كرة القدم تثير أزمة أولى في الألعاب الأولمبية

22 مارس 2024
نجوم كرة القدم يرغبون في المشاركة في الأولمبياد (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- كرة القدم تكتسب أهمية في الألعاب الأولمبية رغم أن الرياضات الجماعية لا تؤثر كثيرًا في ترتيب الدول، وغياب نجوم الصف الأول يقلل الاهتمام لكن دول مثل البرازيل والأرجنتين توليها أهمية كبيرة.
- تعيين تيري هنري كمدرب للمنتخب الفرنسي ورغبة نجوم مثل مبابي وبنزيمة في المشاركة يزيد الاهتمام بكرة القدم الأولمبية، مما يشير إلى تغيير في نظرة اللاعبين للألعاب.
- الجدل حول مشاركة اللاعبين يتصاعد بسبب معارضة الأندية الكبرى، مما يضع القوانين الرياضية تحت الاختبار ويتوقع أن تكون ألعاب باريس نقطة تحول في علاقة النجوم بالألعاب الأولمبية.

يُسيطر الحديث عن كرة القدم أكثر من بقية الرياضات الأخرى، للمرة الأولى، في سجّل الألعاب الأولمبية، ذلك أن هذا الاختصاص لا يعتبر مهماً بالنسبة إلى الجماهير أو البلدان المشاركة، باعتبار أن الرياضات الجماعية لا تساهم بقدر كبير في تحسين ترتيب الدول في جدول الترتيب العام، رغم كثرة عدد اللاعبين في كل فريق.

كما أن غياب نجوم الصف الأول عادة ما يجعل منافسات كرة القدم لا تحظى بمتابعة كبيرة خلال الأولمبياد، بما أن المنتخبات المشاركة تكون محرومة من اللاعبين البارزين الذين يصنعون الفرجة، ولهذا فإن الاهتمام يكون محدوداً، إلا لدى بعض الدول التي لا تملك تقاليد تُذكر في الرياضات الفردية، وبالتالي تحاول أن تصنع الحدث عبر منافسات كرة القدم، أو التي تملك تقاليد كبيرة في هذه الرياضة مثل منتخبات البرازيل والأرجنتين التي تعطي أهمية لكرة القدم.

ومنذ أكثر من عام، انطلق الحدث عن منافسات كرة القدم في الأولمبياد، خاصة في المنتخب الفرنسي، باعتبار إقامة البطولة في باريس، وذلك منذ أن اختار الاتحاد الفرنسي تعيين هدّافه التاريخي السابق تيري هنري مدرباً لقيادة فرنسا في هذه النسخة من الألعاب، في خطوة كان يُنظر منذ البداية إلى أن الهدف منها هو زيادة التحفيز لدى عناصر المنتخب على التألق بوجود لاعب كبير وأحد أفضل اللاعبين في تاريخ فرنسا، وبطل العالم 1998 وأوروبا 2000.

ومع اختيار هنري، انطلق الحديث عن إمكانية لوجوء المنتخب الفرنسي إلى ثلاثة نجوم من الصف الأول للمشاركة في الألعاب ضمن الثلاثي الذي تجاوزت سنه 23 عاما ليكون حاضراً في البطولة، وذلك لتعويض خيبة البطولة الماضية، عندما اختار مدرب فرنسا ثلاثة لاعبين غير معروفين فكان الحصاد كارثياً.

كما أشعل كيليان مبابي، قائد منتخب فرنسا، الجدل عندما أعلن صراحة عن رغبته في المشاركة في البطولة، في خطوة وجدت دعماً كبيراً من الجماهير الفرنسية، التي حيّت حرص نجمها الأول على تمثيل بلاده ومحاولة حصد اللقب، وبعدها جرى تداول العديد من الأسماء من بينهم نجوم اعتزلوا دولياً مثل رفايال فاران وهوغو لوريس.

