كالفين فيليبس... موهبة ولدت من رحم المعاناة لتشق طريق التألق بيورو 2020

11 يوليو 2021
فيليبس نجم المنتخب الإنكليزي (Getty)
+ الخط -

 

أبهر كالفين فيليبس عشاق كرة القدم عامة، ومنتخب إنكلترا على وجه الخصوص، بعد المستوى المميز الذي قدمه في يورو 2020، والتي حسمت فيها كتيبة "الأسود الثلاثة" الصراع ببلوغ اللقاء الختامي.

الفتى المحبوب لفريق ليدز، والذي يحسب الفضل في مشوار تألقه إلى والدته، اضطر إلى عيش حياته من دون والده، الذي يقضي عقوبة حبس مطولة.

اللاعب كان من المواهب المحظوظة، التي وجدت مكانها في بطولة يورو 2020، بعد تأجيلها لمدة عام كامل، بسبب أزمة فيروس كورونا، حيث قبل 12 شهرا، لم يكن فيليبس قد لعب حتى في الدوري الإنكليزي الممتاز.

وساهم فيليبس بشكل كبير، في صعود ليدز إلى الدوري الممتاز العام الماضي، حيث حرص حينها على التقاط الصور رفقة عائلته في ملعب "إيلاند رود"، بتواجد جدته التي توفيت في فبراير/ شباط الماضي بعد مرض لم يمهلها طويلا، والتي كانت واحدة من أوائل الأشخاص الذين اتصل بهم فيليبس عندما انضم إلى منتخب إنكلترا لأول مرة في أغسطس/ آب الماضي.

لكن إحدى الشخصيات المفقودة في صور اللاعب دائما هو والده مارك، الذي يقضي حاليا عقوبة بسجن، يبعد خمس ميل فقط عن ملعب تدريبات فريقه ليدز.

وقال فيليبس في تصريحات لصحيفة "التايمز"، إنه عندما تحدث إلى والده لأول مرة بعد صعود ليدز للدرجة الممتازة، كان يسمع رفاقه في الزنزانة وهم يغنون نشيد الفريق ويسيرون معا خلفه و"يطرقون على الجدران" احتفالا بهذا الإنجاز.

وكان فيليبس، الذي لم يترعرع في أفضل حال، ولم يعش مع والده قط، صريحا بشأن سجن أبيه في الماضي، حيث أوضح أنه دخل في مجال خاطئ مليء بالمخدرات والقتال.

والد فيليبس من أصل جامايكي، وكان لاعب خط الوسط مرتبطا بتمثيل هذا البلد، في الصيف الماضي، قبل أن يتدخل غاريث ساوثغيت، ويؤكد له أن لديه حظوظا كبيرة في حمل قميص منتخب "الأسود الثلاثة".

ويفخر فيليبس في أصوله الجامايكية، ودعم بقوة حركة (بلاك لايفز ماتير)، وقال في تصريح سابق لصحيفة "يوركشاير إيفيننغ": "أعتقد أنني محظوظة للغاية، لكن لدي أصدقاء وعائلة، في بعض الأحيان لا يمكنهم حتى السير في الشارع دون أن توجه لهم نظرة العنصرية. لدي أصدقاء لا يمكنهم حتى الجلوس في حديقتهم الأمامية، لأن لديهم جيران يعاملونهم دون أي احترام على الإطلاق".

وأثناء نشأته، تلقى فيليبس وإخوته وجبات مدرسية مجانية، والآن يحرص هو على التبرع لبنوك الطعام في منطقته، في الوقت الذي أشاد بالعمل "الضخم" الذي قام به زميله في منتخب إنكلترا، ماركوس راشفورد، بشأن هذه القضية أثناء وباء كورونا.

وعندما كان فيليبس في الـ11 من عمره، التقى بحبيبة طفولته بيهان، التي كانت تعمل حتى وقت قريب في مهمتين، كموظفة استقبال وأمين صندوق في مطعم بيتزا، والآن، مع الاعتقاد بأن فيليبس يكسب حوالي 50 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع، يمكنه رعاية أسرته بشكل مثالي.

وحول هذا، قال فيليبس لصحيفة (ميرور) في مارس/ أذار من العام الماضي: "المكافآت في كرة القدم جيدة جدًا، لذا فهي تساعدني في رعاية عائلتي وهي من الأسباب التي دفعتني إلى الاستمرار في التطور".

شخصية رئيسية أخرى، كان لها دور كبير في مسيرة هذا اللاعب، وهي مدرب ليدز ، مارسيلو بيلسا، الذي عندما تولى منصبه في عام 2018، قال لفيليبس شيئين؛ أنه سيحوله من لاعب خط وسط مهاجم إلى لاعب دفاعي، وهو المركز الذي لعبه مع منتخب إنكلترا، وأنه بحاجة لإنقاص وزنه.

 

وطور المدرب الأرجنتيني الفهم التكتيكي لفيليبس إضافة للياقته البدنية، حيث أكد اللاعب أن كل يوم أربعاء، يقومون بأصعب جلسة تدريبية، وأضاف لشبكة (سكاي سبورتس): "نحن نفعل شيئا يسمى الكرة القاتلة. حسنا، نحن (اللاعبون) نسميها هكذا... ويسميها بيلسا كرة القدم. وهو مكان نلعب فيه خمس دقائق من كرة القدم المستمرة بسرعة 100 ميل في الساعة. إذا خرجت الكرة، يكون هناك أحد الموظفين المنتظرين في الجانب ليرمي كرة أخرى مباشرة. إنها مذبحة، لكنها جيدة، لأنني لا أعتقد أن العديد من الفرق تتدرب بهكذا كثافة".

ويبدو أن هذه التدريبات، كانت صاحبة الفضل في الطاقة التي كان يتمتع بها فيليبس في مواجهات اليورو، فيما لم يشكل أداؤه مفاجأة لمشجعي ليدز خلال هذه المواجهة، وهم الذين طالما اعتبروه لاعبا مهما، مما دفعهم لصنع لوحة جدارية له في وسط المدينة، إلى جانب أسطورتي النادي لوكاس رادابي وألبرت يوهانسون.

فيليبس
المساهمون