جدد ميسي عقده مرة أخرى في شهر سبتمبر بموسم 2009-2010 بعد النجاح الذي حققه في الموسم الأول لبيب جوارديولا حيث ارتفع راتبه إلى 12 مليون يورو بجانب حوافز بقيمة مليون ونصف مليون يورو إذا ما لعب عدداً معيناً من المباريات في كل البطولات، إلا أن قيمة الشرط الجزائي ارتفعت لـ250 مليون يورو.. كان مشروع الفريق حول ليو يسير بصورة جيدة.
العالم ليس مكاناً جميلاً لذا بدأت في الظهور بسبب آخر صفقات النادي الذي جاء لتعويض رحيل الكاميروني صمويل إيتو وهو السويدي زلاتان إبراهيموفيتش.
كانت المشكلة الرئيسية بالنسبة لجوارديولا هذا الموسم تتمثل فيمن سيلعب على جانب الملعب ومن في قلب الهجوم، حيث لم يستقر بيب على قرار واضح لأن زلاتان كان يطالب بدور البطولة وأن يكون مرجعية الفريق وهو الأمر الذي يخص ميسي.
لم يكن مستوى زلاتان سيئاً بالمرة مع برشلونة حيث أنه كان وصل لمعدل تهديفي جيد للغاية عند ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال أمام أرسنال حينما سجل هدفين ليرتفع رصيده في الـ"تشامبيونز" إلى أربعة أهداف والليجا لـ15 هدفاً، أي أكثر من بإيتو في الموسم السابق بهدفين في تلك الفترة من الموسم.
لم يكن ليو راضياً عن نفسه في هذه المباراة تحديداً بل أن تشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا قاما بتأنيبه، لذا فإنه في مباراة العودة تكفل بتسجيل أربعة أهداف في المباراة التي فاز بها النادي الكتالوني 4-1.
في نصف النهائي، كان ليو وبرشلونة على موعد مع إنتر مورينيو ولكن جوارديولا كان أول من خان نفسه بل وربما فريقه في مباراة الذهاب حينما قرر معارضة حدسه والقرارات التي اتخذها طوال الموسم واللعب بإبراهيموفيتش كرأس حربة، ثم غيره قبل الشوط الثاني ولكن المباراة انتهت بخسارة الفريق الكتالوني بثلاثة أهداف لواحد.
في مباراة العودة أصر على نفس الفكرة ولعب بإبراهيموفيتش مجدداً كرأس حربة ولكن الأمر لم يستمر سوى ساعة واحدة حتى قام بتغيير الخطة حيث لم يسعفه هدف بيكيه في التأهل، ولكن بخلاف الخروج من إنتر مورينيو كان على وشك خسارة الرابطة التي صنعها مع ليو.
كان إبراهيموفيتش خلال هذا الموسم يشعر أن صعود ليو صاحب الـ22 عاماً يعرقل تقدمه وطالب جوارديولا هذا الموسم أكثر من مرة ضرورة أن يساعده ليو بصورة أكثر، ولكن بيب لم يكن في الكثير من الأحيان لديه شيء ليقوله له لأن الفريق كان يسير في اتجاه آخر.
يقول جوزيب ماريا مينجيلا أول وكيل لميسي "في كرة القدم يوجد دائماً لاعب مثل مدير الأوركسترا هو الأكثر تأثيراً والذي يحدد خطة وتشكيل الفريق، هذا الأمر حدث على مر التاريخ مع دي ستيفانو أو كرويف الذي كان الآمر الناهي في الفريق، الأمر لا يتعلق بمناقشة مدى جودة إيتو أو ابراهيموفيتش، هما لاعبان رائعان، بل البحث عن أفضل أسلوب لاعب يتماشى مع أبرز نجوم".
كيف كان ميسي سبباً في كسر العلاقة بين بيب وزلاتان؟ هل يتعلق الأمر بالتطور التكتيكي لميسي الذي كان يتطلب مساحة؟ أم بوجود لاعب لا يقبل تغيير ما اعتاد عليه لتحقيق مصلحة الفريق؟
كان إبرا دائماً بمثابة البطل في كل الأندية التي لعب لها، هذا هو ما كان يطلبه، لم يكن لديه استعداد لصناعة ممر شرفي وبدني مجازي لصالح ليو، ولكنه أيضاً لم يكن يعرف القيام بتلك التحركات التي تمنح البرغوث المساحة اللازمة، ومن الطبيعي تنكسر العلاقة أنه حينما يطلب من لاعب بهذا الحجم القيام بأشياء لا يعرفها.