وقد اشتد الجدل في الساعات الماضية مع انتشار أخبار تؤكد أن كريم بنزيمة يرغب بدوره في أن يمثل منتخب فرنسا في هذه الألعاب، وهو ما جعل كل الصحف الفرنسية تهتم بالموضوع بما أن بنزيمة اعتزل العام الماضي، وتسبب في أزمة في كرة القدم الفرنسية بخلافه المعلن مع المدرب ديدييه ديشان، ومنحه فرصة المشاركة في الألعاب قد يكون تمرداً على ديشان، ويعيد الجدل إلى نقطة البداية في فرنسا، بعد أن أثار اعتزال بنزيمة تعاطفا ًمن قبل الجماهير التي ساندته.

كما يعيش منتخب الأرجنتين على وقع الألعاب الأولمبية مع إعلان المدرب ماسكيرانو عن رغبته في أن يكون زميله السابق في نادي برشلونة ومنتخب التانغو ليونيل ميسي حاضراً في البطولة، وهو أمر ترحب به الجماهير الأرجنتينية، ولكن الوضع الصحي لميسي بدأ يطرح الكثير من الأسئلة مع تواتر إصاباته مع فريقه إنتر ميامي.

كما أن الثلاثي الذي قد يدعم صفوف منتخب المغرب في الدورة يطرح بدوره جدلاً باعتبار أن منتخب المغرب يملك الكثير من النجوم والأسماء القادرين على تقديم الإضافة، وآخرهم إبراهيم دياز، الوافد الجديد على "أسود الأطلس"، وبالتالي سيكون من الصعب معرفة الأسماء التي قد تشارك في البطولة. وهذا الأمر يهم بقية المنتخبات الأخرى، ذلك أن الجدل قد يطرح مستقبلا في المنتخب المصري بشأن محمد صلاح وبقية الأسماء.

في الأثناء، تكرّر الجدل بخصوص موقف الأندية، وخاصة القوية منها، التي تُعارض تسريح لاعبيها وفي مقدمتها ريال مدريد الإسباني، ذلك أن النادي الملكي، مثل بقية الأندية القوية الأخرى، يقوم بجولات صيفية لخوض المباريات الودية وتحضير الموسم الجديد، وإضافة إلى الجانب الرياضي المهم في هذه الجولات، فإن الجانب الاقتصادي والمالي مهم للغاية، ذلك أن الأندية مرتبطة بعقود ضخمة مع شركات وعقود رعاية، تفرض حضور أبرز النجوم لإنجاح الدورة وضمان حضور الجماهير، وبالتالي، فإن غياب لاعبين بارزين يجعل الأندية في ورطة، إضافة إلى أن المشاركة في الأولمبياد يكون لها تأثير على الجهوزية البدنية للاعبين، لا سيما مع إقامة بطولة أوروبا وأيضاً كوبا أميركا خلال أسابيع قليلة قبل انطلاق الألعاب الأولمبية، وهذا ما يسبب إشكالا بدنيا بالنسبة إلى اللاعبين مع طول الموسم الأوروبي وقوته إثر التعديلات الجديدة على دوري أبطال أوروبا.

ولهذا، فإن الأندية ترفض تسريح اللاعبين، والقوانين في صفها ولا يمكن إجبار أي فريق على تسريح لاعبيه في تلك الفترة، وإمكانية التصادم بين النجوم والأندية قائمة بشكل كبير مع إصرار العديد من المدربين على حضور اللاعبين في بداية التحضيرات وعدم انشغالهم بالألعاب الأولمبية، ولهذا سيكون الجدل كبيراً في الأسابيع القادمة بخصوص اللاعبين الذين سيشاركون في الأولمبياد، وخاصة الذين تجاوزت سنهم 23 عاما، ذلك أن نسخة باريس تُغري كل النجوم بالحضور والمشاركة ورفع التحدي.

وقد تكون هذه النهائيات نقطة تحول في علاقة النجوم بالألعاب، بعد أن شهدت الدورات السابقة عزوفا من اللاعبين، ولكن الأمر قد يتغير هذه المرة خاصة في حال تأكد حضور مبابي وميسي، إضافة إلى بقية النجوم في المنتخبين بما أن فرنسا والأرجنتين تملكان الكثير من المواهب دون 23 عاماً، ما سيجعل البطولة الأقوى فنياً.

المساهمون