لم تكن مسألة انضمام ليونيل ميسي لمنتخب الأرجنتين للشباب سهلة أيضاً، حيث مرت بالكثير من المنعطفات، بداية من رفضه عرضاً للعب باسم منتخب إسبانيا في نفس الفئة العمرية، لأنه كان يشعر قبل أي شيء بأنه أرجنتيني ولا شيء غير ذلك، وكان والده يشاركه نفس الرأي، وحتى الصعوبات التي واجهته قبل أن يرتدي قميص "الألبيسيليستي" للمرة الأولى.
من ضمن الأمور، الطريقة في مسألة استدعاء ميسي لأول مرة من قبل الأرجنتين هي الخطاب الذي أرسله الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم لنادي برشلونة ليطلب انضمام " ليونيل ميتشي" (نعم! هكذا كانت مكتوبة في الخطاب!) إلى معسكر للفريق في منتصف يونيو/حزيران 2004، وأجاب النادي الكتالوني بالموافقة مشترطا أن يكون الأمر بعد انتهاء كأس الملك للشباب.
قبل ذلك "الخطأ المطبعي" كانت مسألة استدعاء ميسي "محل شك"، ولكن كلاوديو فيفاس، مساعد مدرب منتخب الأرجنتين، مارسيلو بييلسا، حينها لعب مع الأخير دورا هاما في ارتداء ليو لقميص "راقصي التانغو" لأول مرة في حياته.
تبدأ القصة حينما كان كلاوديو في جولة أوروبية لتفقد المواهب الأرجنتينية الموجودة في الخارج. حينها لم يكن ميسي يعنيه لأنه لم يكن لاعبا قد يهتم بييلسا بضمه إلى المنتخب الأول، ولكن أحد العاملين في مكتب جوسيب مينجيلا، وكيل ميسي، ويدعى خورخي، حدثه عن رغبة إسبانيا في تجنيس ليو ليلعب باسمها.. كان كلاوديو يدرك تماما من هو ميسي، فهو في الأساس من أحد أبناء نيولز أولد بويز بل سبق ودرب شقيقه الأكبر رودريغو.
سلم خورخي إلى كلاوديو شريطا كان يضم بعض اللقطات لميسي، فشاهده وانبهر، لذا قال له: "قل لوالد الفتى أن يهدأ. سأحاول الخروج بأمر ما"، ثم أبلغ مارسيلو بييلسا بالموضوع الذي نصحه بالاتصال بمدرب الأرجنتين تحت 17 عاما هوغو توكالي ليتولى الأمر.
حينما عاد كلاوديو إلى الأرجنتين سلم توكالي الشريط وقال له "من فضلك لا تجعلنا نفقد هذه الفرصة"، فجاء الرد باردا من الأخير.. الحقيقة أن توكالي، نظرا لإصرار كلاوديو، كان يظن أن الأمر يتعلق بمكسب تجاري خفي ينتظره لذا لم يعطه قدرا من الاهتمام.
بعدها بأيام التقى بييلسا بكلاوديو وشعر أنه مستاء وسأله عن السبب فأجاب: "لقد خضت مواجهة بسبب هذا الفتى ميسي، وأعتقد أن الأرجنتين ستخسر كثيرا إذا لم نقم بخطوة ما، فلنستدعه في المنتخب الأول وليكن لاعبا احتياطيا".
طلب بييلسا من مساعده الانتظار، وبعدها بأيام قليلة تلقى توكالي أوامر من قيادات رفيعة في الاتحاد الأرجنتيني بمراجعة مقطع الفيديو جيدا والقيام بشيء بخصوصه.. حينما شاهده بدأت وجهة نظره تتغير ليجتمع مع خوليو غروندونا رئيس الاتحاد، ويتفقا على تنظيم مباراتين وديتين لفريق تحت 17 عاما، ليرتدي ميسي قميص منتخب الأرجنتين ولقطع أية مساع إسبانية للحصول على خدماته.
كان الاتفاق بين مسؤولي الاتحاد وميسي ووالده واضحا: ليو لن يلعب كأس العالم للأرجنتين تحت 17 عاما في 2003، لأن الفريق أصبح جاهزا بالفعل. ولكنه تلقى وعدا باللعب في مونديال هولندا تحت 20 عاما في 2005.
ولعب ميسي أول مباراة مع منتخب الأرجنتين للشباب وعمره 17 عاما في 29 يونيو/حزيران 2004 أمام باراغواي على ملعب أرخنتينوس جونيورز، حيث نزل بداية من الشوط الثاني حينما كانت الأرجنتين متقدمة برباعية نظيفة وسجل في الدقيقة 80 هدف المباراة السابع والأول له بقميص الأرجنتين.
في الودية التالية أمام أوروغواي، لعب ميسي أيضا من بداية الشوط الثاني حيث سجل هدفين (ق47 وق56) وشارك في صناعة الرابع، ثم جاء موعد بطولة أميركا الجنوبية تحت 20 عاما في كولومبيا، والتي أقيمت بين يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط 2005 والتي كانت تؤهل أول أربع فرق لمونديال الشباب.
كان الفريق حينها يلعب تحت قيادة بانشو فيرانو بعدما أصبح توكالي مساعدا لخوسيه بيكرمان مع المنتخب الأول.. الأمور في البطولة لم تكن تسير على ما يرام، فالأرجنتين فازت بأربع مباريات وتعادلت بمثلها وآخر مباراة كانت أمام البرازيل، ووحده الفوز كان يضمن لها المركز الثالث والتأهل لمونديال هولندا.
كانت النتيجة هي التعادل الإيجابي بهدف لمثله حتى (ق65) حينما مرر بارينتوس كرة عرضية لليو، لم يتوان عن إيداعها في الشباك، ليسجل أول أهدافه في بطولة رسمية في مرمى البرازيل، ويتأهل "راقصو التانغو" لمونديال هولندا.. ميسي لعب دور المنقذ مجددا ولكن مع كيان جديد سيكون نجمه عما قريب.
اقرأ أيضاً:
(كتاب ميسي 13)..ريكارد وفرصة ميسي
(كتاب ميسي 12)..أرواح ميسي الأربع ومواجهة راموس الأولى
(كتاب ميسي..11) "موسم القناع" وخطيئة أرسنال
(كتاب ميسي 10) فيلانوفا ومقالب الحارس الشخصي بيكيه
(كتاب ميسي 9) البداية الكتالونية
(كتاب ميسي 8) مباراة التنس التي غيرت تاريخ الكرة
(كتاب ميسي 7).. انتظار ريكساش والنهاية السعيدة
(كتاب ميسي 6).. لغز اختفاء "المايسترو"
(كتاب ميسي 5)... أزمة هرمون النمو
(كتاب ميسي 4).. أسطورة طفل نيولز أولد بويز
(كتاب ميسي 3)... ليو في المدرسة ومغامرات الجيش!
(كتاب ميسي 2) الجدة سيليا وملعب جراندولي
(كتاب ميسي 1).. ميسي الذي نجا من الموت جنيناً