كواليس الإقالة الجماعية في النادي الأفريقي التونسي

11 مايو 2024
من مباراة الأفريقي وبيتروليوس الأنغولي في ملعب حمادي العقربي، 3 مارس 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- النادي الأفريقي التونسي يعلن فسخ عقد المدرب منذر الكبيّر ودياً بعد خسارة قاسية أمام الاتحاد المنستيري، ويعين كمال القلصي مؤقتاً، مع إقالة كامل الجهاز الفني والإداري والطبي.
- إدارة النادي تحمّل الجهاز الطبي مسؤولية الإصابات المتكررة للاعبين، وتبرز أزمة غيث الصغير كمثال على فقدان الثقة في الجهاز الطبي.
- اللاعبون يفقدون الثقة في المدير الرياضي صابر خليفة، متهمين إياه بتطبيق تعليمات الإدارة فقط، والنادي يعد باتخاذ قرارات تأديبية ضد اللاعبين المتخاذلين.

أعلن النادي الأفريقي التونسي في بيان رسمي، فجر السبت، عن فسخ عقد المدرب التونسي منذر الكبيّر، مباشرةً بعد الخسارة القاسية التي تعرض لها الفريق أمام الاتحاد المنستيري بأربعة أهداف نظيفة، الجمعة، ضمن منافسات الجولة السابعة لمرحلة التتويج من بطولة الدوري التونسي لكرة القدم.

وأكد النادي الأفريقي أن إنهاء العلاقة مع الكبيّر "حصل بطريقةٍ وديةٍ بين الطرفين، بعد التوصل إلى اتفاقٍ معه بخصوص مستحقاته المادية، وقررت إدارة النادي تعيين مدير اللجنة الفنية، المدرب كمال القلصي، خلفاً له بشكلٍ مؤقتٍ"، دون الإشارة إلى هوية البديل الذي سيتعاقد معه النادي.

كذلك أعلن الأفريقي إقالة كامل أعضاء الجهاز الفني والإداري والطبي من مهامهم. وفي هذا السياق كشف مصدرٌ من إدارة النادي، فضّل عدم ذكر اسمه، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، أنّ القرار يشمل كذلك المدير الرياضي صابر خليفة، وسط غضبٍ كبيرٍ من المسؤولين على مساعدَي الكبيّر، أحمد التويهري ومحمد الحاج علي.

وكان الثنائي المساعد يحظى بدعم الرئيس المستقيل يوسف العلمي، وعبّر الكبيّر في عددٍ من المرات عن انزعاجه من العمل معهما، لكن العلمي كان يحرص دائماً على استمرارهما. وتفيد الكواليس من داخل النادي، بحسب المصدر، أنّ المساعدَين تسببا في مشاكلَ بين اللاعبين والإدارة، ووُجّهت لهما اتهاماتٌ بعرقلة كل المدربين الذين عملا إلى جانبهم، وخاصةً سعيد السايبي وبعده الفرنسي جون ميشال كافالي. 

أما بشأن إقالة الجهاز الطبي، فقد كشف المصدر نفسه أيضاً أنّ إدارة النادي الأفريقي حمّلت الجهاز مسؤولية الإصابات المتكررة للاعبين، وأبرزهم نجم الفريق غيث الصغير الذي فجَّر أزمةً داخل الفريق، إذ تشير الوقائع إلى أن طبيب النادي أعلم المسؤولين في البداية بأن موسم غيث انتهى باكراً، وأنه لن يقدر على العودة، قبل أن يتوجه اللاعب إلى طبيبٍ ومدرب لياقةٍ من خارج النادي، مشككاً في التشخيص الذي قام به الطبيب وبرنامج التأهيل البدني الذي أخَّر عودته إلى الملاعب.

وبعد تلك الحادثة، فقد بقية اللاعبين المصابين الثقة في الجهاز الطبي للنادي، خصوصاً أن غيث استأنف نشاطه بعد ستة أشهر من الغياب، وتوجّهوا إلى مدرب اللياقة نفسه الذي عمل على عودة الصغير، في إشارةٍ واضحةٍ إلى أن الجهاز الطبي للنادي بات مصدراً للمشكلات الصحية التي حرمت الفريق من عدة لاعبين هذا الموسم.

ويبدو أن صابر خليفة فقَدَ هو الآخر ثقة اللاعبين، الذين اتهموه بتطبيق تعليمات العلمي والسير وفق ما تريده الإدارة فقط، دون التفكير في مصلحة اللاعبين، خصوصاً عندما أضربوا عن التدريبات للمطالبة بمستحقاتهم المادية، واستبعدوه حينها من مجموعة "واتساب" الخاصة بهم، واتهموه بتسريب محادثاتهم إلى العلمي.

وأثار النادي الأفريقي كثيراً من التساؤلات، عندما أكد في ختام البيان أنه "سيتخذ قراراتٍ تأديبيةً وتحميل المسؤولية كاملةً للاعبين المتخاذلين في حقّ النادي"، وسط حديثٍ في الكواليس عن تورط بعض العناصر في شبهة التخاذل، خلال لقاء المنستيري، تعبيراً منهم ربما عن غضبهم بسبب عدم حصولهم على مستحقاتهم المادية لمدة ستة أشهر، أو بهدف إطاحة بالمدرب، إلى حين الكشف رسمياً عن المغزى الحقيقي لما أشار إليه الأفريقي في البيان.

المساهمون