كان عنوان موسم 2007-2008 هو "الفرص الثانية"، سواء بالنسبة لرونالدينيو الذي طلب من جوان لابورتا البقاء في النادي لعام إضافي لإصلاح الأمور أو لفرانك ريكارد الذي أكد تحليه بالحماسة اللازمة لمنع انهيار المجموعة.
جدد النادي مشروعه بالتعاقد مع النجم الفرنسي تيري هنري قادما من أرسنال.. فلنتخيل خط هجوم فيه رونالديوينو وميسي وهنري وإيتو، ومعززا أيضا بصفقات في الخطوط التي تليهم بأسماء مثل إريك أبيدال وغابي ميليتو ويايا توريه.
للأسف لم يتمكن ريكارد خلال هذا الموسم من تغيير ديناميكية البرسا وأصبح الفريق شبه غارق بعد الهزيمة من ريال مدريد في كامب نو، كما أن الهولندي لم ينفذ وعده لميسي بتغيير مركزه حيث ظل يلعب به من على الجانب الأيمن.
في تلك الفترة كان "الفتى" ميسي يتحول لرجل، لقد كانت عملية يتوجب على ميسي فيها تحمل مسؤولية شخص بالغ ولكن بعضلات متغيرة للاعب شاب، لقد كان الحمل شديدا لذا تمرد جسده، حيث كانت الإصابة الأولى في 14/9-2007 أثناء مباراة أستراليا والأرجنتين في الساق اليمنى مما أبعده عن التدريبات لمدة خمسة أيام.
كان ليو على موعد مع الإصابة الثانية في منتصف ديسمبر/كانون الأول عقب مباراة فالنسيا في الفخذ اليسرى لتبعده عن الملاعب قرابة 34 يوما ليغيب عن عدة مباريات ضمنها الكلاسيكو في الكامب نو، ثم تعرض في 4 مارس/آذار 2008 أثناء مواجهة سيلتيك لإصابة في الفخذ اليسرى مجددا لتبعده عن المشاركة قرابة ستة أسابيع.
خلال هذه الليلة بكى ليو وهو يخرج من ملعب كامب نو.. لقد كان ثالث مزق كبير خلال عامين.. ما الذي يحدث؟ لماذا كل هذه الإصابات؟ هل جسده يتغير؟ هل هي التغذية؟ كانوا يقولوا له إن الأمر يتعلق بطريقته في الركض أو ربما أنه لم يكن يقوم بتمارين الإحماء بصورة جيدة، لم تكن توجد دراسة عميقة للوضع، ولكن النادي قرر حمايته والبحث عن الأسباب.
البعض وصل به الأمر للحديث بخصوص أشياء لا تمت للواقع بصلة مثل أن هذا الأمر يرتبط بالعلاج الهرموني، في ظل نسيان أنه بعد علاج العجز فإن أي نمو لاحق كان بصورة طبيعية.
يقول رئيس القطاع الطبي السابق لنادي برشلونة جوزيب بوريل "حينما وصل لبرشلونة أخذناه لإخصائي غدد وبعد فترة من العلاج قررنا وقف تناوله بصورة تدريجية، إصاباته العضلية لا ترتبط بهذا الأمر، البنية التشريحية العضلية لميسي عبارة عن عضلات قصيرة وبسبب هذا يجب العمل معه بصورة يومية وشكل واع لتجنب إصاباته".
قضى ليو الكثير من المواسم في قطاع الناشئين دون إصابات كبيرة، لكن حالات التمزق المتكررة كانت بمثابة رد فعل جديد من جسمه وانعكاس للمجهود الكبير الذي كان يفرضه عليه، حيث كان الخطر الدائم بالنسبة لميسي ليس الإصابات بل انتكاساتها لأنه غالبا ما كان يتسرع للعودة.
