كل شيء كان حاضراً في مونديال قطر

06 ديسمبر 2022
قدمت قطر صورة استثنائية خلال المونديال (Getty)
+ الخط -

كل شيء كان حاضراً في مونديال قطر الى غاية انتهاء مباريات الدور الأول من كل الجوانب الفنية والجماهيرية والتنظيمية، وحتى الإعلامية رغم حملات التضليل التي تعرض لها قبل البطولة وأثناءها، في الدوحة وخارجها من أصحاب النفوس المريضة الذين لا يعجبهم العجب، إذ كان التنظيم استثنائياً، والحضور الجماهيري قياسياً، والمستوى الفني فوق كل التوقعات، بما في ذلك بالنسبة للمنتخبات التي تعتبر صغيرة، أو تلك المصنفة ضمن خانة الكبار، والتي خرجت في الدور الأول على غرار ألمانيا، بلجيكا، الدنمارك والأوروغواي، فاسحة المجال أمام منتخبات القارة الصفراء، وبدرجة أقل المنتخبات الأفريقية التي لم تخيب الآمال من حيث المردود، كما حضر في مونديال قطر العلم الفلسطيني والروح العربية والإسلامية، وغابت الكحول لأول مرة في تاريخ كأس العالم.

الحضور الجماهيري كان كبيراً رغم موعد البطولة الشتوي الذي لا يناسب الموظفين والطلبة في كل أنحاء العالم لكي يتنقلوا إلى الدوحة بأعداد أكبر، لكن مدرجات الملاعب كانت مكتظة بالمشجعين الذين بلغ عددهم في مباريات الدور الأول 2,456,050 بمعدل أكثر من 51 ألف مشجع في كل مباراة، ما يُعادل 94% من السعة الاستيعابية للملاعب الثمانية التي احتضنت البطولة إضافة الى مئات الآلاف الذين غصت بهم مناطق المشجعين التي خصصتها قطر للزوار الذين لم يتمكنوا من الحصول على تذاكر حضور المباريات، خصوصا من أنصار المنتخب السعودي الذين فاق عددهم 100 ألف مشجع دخلوا الأراضي القطرية، وصنعوا أجواء استثنائية طيلة مباريات دور المجموعات.

دخول المشجعين الى الدوحة عبر مطار حمد الدولي والمعابر الحدودية كان قمة في اليسر والانسيابية، قبل انطلاقة المونديال وأثناء المباريات والفعاليات المرافقة التي تحتضنها الدوحة، كما كانت تنقلاتهم سلسة بواسطة المترو والحافلات مجاناً، و كانت إقامتهم مريحة في الفنادق والمجمعات السكنية التي خصصت لهم، وكان الأمن موفقاً في ضمان سلامة الجميع خاصة مع منع تناول الكحول في محيط الملاعب وداخلها، حيث اختفت مظاهر الشغب والعنف التي كانت تميز نهائيات كأس العالم السابقة عبر التاريخ، وفسحت المجال للمتعة الكروية، والأهداف التي بلغت 120 في دور المجموعات بمعدل 2,5 هدف في كل مباراة، مع مشاركة التحكيم النسوي في إدارة المباريات لأول مرة في تاريخ نهائيات كأس العالم.

المستوى الفني للبطولة كان متقاربا الى حد بعيد، سمح لأول مرة في التاريخ بتأهل منتخبات من كل القارات  إلى ثمن النهائي، من بينها ثلاث منتخبات آسيوية، أبدعت بقيادة اليابان التي أخرجت ألمانيا من البطولة وفازت على إسبانيا في دور المجموعات قبل أن تخرج أمام كرواتيا في ثمن النهائي بركلات الترجيح، وكوريا الجنوبية التي عبرت إلى الدور الثاني بعد فوزها على البرتغال، مثلما فعلت السعودية عندما أطاحت بالأرجنتين في الجولة الأولى، وأسالت العرق البارد لبولندا، قبل أن يغلبها الإرهاق في المباراة الثالثة أمام المكسيك، بروح عالية.

كما وظهرت أيضاً على المنتخبات العربية الأخرى مثل تونس التي فازت على المنتخب الفرنسي حامل اللقب، والمغرب الذي احتل ريادة ترتيب مجموعته بعد تعادله أمام وصيف بطل العالم كرواتيا، وفوزه على بلجيكا، ثم كندا في المباراة الثالثة، ويتأهل الى ثمن النهائي رفقة السنغال عن القارة السمراء.

الروح العربية والهوية الإسلامية كانت حاضرة في مونديال قطر، الذي حضر فيه العلم الفلسطيني في كل مكان، وشجع فيه سمو الأمير ووالده وكل أفراد عائلته المنتخبات العربية واحتفلوا أمام الملأ بالإنجازات المحققة في صور معبرة فعلاً، تحسب لأهل قطر الذين وسعت قلوبهم الجميع بما في ذلك أولئك الجاحدون المطالبون بالاعتذار من قطر بعد نهاية البطولة.

المساهمون