، لإقامة بطولة كوبا أميركا على أرض "راقصي السامبا"، وأشارت إلى أن أغلبية القضاة في المحكمة رفضوا الطعون المقدمة، من أجل إيقاف تنظيم البطولة في البرازيل. وانسحب العديد من الرعاة الرئيسيين للبطولة، علما بأن فعاليات كوبا أميركا ستقام من دون حضور الجماهير بسبب جائحة كورونا.

المساهمون