يقول إبراهيموفيتش في سيرته الذاتية "بدأت كل الأمور جيداً ولكن بعدها ميسي تحدث وطلب، ميسي رائع ولكن لا أعرفه جيداً، نحن مختلفان، وصل لبرشلونة وعمره 13 عاماً والفريق يدور حوله وهو أمر طبيعي لأنه ذكي ولكن بعدها وصلت أنا وكنت أسجل أكثر منه لذا ذهبت لجوارديولا وأخبرته إنني لا أرغب اللعب في الجانب الأيمن، وأرغب اللعب في قلب الهجوم، ولكن بيب لم يهتم، كل الكرات كانت تمر بميسي ولم يكن اللعب بأسلوبي، يجب أن أكون حراً مثل العصفور، أنا ذلك الرجل الذي يرغب دائماً في صناعة الفارق، ولكن جوارديولا قدمني كأضحية، هذه هي الحقيقة".
ما لا يقوله زلاتان في كتابه هو ليس الحقيقة الكاملة للحوار الذي دار بينه وجوارديولا، حيث إنه حينما طلب الأمر منه محور الموضوع حول نفسه وليس الفريق حيث قال له "القزم يجب أن يرحل"، ولكن في نهاية الموسم كان العملاق هو الذي رحل.
اقرأ أيضاً
(كتاب ميسي 28)..الكرة الذهبية ومونديال الأندية
(كتاب ميسي 27)..نهائي روما وبداية عداوة ميسي ورونالدو
(كتاب ميسي 26).. رباعية بايرن والمهاجم الوهمي وسداسية البرنابيو
(كتاب ميسي 25)..غوارديولا يبدأ في صقل الأسطورة
(كتاب ميسي 24).. أزمة أولمبياد بكين وملحق دوري الأبطال
(كتاب ميسي 23)..لابورتا يجعل ميسي أساس البرسا
(كتاب ميسي 22)..ميسي ولعنة الإصابات
(كتاب ميسي 21).."هاتريك" الكلاسيكو وهدف خيتافي المارادوني
(كتاب ميسي 20).. مونديال 2006 وإهانات متنوعة بحق ليو
(كتاب ميسي 19).. ميسي يبكي مجددا في باريس
(كتاب ميسي 18)..أزمة ميسي ومورينيو والمسرح الكتالوني
(كتاب ميسي 17)..بطاقة حمراء وبكاء و"صيف إيطالي" متوتر
(كتاب ميسي 16) ... مونديال الشباب 2005 وركلات المصريين
(كتاب ميسي 15)..الانطلاقة الكتالونية والهدف الأول ريكارد ورونالدينيو
(كتاب ميسي 14)..فشل إسبانيا ودور بييلسا مع "ميتشي"
(كتاب ميسي 13)..ريكارد وفرصة ميسي
(كتاب ميسي 12)..أرواح ميسي الأربع ومواجهة راموس الأولى
(كتاب ميسي..11) "موسم القناع" وخطيئة أرسنال
(كتاب ميسي 10) فيلانوفا ومقالب الحارس الشخصي بيكيه
(كتاب ميسي 9) البداية الكتالونية
(كتاب ميسي 8) مباراة التنس التي غيرت تاريخ الكرة
(كتاب ميسي 7).. انتظار ريكساش والنهاية السعيدة
(كتاب ميسي 6).. لغز اختفاء "المايسترو"
(كتاب ميسي 5)... أزمة هرمون النمو
(كتاب ميسي 4).. أسطورة طفل نيولز أولد بويز
(كتاب ميسي 3)... ليو في المدرسة ومغامرات الجيش!
(كتاب ميسي 2) الجدة سيليا وملعب جراندولي
(كتاب ميسي 1).. ميسي الذي نجا من الموت جنيناً