يقدم رئيس القطاع الطبي بالاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم أوراسيو داغوستينو رأيه هو الآخر قائلا "أظن أن السر وراء إصابات ميسي هو أنه يطلب من جسده القيام بما لا يقدر عليه، ويركض أكثر مما يتحمله جسده، إنه شغوف بالأهداف ولا يمكن أن يفهم أمر غير هكذا".
خلال تلك الفترة كان خبير الطب الرياضي جوردي ديسولا قد أدلى برأي مثير للاهتمام لإذاعة (راك1) الكتالونية "أي شخص سيشغل سيارته مباشرة على سرعة 180 كيلو دون التدرج المناسب في تغيير السرعات فإن محركها سيعاني ولكنه لن يفسد ويمكنه استخدامه في اليوم التالي، ولكن إذا ما حدث شيء مشابه مع محرك معقد مثل سيارات (فورمولا1) فإنه سيتعطل بكل تأكيد، ميسي هو الفورمولا1 ، فحتى لو كان جسده استثنائيا، فإنه يقوده إلى ما هو أبعد من حدوده".
وأضاف الطبيب "ربما تؤثر التغذية السيئة أو العادات المضرة من الطفولة في مسألة إصاباته، ولكن هذا يصعب تحديده، لأن العضلات التي تبذل مجهودا ضخما دائما ما تكون عرضة للإصابات".
شكل برشلونة لجنة عمل مكونة من تشيكي بيغرستاين ونائبي الرئيس مارك إينغلا وفران سوريانو محاولة البحث عن حل، حيث قيل لليو إن كتلته العضلية مكونة من أنسجة متفجرة مثل تلك التي تخص العدائين، حيث كانت تمنحه السرعة ولكنه يواجه دائما خطر الإصابة، لذا عليه الاعتناء بنفسه كثيرا حتى لا يتحول الأمر لمشكلة مزمنة.
عمل النادي على توفير اختصاصي تغذية فيما أصبح خوانخو براو معالجه الطبيعي الشخصي الذي كان يسافر معه أيضا للمنتخب، كان ليو يتلقى تدليكا قبل التدريب والمباريات وتعلم كيف يخفض من حدة مستواه في حصص التدريب ليكون جاهزا بصورة أكبر للمباريات ولتجنب الإصابات الجديدة.
اقرأ أيضا
(كتاب ميسي) "هاتريك" الكلاسيكو وهدف خيتافي المارادوني (21)
(كتاب ميسي 20).. مونديال 2006 وإهانات متنوعة بحق ليو
(كتاب ميسي 19).. ميسي يبكي مجددا في باريس
(كتاب ميسي 18)..أزمة ميسي ومورينيو والمسرح الكتالوني
(كتاب ميسي 17)..بطاقة حمراء وبكاء و"صيف إيطالي" متوتر
(كتاب ميسي 16) ... مونديال الشباب 2005 وركلات المصريين
(كتاب ميسي 15)..الانطلاقة الكتالونية والهدف الأول ريكارد ورونالدينيو
(كتاب ميسي 14)..فشل إسبانيا ودور بييلسا مع "ميتشي"
(كتاب ميسي 13)..ريكارد وفرصة ميسي
(كتاب ميسي 12)..أرواح ميسي الأربع ومواجهة راموس الأولى
(كتاب ميسي..11) "موسم القناع" وخطيئة أرسنال
(كتاب ميسي 10) فيلانوفا ومقالب الحارس الشخصي بيكيه
(كتاب ميسي 9) البداية الكتالونية
(كتاب ميسي 8) مباراة التنس التي غيرت تاريخ الكرة
(كتاب ميسي 7).. انتظار ريكساش والنهاية السعيدة
(كتاب ميسي 6).. لغز اختفاء "المايسترو"
(كتاب ميسي 5)... أزمة هرمون النمو
(كتاب ميسي 4).. أسطورة طفل نيولز أولد بويز
(كتاب ميسي 3)... ليو في المدرسة ومغامرات الجيش!
(كتاب ميسي 2) الجدة سيليا وملعب غراندولي
(كتاب ميسي 1).. ميسي الذي نجا من الموت جنيناً